أعلن الرئيس الاميركي، باراك أوباما الاثنين، أنه ليس متفائلاً بشأن آفاق التسوية السلمية في سوريا على المدى القصير. وقال أوباما، في مؤتمر صحفي له في ختام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ [أبيك] المنعقدة في ليما عاصمة البيرو، “أنا لست متفائلا بشأن الآفاق القصيرة المدى في سوريا. بعد أن قررت روسيا وإيران دعم الرئيس السوري بشارالأسد بعملية جوية قاسية، كان من الصعب جدا رؤية كيف يمكن للمعارضة المعتدلة حتى لو كانت مدربة وعازمة، أن تسيطر على أراضيها لفترة طويلة”. كما أعرب أوباما عن اعتقاده بأن المتطرفين سيبقون لفترة طويلة في سوريا والعراق، ولكن من الممكن تقليص الخطر الذي يمثلونه من خلال تصفية قياداتهم.
وقال أوباما بهذا الشأن “لا شك أن القوى المتطرفة ستبقى في سوريا وحولها، وأن الفوضى ستبقى قائمة لفترة معينة. وسيكون وضع العناصر المتطرفة في العراق، مثلما كانوا في أفغانستان بعد أن سحقنا “طالبان” وقضينا على بن لادن. لكننا يمكن أن نقلص المخاطر بشكل فعال والقضاء على القيادات الرئيسية”. وذكر أوباما أنه أعرب خلال المحادثة القصيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي جرت بينهما على هامش قمة أبيك، عن قلقه إزاء الوضع في سوريا. وقال أوباما إن “الحديث الذي جرى بيننا كان على غرار ما كان في الأشهر الأخيرة. أشرت في الحديث معه إلى أننا لا نزل ننظر بقلق بالغ إزاء إراقة الدماء والفوضى التي يؤدي إليها القصف من قبل الأسد والعسكريين الروس، والذي يتعرض له سكان حلب”، مضيفاً أنه أشار إلى ضرورة “نوع من التهدئة الإنسانية والتحرك نحو الانتقال السياسي”.
كما انتقد أوباما روسيا والصين “لعدم مشاركتهما بقدر كاف” في تسوية القضايا الدولية، مشددا في الوقت ذاته على دور خاص للولايات المتحدة على الساحة الدولية، قائلاً “نحن لا نستطيع حل كافة القضايا، ولكن في حال لم تحرص الولايات المتحدة على ما هو الصحيح، فان كل شيء ينهار”. من جهة ثانية، تطرق أوباما إلى الوضع في أوكرانيا، وصرح بأنه يود أن تنفذ اتفاقيات مينسك حول التسوية في أوكرانيا قبل أن يترك منصب الرئاسة الاميركية، مشيرا إلى أنه أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بذلك خلال محادثتهما على هامش قمة أبيك.
وقال الرئيس الاميركي: “تحدثت معه [مع فلاديمير بوتين] عن أوكرانيا وضرورة تنفيذ اتفاقيات مينسك. ودعوته إلى أن يكلف مفاوضيه بالعمل معنا ومع فرنسا وألمانيا وأوكرانيا، لكي نحاول إتمام هذا العمل قبل أن تنتهي ولايتي”. وتناول أوباما في خطابه أيضا بعض القضايا الداخلية للولايات المتحدة، معرباً عن ثقته بأن الديمقراطيين سيعودون إلى الحكم في الولايات المتحدة عاجلاً أو آجلاً بعد الخسارة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. وفي معرض حديثه عن خططه الشخصية، قال أوباما إنه ينوي أخذ إجازة وقضاء بعض الوقت مع عائلته بعد ترك مهام الرئاسة في كانون الثاني/يناير المقبل.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية