منذ تولي المتطرف “إيتمار بن غفير” وزارة الأمن القومي في حكومة بنيامين نتنياهو، والساحة “الفلسطينية- الإسرائيلية” في اشتعال مستمر، نتيجة القرارات المجحفة التي يتخذها بحق الفلسطينيين، بدءًا من سن قوانين جديدة تنتهك حقوق الأسرى، وكانت سبباً باندلاع ثورة السجون الأخيرة وإعلان العصيان على السجّان، وسحب الجنسية من عوائل منفذي العمليات الفدائية وتسريع وتيرة هدم منازل المقدسيين.
المتطرف “بن غفير” لم يكتفِ باتخاذ القرارات وسن القوانين المذكورة أعلاه، بل ينوي اتخاذ قرار جديد ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، قد يكون الصاعق الذي يفجر المنطقة، ويتسبب باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، إذ عقد النية على إغلاق المسجد الأقصى أمام المواطنين في الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك 2023، لإفساح المجال لاقتحام “المتطرفين” خلال ما يُسمى بـ “عيد الفصح” العبري.
فقد المتطرفون الثقة بـ “بن غفير”، فهو لم يستطع تنفيذ معظم وعوده، حتى إن معظمهم شنواً هجوماً شرساً عليه، بعد ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية في الضفة والقدس، رداً على الجرائم “الإسرائيلية” بحق الفلسطينيين، وهو الآن يسعى جاهداً لإعادة الثقة من خلال تسهيل عمليات اقتحام القدس وأداء صلواتهم والاحتفال بأعيادهم المزعومة داخل المسجد الأقصى.
مواجهات
خطورة الأمر تكمن، بنية إغلاق المسجد الأقصى أمام الفلسطينيين في الأسبوع الثالث من رمضان، أي إنهم سيُمنعون من أداء التراويح والعبادات وإحياء ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر المبارك، وهو ما قد يُشعل المواجهات في المنطقة، وتتمدد لمدن أخرى وصولا إلى اندلاع انتفاضة ثالثة.
الخبير في شؤون القدس د. جمال عمرو، يرى أن إعادة كسب ثقة اليمين المتطرف أمر ضروري له حتى لو افتعل مواجهة كبرى مع الفلسطينيين في سبيل إرضائهم، لذلك فإن قرار إغلاق الأقصى أمام المواطنين في الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك قد يتسبب بنشوب مواجهات وتمتد لمناطق أخرى.
ويُرجّح عمرو أن يتخذ بن غفير حجة اغلاق الأقصى لقمع أكبر عدد من الفلسطينيين؛ لأنه يعلم يقيناً أنهم سيُقابلون ذلك القرار بالمواجهة، فهم لن يقبلوا بأن يُمنعوا من أداء العبادات في الأقصى وباحاته، وأن تتحول إلى ساحة للاحتفال بـ “الأعياد اليهودية” المزعومة.
وقال “من المتوقع أن يُلبي بن غفير نداءات ما تسمى بـ “جماعات الهيكل” المزعوم، بالسماح لهم بمنع الفلسطينيين من أداء العبادات في الأقصى والسماح لهم بالاحتفال بأعيادهم في باحاته، لنيته في تحقيق أكبر عملية قمع للمقدسيين، إضافة إلى تحقيق مطالب المستوطنين، لنيل ثقتهم من جديد”.
وأشار إلى أن الحكومة “الإسرائيلية”، يحكمها متطرفون، وليست ديمقراطية كما يزعم رئيسها ووزرائها، وما يراه العالم على أرض الوقاع والانتهاكات الجفة بحق الفلسطينيين خير دليل على ذلك.
انتفاضة ثالثة
ويتوقع الخبير في شؤون القدس، أن قرارات وتصرفات بن غفير يمكن أن تُشعل انتفاضة ثالثة؛ لأنه منذ توليه “وزارة الأمن القومي” وهو يلعب بالنار، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد توتراً كبيراً ومواجهات شرسة، مستدلاً على ذلك أن رئيس وزراء الاحتلال الأسبق “شارون” كان أشعل وتيرة الانتفاضة الثالثة من الأقصى، والآن بن غفير يسير على نهجه”.
ونُشرت تصريحات منسوبة إلى بن غفير خلال لقاء جمعه مع قادة شرطة الاحتلال، أوضح من خلالها أنه يعتزم إغلاق المسجد الأقصى لمدة 10 أيام في رمضان خلال ما يسمى “عيد الفصح العبري” وتخصيص ساحات الحرم لليهود فقط.
المصدر: فلسطين اليوم