شيّعت جماهير فلسطينية، مساء اليوم الخميس، شهداء جنين الأربعة الذين ارتقوا بجريمة اغتيال نفذها جيش الاحتلال. وانطلقت مسيرة التشييع من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، وجابت شوارع مدينة جنين متوجهة إلى مسقط رأس الشهداء الأربعة، حيث ألقيت نظرة الوداع عليهم في منازل ذويهم.
كما توجه المشيعون إلى مسجد جنين الكبير لأداء صلاة الجنازة، ومن ثم إلى مقبرة شهداء مخيم جنين لمواراتهم الثرى، وسط دعوات للانتقام من الاحتلال.
بالفيديو | مشاهد من تشييع الشهداء
واستشهد 4 مواطنين فلسطينيين بينهم قادة في سرايا القدس وكتائب القسام، وأصيب 18 آخرون، خلال اقتحام قوات خاصة صهيونية مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة. وذكرت مصادر محلية أنّ قوة خاصة إسرائيلية أطلقت النار بشكل مباشر على عدد من الفلسطنيين، في مخيم جنين ما أدى الى استشهادهم على الفور.
وبحسب المصادر، من بين الشهداء، الشابان المقاومان يوسف صالح بركات شريم القيادي في كتائب القسام (29 عاما)، ونضال أمين زيدان خازم القيادي في كتيبة جنين – سرايا القدس (28 عاما)، بالإضافة إلى الطفل عمر عوادين (16 عاما)، والشهيد لؤي خليل الزغير (37 عاما).
وقالت المصادر إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاومين وقوات الاحتلال في مدينة جنين، عقب تنفيذ قوة خاصة للاحتلال عملية اغتيال لمقاومين. وأعلنت سرايا القدس- كتيبة جنين في بلاغ عسكري، أن مجاهديها اشتبكوا مع القوات “الاسرائيلية” التي نفذت عملية اغتيال جبانة لمقاومين وسط المدينة واستهدافها بصليات كثيفة من الرصاص.
بالفيديو | لحظة اغتيال الشهداء في جنين
كما اعلنت سرايا القدس – كتيبة جبع في بيان مقتضب لها أن مجاهديها خاضوا اشتباكات عنيفة ويستهدفون قوة لجيش الاحتلال بصليات كثيفة ومباشرة من الرصاص.
وزفت حركة حماس إلى الشعب الفلسطيني شهيدها القسّامي القائد يوسف صالح بركات شريم (29 عامًا)، والشهيد المجاهد القائد نضال أمين زيدان خازم (28 عامًا)، والشهيد البطل: لؤي خليل الزغير (37 عامًا)، والشهيد الفتى عمر محمد عوادين (16 عامًا).
وأكدت حركة حماس أن عملية الاغتيال الجبانة لاثنين من قادة المقاومة لن تمر دون عقاب، والاحتلال الذي خَبر المقاومة يوقن أن ردّها قادم، وبأنّ مسيرة المقاومة ماضية حتى التحرير.
وقالت حماس “إنّ شعبنا المجاهد لن يَبرح الرباط في أرضه، وسيواصل الدفاع عن قدسه والمسجد الأقصى المبارك، وإنّ رجال المقاومة يعرفون طريقهم نحو أهداف الاحتلال جيداً”.
وفي تصريح آخر، قال الناطق باسم حركة “حماس” عبد اللطيف القانـوع إن “جريمة اغتيال أبطال المقاومة في جنين لن تمر دون رد عليها”. وأضاف القانوعأن “شعبنا ومقاومته قادرون على ضرب الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه”.
ونعت سرايا القدس شهداء جنين الأبرار الذين ارتقوا مساء اليوم خلال عملية اغتيال صهيونية جبانة وسط مدينة جنين، وعلى رأسهم الشهيد المجاهد “نضال أمين خازم”(28 عامًا) أحد القادة الميدانيين في كتيبة جنين، والشهيد المجاهد “يوسف صالح شريم” (29 عامًا) من كتائب القسام.
وأكدت السرايا على أن دماء الشهداء ستكون دافعاً لمواصلة خيار الجهاد والمقاومة، وستزيد مقاتلينا صلابة في مواجهة العدوان.
بالفيديو | مشاهد من اقتحام قوات الإحتلال مخيم جنين
كما توعدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالرد على جريمة الاغتيال الجبانة التي نفذتها قوات “إسرائيلية” خاصة بحق أربعة من المواطنين في مدينة جنين عصر اليوم الخميس. وأكد المتحدث باسم الحركة عن الضفة الغربية طارق عز الدين، أن “جريمة الاغتيال الجبانة التي نفذتها قوات صهيونية خاصة بحق مقاتلي ومجاهدي شعبنا الفلسطيني في جنين مساء اليوم لن تمر مرور الكرام”.
وقال عز الدين في تصريحات صحفية:” إن جريمة الاغتيال الجبانة التي نفذتها قوات صهيونية خاصة بحق مقاتلي ومجاهدي شعبنا الفلسطيني في جنين مساء اليوم سيتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها وسيدفع ثمن هذه الجرائم”. وأضاف:” أن هناك العشرات الذين يسيرون على درب المقاومة لمواصلة طريق الشهداء وبأس المقاومة في جنين ومدن الضفة يجعل الاحتلال يتغول في دماء أبناء شعبنا”.
وتابع :” تواصل الرد الفلسطيني على هذه الجريمة وغيرها من أشكال المقاومة المتنوعة من عمليات تطال الداخل المحتل، هي نماذج ستخرج للاحتلال رعباً يضعهم جميعاً تحت قبضة المقاومين”.
الشهيد القائد نضال خازم، هو أحد القادة الميدانيين في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، ومسؤول وحدة قوة البهاء الخاصة التابعة لكتيبة جنين. وابن أخ المطارد فتحي خازم والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن، ويطلق عليه المقاتل الشرس في كتيبة جنين.
بالفيديو | مشاهد للشهيد القائد نضال خازم
أما الشهيد القائد يوسف شريم، فهو شقيق الأسير محمود أحد المتهمين بالتخطيط ومساعدة أسرى نفق الحرية.
الشهيد القسامي شريم عرفته كتائب القسام وجنودها بأنه إمامها، وظهر القسامي القائد يوسف الشريم أثناء صلاته بمقاتلي كتائب القسام على جبال جنين، التي عرفتهم مقاتلين أشداء رافضين للذل والظلم والاحتلال.
وقال صالح شريم، والد الشهيد شريم إن نجله كان مقاوما بطلا مقداما شجاعا، لم يخشى الاحتلال ولا غيرهم، وكان دوما ما يتصدى لهم في كل اقتحام تشهده المدينة، إلى جانب إخوانه المجاهدين، ولطالما تمنى الشهادة واللحاق بركب الشهداء المقاومين المقبلين.
ولفت شريم إلى أن نجله أسير محرر اعتقل لدى الاحتلال لمدة 6 شهور، واستدعاه الاحتلال لعدة مرات، ومنذ قرابة العام عاش حياة المطاردة، ملتحقا بدرب المقاومة ورافضا تسليم نفسه حتى ارتقى شهيدا اليوم برصاص قوات الاحتلال الخاصة.
وأوضح أن قوات الاحتلال اعتقلت شقيقه الأصغر بركات العام المنصرم، بعد استدعاء الشهيد يوسف، وحكمت عليه بالسجن 20 شهرا. وكذلك فإن الشهيـد شريم شقيق الأسير محمود شريم، والمُعتقل منذ عام 2017، والمتهم بمساعدة أسرى “نفق الحرية”، يقضي حكماً بالسجن 8 أعوام موزعة ما بين الحكم الأول والثاني.
خشية صهيونية من عمليات للمقاومة وإطلاق صواريخ
وقالت قناة “كان” العبرية إن الاحتلال الإسرائيلي يخشى من إطلاق حركتي حماس والجهاد الإسلامي صواريخ من قطاع غزة عقب اغتيال 4 شهداء من كلا الحركتين في جنين اليوم الخميس. وأضافت القناة العبرية، أن الاحتلال رفع من درجة جهوزيته بسبب الخشية من تصعيد أمني في الضفة وقطاع غزة.
وبحسب القناة فإن الاحتلال يخشى أيضاً من تنفيذ المقاومين لعمليات فدائية في القدس المحتلة، وكذلك في الضفة الغربية والداخل المحتل، وذلك قبل أسبوع واحد من شهر رمضان المبارك.
وتأتي المخاوف الإسرائيلية، عقب تنفيذ قوات الاحتلال سلسلة من الجرائم في الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة. ومع اقتراب شهر رمضان، تتصاعد التوقعات الإسرائيلية من تصعيد أمني كبير قد يشمل الضفة وقطاع غزة والقدس.
المصدر: وكالة شهاب + يونيوز