قبلَ ان تَتقصَّى الساحةُ السياسيةُ اللبنانيةُ كاملَ معالمِ زيارةِ الوزيرِ سليمان فرنجية الباريسية، عاجلَها القطريُ بزيارةٍ لوزيرِ الدولةِ في وزارةِ الخارجيةِ محمد عبد العزيز الخليفي على رأسِ وفدٍ الى بيروتَ للقاءِ مختلفِ المسؤولينَ والقوى اللبنانية، والعنوانُ : الملفُ الرئاسيُ اللبنانيُ العالقُ في عُنُقِ الزجاجةِ المحليةِ وشِباكِ التناقضاتِ الخارجية.
واِن كانت زيارةُ الوزير فرنجية قد حُصِّنَتْ بقلةِ الكلامِ الذي بقيَ فوق كل تحليل ، فانَ جولةَ الموفدِ القطري الصامتِ اغرقَها بعضُ السياسيينَ والمحللينَ بالتأويلات، وهي التي ستَشملُ مختلفَ الافرقاءِ على كافةِ ضفافِ الاصطفافاتِ اللبنانية..
اما اللبنانيونَ الغارقونَ بينَ تلاطمِ الازمات، فانهم مُصطفُّونَ امامَ البنوكِ إما بحثاً عن ودائعَ مسروقة، او رواتبَ مبتورة، عَلَّقَها وزيرُ المالِ اليومَ على منصةِ صيرفة بسعرِ الستينَ الفَ ليرةٍ للدولار . لكنها حِسبةٌ لم تُعجِب موظفي القطاعِ العامّ الذين قَرروا الاستمرارَ بالاضرابِ الذي يَشُلُ ما تبقى من البلدِ المعطوب، ولم يَخرُج اجتماعُ رئيسِ الحكومةِ معَ الوزراءِ المعنيينَ بِرُؤىً واضحةٍ يمكنُ رفعُها لاقرارِها في جلسةِ مجلسِ الوزراءِ، التي على ما يبدو مُتعَذِّرةٌ رؤيةُ هلالِها هذا الاسبوع ..
في الاسابعِ العبريةِ الصعبةِ استمرارٌ للانقسامِ الحادِّ الذي يصيبُ المجتمعَ الصهيونيَ وتَواصلٌ للتظاهراتِ التي تَعُمُّ مختلفَ الكيان، ولن يُنجِيَهُم الهربُ الى المستنقعِ الفلسطيني في الضفةِ ولا الى سماءِ غزةَ التي تَصدَّت مقاومتُها اليومَ للطائراتِ الصهيونيةِ بالصواريخ..
اما الصواريخُ الروسيةُ فيتوسعُ مدَى انتشارِها على طولِ الحدودِ معَ النيتو الذي اخرجَ فنلندا من حيادِها لتنضمَّ الى دولِه في سابقةٍ تعيدُ رسمَ خريطةِ التموضعاتِ العسكريةِ على طولِ الجبهةِ الاوروبية..