رأى رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد، ان “انتصار الألفين هو الانتصار الأول في الصراع مع العدو الصهيوني والذي حققه حزب الله حيث عجزت عنه كل الجيوش العربية، وهذا الانتصار له تداعيات على مستقبلنا ومستقبل العدو الصهيوني ولا يزال بعض الأطراف بالداخل يصرون على أننا انهزمنا في حرب تموز ال2006 بينما العدو الصهيوني يقول ان هنالك علامات استفهام حول مستقبل إسرائيل ويعيش القلق من بعد هذا الانتصار”.
وقال خلال رعايته حفلا تأبينيا نظمه “حزب الله” في مركز الإمام الخميني الثقافي في مدينة بعلبك، بحضور الوزير السابق الدكتور حمد حسن، مسؤول منطقة البقاع في الحزب الدكتور حسين النمر وفاعليات: “حزب الله في الطريق الى إزالة هذا الكيان الذي وجد ليهدد الأمة الإسلامية والعرب وليمهد الطريق للطامعين والمستعمرين وسارقي ثروات الشعوب وقراراتها، وهذا الإنجاز تم ببركة المقاومة والشهداء والجرحى والأسرى وعوائل الشهداء وكل الناس التي احتضنت المقاومة”.
أضاف: “إن أراد احد أن يتبرع لنا بصاروخ الآن فإن قيمته لا تساوي قيمة صابونه مستعملة كانت تقدمها إحدى نسائنا في العام 1983 لأن هذا الفعل بقيمته المعنوية كأنها كانت تقدم قلبها وروحها وهذه هي قدرتها”.
وتابع سماحته: “في حرب الجرود السفير الأميركي السابق الذي كان سفيرا مطلع الأحداث في سوريا ادلى بشهادة أمام الكونغرس، قال فيها اننا وضعنا كل الخطط التي تؤدي الى اسقاط الدولة السورية وقمنا بجمع الدول واتخذ قرار اسقاط سوريا بالإجماع، فدول اخذت على عاتقها الدعم المادي ودفع المال، ودول قامت بفتح الحدود لإدخال المسلحين او قوات تدخل أجنبية مثل القوات الأميركية او الفرنسية تحت عناوين عديدة منها حماية الأكراد او الثوار، وبعدها نقوم بتدريب المسلحين ومدهم بالعتاد والسلاح والمال، ولا يمكن لأي دولة ان تصمد امام هذه الخطط بدليل ما حصل في مصر وليبيا، وكنا نظن ان سوريا ان صمدت فلن تصمد اكثر من ثلاث اشهر- ولو ان سوريا سقطت ستصبح الكلمة العليا في المنطقة لأميركا وسيصبح العرب ادوات لديها- يكمل السفير افادته اننا قمت بحساب كل شيء ما عدا دخول حزب الله، من هو حزب الله ليتم حسب حساب له؟ هل هو كالجيوش الفرنسية؟ نعم كل فرد في حزب الله كان كالإمام علي لم يبارز أحدا إلا وساعده على قتله. هؤلاء الشباب كان لديهم بصيرة نافذة، لا احد منهم ذهب الى سوريا بغير إرادته، لا احد منهم كان لديه تشكيك”.
وشدد على ان “أهمية قرار الذهاب الى سوريا يعرف من ردة فعل أعدائنا، حيث أننا ساهمنا في منع سقوط سوريا الأمر الذي بدوره حمى سوريا ولبنان والعراق وإيران وفلسطين، وأسس لمنطقة جديدة وأمة جديدة بالإضافة إلى انه أبعد التهديد الأمني المباشر للمسلحين المجرمين في سوريا فأصبحنا بأمان من إجرامهم”.
وأردف: “ليس بشيء سهل ان يذهب الإخوة الى سوريا بكل هذا العشق والوعي، بل انه لشيء عظيم، بعض الجرحى أخفى جرحه أمام مسؤوله كي لا يمنعه من المشاركة في الحرب، بعيدا عن الانتصارات المادية أنا أقف مندهشا أمام الانتصارات الفكرية والإيمانية والعقائدية، امام المركب الفكري الإيماني والثقافي والروحي الذي تجلى بهؤلاء الإخوة في ساحات الجهاد، هؤلاء الإخوة كانوا من أروع البشر وليس لهم مثيل في هذا العالم أبدا، لذلك علينا ان لا ننسى فضلهم علينا وعلى الأمة الإسلامية”.
ورأى أن “حرب تموز منعت إسرائيل من أن تفكر في حرب جديدة ومنعت الأميركي من التفكير في حرب على إيران، هذه هي تداعيات حرب تموز، وأحد المراجع الكبار حينما التقى بسماحة السيد حسن نصرالله بعد الحرب، كان يعلم ما قيمة حرب تموز، فطلب أن يقبل يده بسبب أن الإنجاز الذي حصل هو إنجاز عظيم جدا قام به حزب ومقاومة. لذلك يجب علينا أن نحترم جهود المقاومين وفضلهم وحينما نحترم فضلهم علينا نكون نحترم أنفسنا لأنهم ليسوا بحاجة إلى احترامنا فما نالوه عند الله لا يمكننا ان نناله”.
وختم السيد: “سمعت أن السلطات التركية أصدرت مذكرات توقيف بحق عدد كبير من المقاولين والمفتشين على خلفية الزلزال الأخير، وفي لبنان بحال قررنا أن نستدعي مقاولين ومراقبين فكم علينا أن نستدعي؟ مقاولين قاموا بتشييد أبنية لا تملك أدنى مواصفات البناء الجيد، إن شاء الله أن لا يأتي زلزال كي لا نصل إلى استدعاءات كما حدث في تركيا. ولكن لا بد أن يأتي الوقت الذي سوف نوجه فيه إصبعنا الى الذين سرقوا لبنان واللبنانيين من أجل إنقاذ لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام