لم يعد يخفي أحد من أطراف الحرب في أوكرانيا، حقيقة إرتفاع منسوب التصعيد العسكري، تحشيداً وسياسة، وسط غياب للغة المفاوضات أو الدفع نحو هدنة، ولو مؤقتة، ولعل المحرك الرئيسي رغبة واشنطن باستمرار القتال استنزافاً لموسكو ولو حتى آخر جندي أوكراني.
حضر الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كييف ليقول، أمام العالم أجمع، إن أوكرانيا هي الخط الأول المتقدم للولايات المتحدة في مواجهة روسيا، من دون أن تنقصه الوقاحة بتسعير الحرب حطباً إضافياً بدعم تسليحي ولوجيستي ليجر الغرب كله معه نحو المواجهة الكبرى مع الكرملين.
بايدن بزيارته لكييف صعد بشكل مباشر مواجهته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو تحول مهم في السياق الدرامي للحرب وربما لجأت واشنطن الى هذا الخيار اعتمادا على استراتيجية التصعيد من أجل التهدئة وفرض الشروط ولكن في هذا صعوبة في تنفيذها.
روسيا التي دخلت الحرب لانعدام البدائل الاخرى باتت تواجه الغرب عموماً، إلا أن إدارة بايدن تراهن على الوصول إلى نقطة إنهاك لموسكو يصبح فيها الكرملين مستعداً للتفاوض، وربما الاستسلام، لتبقى الولايات المتحدة حاكماً أوحد وقطباً منفرداً في السيطرة على العالم ولو تدمرت كل أوروبا.
المصدر: المنار