يحاولُ كيانُ الاحتلال يائساً استفزاز المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، بارتكابه للجرائم البشعة والمجازر كما حصل في مدينتي جنين ونابلس، وأمام كل ذلك تقفُ المقاومة في قطاع غزة بثباتٍ وعزيمةٍ بالإضافة لحنكة وذكاء؛ لعدم الوقوع في فخ المكائد التي يسعى الاحتلال لنصبها لها.
المقاومة في قطاع غزة والتي تعتبر الظهير الأقوى للمقاومة في فلسطين والتي أصبحت ترعب كيان الاحتلال ويحُسب لها كل الحسابات، ورغم محاولات الاحتلال تحييد جبهة غزة عن الالتحام مع جبهة الضفة المحتلة، ألا أنه لن يستطيع الاحتلال فعل ذلك؛ لأن الشعب الفلسطيني واحد والمقاومة أصبحت متمرسة من خلال عديد التجارب السابقة مع الاحتلال، كما يرى العديد من المختصين والمحللين.
غزة جزء من المعادلة
الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني حسن لافي، رأى أن الحرب “الاسرائيلية” مفروضة على كل ما هو فلسطيني، وقطاع غزة بكل تأكيد هي جزء من هذا الكل الفلسطيني.
واعتقد المختص لافي في تصريحات صحفية لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن قطاع غزة لن يكون بعيداً عن أي مواجهة مع الاحتلال، موضحاً أنه لن تصبح غزة عبارة عن مكان خارج الحسابات الوطنية في أي يوم من الأيام مهما خطط الاحتلال لذلك.
جرائم توحد الساحات
وقال لافي :”الاحتلال بممارساته ضد الكل الفلسطيني في الضفة والقدس والاسرى، والداخل المحتل عام ٤٨ وحصار غزة ، هو من جعل الساحات الفلسطينية ساحة واحدة تخوض مواجهة واحدة قد تختلف طرق وآليات المواجهة في كل ساحة ولكنها جميعا تخوض حرباً مفتوحة مع الاحتلال”.
واعتبر المختص، أن غزة ليست مجرد عنصر قوة تدخل للمواجهة في أوقات محددة، بل غزة تغوص في أعماق المواجهة يومياً كأي جزء من أجزاء الوطن، قد تختلف أدوات مواجهتها حسب الظرف والحالة والاستراتيجية المُتبعة”.
كما رأى لافي، أن من الخطأ اعتبار غزة جالسة على “دكة الاحتياط” في المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال، فغزة ومقاومتها لاعب رئيس في “الحرب المفتوحة” مع الاحتلال، مشدداً على أنها ستبقى كذلك.
من جانبه، اتفق المحلل والكاتب عدنان الصباح، مع سابقه معتبراً أن جبهة المقاومة في غزة هي الحاضنة والظهير الحقيقي للمقاومة في فلسطين، مبيناً أنه كلما كانت غزة قوية كلما ستكون المقاومة أقوى بشكل أكبر.
وقال الصباح خلال حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”:” من يعتقد بأن غزة قد خرجت من المعادلة وأن صواريخها قد صمتت، عليه أن ينظر في ذات الوقت لقوة المقاومة الفردية وعمليات في الضفة، ومن خلال مقارنة ذلك بمقاومة غزة سيكتشف مدى القوة التي وصلت لها المقاومة في قطاع غزة”.
معركة مع غزة
وتوقع الصباح أن أنه لن يتوقف عدوان الاحتلال المجنون والمتواصل إلا بمعركة ضد قطاع غزة، لحاجته لهذه المعركة في ظل الوضع السياسي المعقد داخلياً لديه، معتقداً أن شكل المعركة إن حدثت بغزة ستكوت المعركة الأكثر قوة في تاريخ الصراع مع العدو؛ لأن الاحتلال يريدها كذلك والمقاومة لم تعد ضعيفة كما السابق.
وأضاف المحلل:” أن كل محاولات الاحتلال في الضفة الغربية من خلال العنف والإجرام وارتكاب المجازر يسعى لاستدراج جبهة غزة في الوقت الذي يريده في ظل الأزمة الداخلية في كيان الاحتلال والتي سيسعى لتصديرها للفلسطينيين وخاصة قطاع غزة.
وتابع الصباح :”الاحتلال يريد إرضاء معارضيه والظهور أمامهم أنه قوياً وأن حكومة نتنياهو هي الموحدة لهم؛ لذلك يحتاج العدو الصهيوني لمعركة مفتوحة ولن يستطيع أن يقوم بها بالعنف الذي يمارسه الآن في الضفة الغربية، موضحاً أن الاحتلال يحاول أن يقدم نفسه في غزة كمدمر.
الوعي بخطط الاحتلال
ورأى أن إحجام المقاومة في قطاع غزة عن الاستجابة لاستفزازات العدو الصهيوني في جنين ونابلس وغزة والقدس والمسجد الأقصى، هو لعلم المقاومة بأن الاحتلال يريد استدراجها للمربع الذي يريده، معتبراً أن ما تقوم به المقاومة هو الصواب من خلال تجنب استدراج العدو لها وهي التي تحدد متى وأين وكيف ستبدأ المعركة مع العدو الصهيوني المجرم.
وقال الصباح: “الاحتلال يريد استفزاز المقاومة وخاصة في قطاع غزة من خلال ارتكاب الجرائم البشعة كما حصل مؤخراً في مدينتي جنين ونابلس، مبيناً أن الاحتلال من خلال ذلك يريد من المقاومة أن تفقد صوابها، وواجب المقاومة هو حماية كافة أركان المقاومة ولا يمكن أن تسمح للاحتلال بأن يكونوا سادة الموقف أن يقرروا زمان ومكان المعركة القادمة.
تحييد غزة فاشل
وعن محاولات الاحتلال لتحييد جبهة غزة، اعتقد المقاومة في قطاع غزة أذكى بكثير من كل محاولات الاحتلال الخبيثة للاستفراد بجبهة الضفة وتحييد جبهة قطاع غزة، موضحاً أن المقاومة تدرك جيداً ألاعيب الاحتلال ونواياه الخبيثة، فهي التي لقنت العدو الصهيوني دروساً وأصابته بجروح غائرة لم يستطع تضميدها بعد معركتي “سيف القدس” و”وحدة الساحات”، والمستمرة لحتى الآن في كافة الساحات.
وتابع الصباح :”العدو يعتبر أن المقاومة في قطاع غزة هي الأكثر قوة وشراسة، والمقاومة في الضفة تستمد قوتها من المقاومة في غزة إلى جانب الحلفاء في “محور المقاومة” في المنطقة، مشيراً في ذات الوقت على التأثير الكبير لجبهة الضفة من خلال عمليات المقاومة كعملية خيري علقم التي قتل فيها 8 “إسرائيليين”.
جدير ذكره أنه ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني أمس الأربعاء مجزرة في مدينة نابلس المحتلة راح ضحيتها 11 شهيداً من نابلس، أحدهم قائد سرايا القدس- كتيبة نابلس بعد اشتباكات عنيفة خلال حصار قوات الاحتلال لأحد المنازل التي تحصن بها في البلدة القديمة.
المصدر: فلسطين اليوم