عَمَّ إضراب شامل الأراضي الفلسطينية، صباح اليوم الخميس، حدادًا على أرواح شهداء مجزرة نابلس بالضفة المحتلة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت مدينة نابلس، أمس الأربعاء، وارتكبت مجزرة أسفرت عن استشهاد 11 مواطنا، بينهم ثلاثة مسنين، وطفل، وإصابة أكثر من 102 آخرين بجروح، بينهم 7 في حالة الخطر.
وشل الإضراب مناحي الحياة كافة، وأُغلقت المدارس والجامعات، والمصارف، والمحالّ التجارية، وسط دعوات جماهير شعبنا إلى الاستمرار بفعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل مدينة وقرية ومخيم، والخروج بمسيرات غضب.
ونفذت محافظات قطاع غزة إضراباً شاملاً في كافة المحال التجارية والمرافق الحيوية، ذلك استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة التي أعلنت الإضراب الشامل حَدَّدَا على أرواح الشهداء في نابلس.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية، دعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى الإضراب الشامل والنفير العام في جميع مناطق وبلدات ومخيمات الضفة المحتلة والقدس وقطاع غزة، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية، وآخرها المجزرة التي ارتكبها في نابلس.
ودعت القوى في بيان لها أبناء شعبنا في العاصمة المحتلة إلى الإضراب العام والخروج إلى الشوارع وعلى الحواجز الاحتلالية وإعلان حالة النفير العام والتصدي لجرائم الاحتلال في كافة المناطق الفلسطينية، خاصة في القدس المحتلة “.
كما دعت الجماهير العربية إلى الخروج في شوارع العواصم العربية، غضبا واحتجاجا على دماء شعبنا الفلسطيني التي ترهق كل يوم بآلة الحرب الإسرائيلية، كما حثت أبناء جالياتنا الفلسطينية والعربية في أماكن تواجدهم إلى الخروج بمسيرات ومظاهرات في كافة عواصم العالم.
واختتمت القوى بيانها بالتأكيد على أن كل هذه الجرائم لن تكسرنا أو ترهبنا، بل ستزيدنا إصرارا على النضال من أجل نيل حريتنا وإقامة دولتنا المستقلة.
المقاومة ترد.. وغارات للعدو على غزة
هذا وقصفت المقاومة الفلسطينية مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية كما تم إستهداف موقع صوفا العسكري شرق رفح بعدد من قذائف الهاون.
واعلن المتحدث باسم جيش العدو إنه تم تفعيل صفارات الإنذار في عسقلان وسديروت بعد إطلاق عدد من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الصهيونية المحاذية للقطاع.
الى ذلك، شنت طائرات الاحتلال الحربية سلسلة غارات جوية استهدفت موقعين للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
هذا واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، صباح اليوم الخميس، مواقع عدة في أماكن متفرقة من قطاع غزة.
وقصف طيران الاحتلال الحربي بصاروخ واحد موقع بدر التابع للـقاومة في مخيم الشاطئ غرب غزة.
كما استهدفت طائرات الاحتلال الحربية موقعًا للمقاومة بأربع صواريخ في مخيم البريج وسط قطاع غزة، مما أدى إلى تضرر عدد من منازل المواطنين، بينما لم ترد أي تقارير تتحدث عن وقوع إصابات بين المواطنين.
هذا، وتصدت المقاومة لطيران الاحتلال في سماء غزة بإطلاق نيرانها رشاشتها المضادة للطيران صوبه.
وسبق القصف الاسرائيلي على غزة، دوي صفارات الإنذار، في مستوطنات “غلاف غزة” بزعم إطلاق صواريخ من القطاع، وفق ما أورد إعلام العدو، الذي قال إن “وابلًا كثيفًا من الصواريخ أطلق من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف خلال الدقائق القليلة الماضية، وسمع دوي عدة اعتراضات في المنطقة”.
مواقف الفصائل
وفي المواقف الفلسطينية، أ️كدت حركة حماس أن المقاومة الباسلة في قطاع غزة ستظل دائماً حاضرة للدفاع عن شعبنا، فهي درعه وسيفه، وهي تراقب كل تفاصيل الإجرام الصهيوني على شعبنا وتؤكد أن صبرها آخذ بالنفاذ.
وشدد حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس، على أن شعبنا في كل الساحات سيواصل ثورته العظيمة برغم مجازر الاحتلال، ولن تنجح كل الخطط في الالتفاف عليها. وأكد أن المقاومة تثبت معادلة القصف بالقصف ، وأن الرد على عدوان الاحتلال سيظل حاضرًا.
بدوره، أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، أن من حق الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده أن يدافع عن نفسه وأرضه، وأن يتصدى لعدوان الصهاينة وإرهابهم.
واعتبر سلمي في تصريح صحفي، أن ما قامت وتقوم به المقاومة هو رسائل تحذير ونذير للاحتلال وحكومته الفاشية المتطرفة، بأن تكف يدها عن أبناء شعبنا وتوقف عدوانها وإلا فإن الأوضاع ستنفجر وستزداد تصعيداً.
وقال “إن محاولات العدو الرامية للفصل بين الساحات ستفشل، فشعبنا موحد والمعركة واحدة، ومقاومتنا مستعدة ومتأهبة ولن تتخلى عن واجباتها والتزاماتها في الرد على العدوان أينما وقع”.
الجبهةُ الشعبيّةُ لتحرير فلسطين، أكدت أنّ العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا ينفصل عن العدوان الشامل والمتواصل على أبناء شعبنا، مشدّدةً على أنّ استمرار جرائم الاحتلال لن تزيد شعبنا إلا إصرارًا وثباتًا على مواصلة مسيرة المقاومة حتى دحر هذا العدو الصهيوني.
كما شدّدت الشعبيّةُ على أنّ أي ردود المقاومة بغزة تأتي في سياق الرد الطبيعي على استمرار الاحتلال وجرائمه وآخرها المجزرة البشعة في مدينة نابلس جبل النار. ورأت الشعبيةُ أنّ رسائل المقاومة بغزة تؤكّد أنّ شعبنا بمقاومته الباسلة مصمّمٌ على التصدي لجرائم الاحتلال وأن مقاومته لن تسمح للاستفراد بشعبنا في الضفة، مؤكدةً أنّ شعبنا الفلسطيني ومقاومته وحدة واحدة.
من جانبه، أكد مسؤول الإعلام في لجان المقاومة في فلسطين محمد البريم “أبومجاهد”، أن المقاومة في قطاع غزة ستبقى الدرع الحصين والسند المتين تمتلك أعلى جهوزية وإرادة حاضرة للدفاع عن شعبنا الفلسطيني في كل الساحات مهما كانت التضحيات.
كما أكد أبو مجاهد في تصريح صحفي، أنّ جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ومقاوميه الأبطال ستنقلب على هذا العدو المجرم نارا وغضبا وسيدفع هذا العدو وقادته ثمن إرهابهم وجرائمهم وسنقطع اليد التي تمتد على شعبنا.
وشدد على أن المقاومة ستظل حاضرة ومتيقظة وستظل شوكة في عيون الغاصبين الصهاينة وسترد على أي عدوان صهيوني وستثبت للقاصي والداني أن دماء أبناء شعبنا وثوارنا غالية ولا يمكن التفريط بها.
المصدر: موقع المنار