فرضت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” إغلاقاً على جميع المحال التجارية في بلدة حوارة الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وبذلك يمنع كافة أصحاب المحال التجارية الواقعة على طول الشارع الرئيسي على امتداد القرية من فتح محالهم التجارية أو التواجد فيها.
ولم تحدد سلطات الاحتلال فترة الإغلاق، وما إذا كان سيمتد أكثر من يوم، كما قالت مصادر رسمية في البلدة، وأبلغت أهالي البلدة من خلال الارتباط الفلسطيني أن ذلك سيتحدد بناء على الأوضاع الأمنية في البلدة.
ويأتي الإغلاق بعد العملية التي نفذها الشاب “ليث نصار” من بلدة مادما القريبة، حيث أطلق النيران من سلاح “كارلو” باتجاه مركبة للمستوطنين أصيب خلالها مستوطن.
اعتداءات وخسائر مالية
ويخشى أهالي القرية من مواصلة إغلاق محالهم التجارية كعقاب جماعي من الاحتلال، كما كان في أعقاب هجوم المستوطنين على القرية في 26 شباط / فبراير الفائت، حيث فرضت إغلاقاً على المحال التجارية لمدة 5 أيام متواصلة تكبد خلالها أصحاب المحلات خسائر كبيرة، سواء بإغلاق المحال وتعطل عملهم أو جراء فساد البضائع التي تحتويها محالهم التجارية، حيث منعوا بالكامل من الاقتراب من المحال وتخزين بضائعهم التي كانت معروضة قبل إغلاق المحال التجارية.
هذه الخسائر بالنسبة لصاحب محلات “أبو العيال” فراس معزوز الضميدي، ستضاف إلى الخسائر جراء اعتداءات المستوطنين على محله التجاري الواقع على الشارع الرئيسي على مدخل البلدة القريب دوار سليمان الفارسي “يتسهار” باتجاه مدينة نابلس.
فخلال الاعتداء الكبير للبلدة من قبل المستوطنين في 26 أكتوبر تعرض للحرق وإتلاف بضائع تقدر بالآلاف، وبعد أسبوعين اعتدى مجموعة من المستوطنين على السوبرماركت مرة أخرى وقاموا بالاعتداء على مواطنين كانوا يتسوقون داخله.
ومحلات ” أبو العيال” واحدة من عشرات المحال التجارية الممتدة على طول الشارع الرئيسي القاطع الذي يشق البلدة من الجانبين، وتشمل المحال التجارية جميع مستلزمات الحياة اليومية للمواطنين من مطاعم ومحال تموين ومخابز وحلويات وتصليح مركبات …الخ، إلى جانب احتواء البلدة على عدد من المكاتب الرسمية مثل مديرية تعليم جنوب نابلس، ومكتب وزارة الداخلية وعيادة صحية، ومكتب الشؤون الإجتماعية ومحاكم شرعية والمؤسسات التأمين وفروع لكل البنوك.
ملاحقة اقتصادية
هذا الحال يجعل البلدة مركزا للتسوق لأهالي البلدة وكل قرى جنوب نابلس القريبة، والاعتماد الأكبر للتجار على المارة على الشارع خلال سفرهم من شمال الضفة الغربية إلى وسطها وجنوبها، مما يجعلها مركزا تجاريا.
يقول رئيس بلدية حوارة معين الضميدي لوكالة “فلسطين اليوم الإخبارية” إن فرض إغلاق المحال التجارية يكبد البلدة وتجارها خسائر بملايين الشواكل يوميا، وخاصة أن اقتصاد البلدة بمعتمد بالدرجة الأولى على الحركة التجارية.
وتابع الضميدي:”الخسائر لا تقتصر على خسائر عدم البيع و الشراء جراء إغلاق المحال التجارية خلال يوم واحد، ولكن تضاف لها خسائر فساد البضائع التي تتواجد في المحال التجارية جراء الإغلاق أيضا”.
ويمنع جنود الاحتلال المنتشرين بشكل مكثف في البلدة، وكل مداخلها الفرعية، أصحاب المحال من الإقتراب منها أو فتحها لتفقدها.
الخسائر اليومية جراء الإغلاق، كما يقول رئيس البلدية، تضاف هذه الخسائر جراء اعتداءات المستوطنين المستمرة عليها منذ 26 فبراير/ شباط وحتى الآن، والتي قدرت ب5 ملايين دولار.
واعتبر الضميدي أن ما تقوم به قوات الاحتلال هو عملية عقاب جماعي وملاحقة اقتصادية لأهالي البلدة رغم أنهم الضحية من اعتداءات المستوطنين التي لم تتوقف، فبدلا من محاكمة المستوطنين وملاحقتهم على اعتداءاتهم يتم ملاحقة أهالي البلدة في مصدر رزقهم.
عملية حوارة تربك الاحتلال وتخوف اسرائيلي من التطورات في شهر رمضان
شددت قواتُ الاحتلالِ من اجراءاتِها الامنيةِ العسكريةِ في نابلس بعدَ عمليةِ حاجزِ حوارة التي اُصيب خلالَها مستوطنانِ وُصفت جراحُ احدِهما بالخطرة.
وتتخوف الاوساط الصهيونية من تصعيد مع الفلسطيني بالتزامن مع بداية شهر رمضان وسط رهان كبير ان تسهم لقاءات العقبة وشرم الشيخ بتقييد المقاومين الفلسطينيين في استهداف قوات الاحتلال.
وعلى غرار قمة العقبة الأخيرة سقط الاجتماع الامني في شرم الشيخ في مهده، محاولة العدو تطويق المقاومة في الأراضي المحتلة عبر التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية اصطدمت بالفشل مجددا بعد قيام أحد المقاومين الفلسطينيين بتنفيذ عملية بطولية على حاجز حوارة في جنوب نابلس اسفرت عن إصابة مستوطنين صهيونيين وصفت جراح أحدهما بالخطيرة.
وذكرت وسائلُ إعلامِ العدو أن منفذ العمليةِ نصب كميناً للمستوطنينَ واستهدفَ سيارتهما من مسافةِ صفر، قبل أن ينسحب من المكانِ سيراً على الأقدام ليعلن لاحقا إصابته واعتقاله.
وشهدت المنطقةُ استنفاراً لقواتِ الإحتلال التي شددت من إجراءاتها عند مداخل ومخارج نابلس والحواجز الرئيسية للمحافظة فضلا عن اغلاق المحال التجارية والمدارس.
وفور تنفيذ عملية إطلاق النار على حاجز حوارة اقيمت الاحتفالات في مناطق فلسطينية عدة وخرجت مسيرات تدعو الى وحدة قوى المقاومة ضد العدو
من جهة ثانية نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في القدس المحتلة ومحافظات طواكرم ورام الل والخليل وبيت لحم.
المصدر: قناة المنار + وكالات فلسطينية