تتوالى الضربات التي تصيب لقاء العقبة الفضيحة، ليصح التوصيف بأن مقرراته ولدت ميتة.. وأثبتت المقاومة الفلسطينية بعد عملية حوارة معادلة القوة في مقابل محاولات الالتفاف على القضية المركزية. في توقيتها المناسب، جاءت عملية المقاومة جنوب نابلس متزامنة مع لقاء العقبة الذي وعت اليه المقاومة كفخ أميركي اسرائيلي جديد تحت عنوان تهدئة الأوضاع الميدانية ومنع انتفاضة شعبية جديدة.
وفي بعدها السياسي، فإن العملية قضت على أي محاولة لإطلاق عملية سياسية إقليمية يشارك فيها الكيان المؤقت والولايات المتحدة من أجل تطويق بوادر مقاومة شاملة من شأنها ان تربك الاحتلال أكثر فأكثر في أمنه… هي عملية ناجحة إلى الحد الذي دفع تل أبيب للإنقلاب علناً على لقاء العقبة.
أما في البعد الامني، فإن العملية اثبتت أن معادلات ردع العدو ثابتة، وهذه المرة من الضفة الغربية، ومحاولة إطفاء جذوة المقاومة، وآخرها مجزرة نابلس، فشلت، فالقضية الفلسطينية لم تعد مسألة أمنية، بل قضية وطنية لشعب يناضل من تحرير ارضه ومقدساته.
وفي البعد الاستراتيجي، يؤكد الشعب الفلسطيني مرة أخرى على خيار الكفاح المسلح طريقاً وحيداً من أجل التحرير، مشهد قوة يقابله مآلات ضعف الكيان من بوابة أزماته الداخلية، وأيضاً بفعل ضربات المقاومة التي عجز الاحتلال عن حل أو فك شيفرة استمراريتها.
ليلة دامية في حوارة.. الصهاينة يستعيدون ايام النكبة
تحدث أهالي بلدة حوّارة جنوب مدينة نابلس المحتلة عن ليلة دامية، ذكّرتهم بقصص النكبة عام 1984. ليل الاحد قام المستوطنون بحماية من قوات الامن الصهيوني بهجوم شامل على قرى قضاء نابلس في الضفة.
استشهد فلسطيني واصيب العشرات بجروج جراء هذا الهجوم، بالاضافة الى اضرار كبيرة بالممتلكات.. اكثر من الف مستوطن معظمهم مسلح انتشروا بمحيط المنازل، وشنوا اعتداءاتهم بحماية جيش الاحتلال. تم توثيق حرق 20 منزل بشكل كامل وجزئي ومثلها من المحال التجارية، فضلا عن السيارات وتقدر الخسائر بملايين الدولارات.
ويسكن بلدة حوارة نحو 7 آلاف نسمة وتقع في الشارع العام الذي يربط بين محافظتي نابلس ورام الله المحتلتين.
المصدر: المنار