“نؤكد على مواجهة الحصار والعقوبات الاميركية بكل الوسائل.. والاميركي يعرف ان قدراتنا كبيرة وخياراتنا مفتوحة..”، هذا ما أعلنه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في كلمة له يوم السبت 18-2-2023، وهذا ما يظهر بوضوح ان المقاومة في لبنان حاضرة لاخراج لبنان من المكان الذي يراد له ان يكون فيه، بفعل الحصار الاميركي المطبق عليه والهادف لزيادة الضغط على الناس في حياتهم اليومية والمعيشية.
ولا شك ان ما يحصل في لبنان من تلاعب بسعر صرف الليرة مقابل الدولار والامعان بانهيار العملة الوطنية وجريمة رفع أسعار السلع المختلفة لا سيما المواد الغذائية والادوية والمحروقات باتت مكشوفة ومن يقف خلفها من الفاسدين او حلفاء الادارة الاميركية ممن يستغلون الاوضاع الصعبة لزيادة الضغط في محاولة لإخراج البلد من الاستقرار القائم ودفع الامور نحو الفوضى، في سيناريو يعتقد من رسمه انه قد يؤدي الى فرض الشروط الاميركية في لبنان في مختلف الملفات ومن بينها الاستحقاق الرئاسي وتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض وإثارة الفتن الداخلية تماشيا مع الخطة الاميركية باشاعة الفوضى بالبلاد.
كل ذلك جعل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يرفع سقف الخطاب امام أي محاولة أميركية للدفع نحو الفوضى والفتن في لبنان، حيث قال في كلمته بذكرى القادة الشهداء يوم 16-2-2023 “إذا الأميركي يخطّط للفوضى، إذا جماعة أميركا في لبنان يُخطّطون للفوضى ولإنهيار البلد، أنا أقول لهم من الآن، أنتم ستخسرون، ستخسرون كل شيء في لبنان، وأنتم خطّطتم لشيء مشابه في الماضي وخسرتم، والآن ستخسرون.. إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى ستخسرون في لبنان وعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة، عندما تمتد مؤامراتكم إلى اليد التي تؤلمنا وهي ناسنا سنمد أيدينا وسلاحنا إلى اليد التي تؤلمكم وهي ربيبتكم إسرائيل.. من يُريد أن يدفع لبنان إلى الفوضى أو الانهيار عليه أن يتوقع منّا ما لا يخطر له في بالٍ أو وهم، وإن غدًا لناظره قريب”.
هذا الكلام العالي والواضح من السيد نصر الله سيدفع الاسرائيلي والاميركي للتفكير كثيرا قبل القيام بأي خطوة تدفع نحو الفوضى وإثارة الاضطرابات في لبنان، ففي لبنان الأمر ليس نزهة، كما في الحرب المباشرة مع العدو الاسرائيلي، أيضا في الحرب الأمنية والاجتماعية والاقتصادية حيث يكون المستهدف هو البيئة الاجتماعية للمقاومة او حتى الشرائح اللبنانية الاخرى، وعلى من يحاول ان يلعب هذه اللعبة المتهورة الادراك جيدا ان الثمن سيكون باهظا، فالرد اللبناني سيكون باتجاه كيان العدو الاسرائيلي.
كما ان المقاومة وبيئتها وناسها أظهروا خلال السنوات الماضية قدرة هائلة على الصمود والصبر، وهم قادرون على تحويل هذه القدرات من حالة الثبات والسكون الى حالة من الحركة للرد على المؤامرات الاميركية، وعدم الاكتفاء مثلا بتأمين المواد الغذائية والادوية والمحروقات التي تسحب من السوق او التي تحاول بعض الادوات الفاسدة احتكارها(بدون ظهور الاميركي بالصورة بشكل مباشر في كثير من الاحيان)، فماذا لو اتخذ القرار اللبناني بالانتقال فعلا الى بناء اقتصاد وقطاعات منتجة بعيدا عن تحكم أميركي وشروطه وحصاره؟ ولماذا يجب دائما انتظار الضوء الأخضر الاميركي لتحسين اقتصادنا وحياتنا كما يحصل في ملف الكهرباء مثلا؟ وأين هي الوعود الاميركية بجلب الطاقة من الاردن ومصر لتحسين التيار الكهربائي في لبنان؟
وبهذا الاطار سبق للسيد صفي الدين ان قال في كلمة له في 20-2-2023 “.. اذا الأميركي يريد أن يأخذنا للضغط الأقصى، أعتقد يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا، عندها، منكنّس الأميركي وأزلامه في لبنان…”، وبالتالي فعلى الاميركي ان يدرك انه سيخسر في أي محاولة لجز لبنان بفتن داخلية، والخسارة هنا لن تقف فقط عند حد إفشال المخطط الموضوع بل ستطال أدوات الادارة الاميركية في المنطقة، فكل الخيارات تصبح مطروحة.
المصدر: موقع المنار