الكيان الصهيوني وكابوس الزوال – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الكيان الصهيوني وكابوس الزوال

الكيان الصهيوني وكابوس الزوال
الكيان الصهيوني وكابوس الزوال
علي علاء الدين

في ذكرى الشهداء القادة جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليسلط الضوء على أزمة يعيشها الكيان الصهيوني في كل ذكرى سنوية لتأسيسه، وفي كل أزمة سياسية يعيشها، هو هاجس الزوال الذي يدرك كبار جنرالات بني صهيوني أنه آت لا محال.

 

تحلّ السنة الـ 74 على قيام الكيان الصهيوني المؤقت على أرض فلسطين المحتلة، وسط حالة من التهديد الوجودي الذي بات يلمسه المسؤولون الصهاينة بشكل واقعيّ أكثر، ليس فقط بسبب تنامي قوة محور المقاومة ومراكمته لأسباب القوّة من أجل تحرير القدس، بل أيضاً لأن التاريخ والعقائد اليهودية تشهد بأن هذا الكيان “محكوم بالزوال والمسألة مسألة وقت”، حسب ما عبّر أحد أهم مؤسسي الكيان ديفيد بن غوريون وهو ما يرويه عنه أحد أباء الكيان الصهيوني ناحوم غولدمان، في كتابه “المفارقة اليهودية”.

ديفيد بن غوريون

 

“إسرائيل” تلفظ أنفاسها الأخيرة
في العام 2017، نشر الكاتب الصهيوني آري شبيت مقالاً له في صحيفة “هآرتس” العبرية تحت عنوان “اسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة”، شرح فيه الخداع الذي يمارسه هذا الكيان بشأن وجوده على أرض فلسطين، حيث قال “إن الإسرائيليين منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ. ومن خلال استغلال ما سمي المحرقة على يد هتلر “الهولوكوست” وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي “أرض الميعاد”، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين”.

كما تحدّث عن الأوهام التي تبيعها المؤسسات اليهودية بشأن أصول اليهود في أرض فلسطين، قائلاً “إذا كانت الإسرائيلية واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين”، وأضاف “يبدو أننا اجتزنا نقطة اللاعودة”.

صهاينة يحرقون العلم الصهيوني

وفي العام نفسه 2017 وهو العام الذي يوافق الذكرى التاسعة والستين لقيام الكيان الصهيوني – شارك نتنياهو في نقاش ديني بمناسبة “عيد العرش اليهودي” أعرب فيه عن مخاوفه من زوال الكيان خلال السنوات القادمة؛ مخاوف نتنياهو الأخيرة كانت تختبئ خلف قوله إن مملكة “الحشمونائيم” عاشت نحو 80 سنة، وإنه يعمل لضمان اجتياز الكيان هذه المدة والوصول بها إلى مئة عام.

نتنياهو قلق من زوال الكيان

ومملكة “الحشمونائيم”؛ هي “مملكة يهودية كانت موجودة في فلسطين”، تأسست عام 140 قبل الميلاد وانتهت بسيطرة الإمبراطورية الرومانية على البلاد عام 63 قبل الميلاد، حيث دام عمرها 77 عاماً.

“أما المملكة الأولى، المسماة بـ”مملكة داوود”، فجاء ذكرها في التوراة؛ كمملكة جمعت “كل أسباط بني إسرائيل” الاثني عشر، كانت بداياتها في عهد الملك شاؤول الأول، حوالي 1020 ق.م، ودام عمرها 76 عاماً.

هذا ويتشاءم الصهاينة من العقد الثامن الذي دخلت فيه “دولة اليهود الثالثة” – وهي الدولة القائمة على احتلال فلسطين حالياً – ذلك أن المملكتين اليهوديتين السابقتين، اللتين كان قد جرى تأسيسهما في البلاد، وفق الرواية اليهودية، “مملكة داوود” و”مملكة الحشمونائيم”، لم تستطيعا تجاوز العقد الثامن من عمريهما.

عمر الكيان لن يتجاوز الـ 80 سنة
تصريح نتنياهو لم يكن الاخير فبعده بـ5 اعوام أبدى رئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال الكيان قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ”التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين”.

وفي مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” في 7 أيار 2022، قال باراك “على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن”.

باراك نتنياهو

وأضاف قائلًا إن “تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وإنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها”.

كما ذكر أن “العقد الثامن لإسرائيل بشّر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود”.
ولم يقتصر الخوف على باراك ونتنياهو فقد برز القلق الصهيوني من “فناء الدولة” في كلمة رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بنيت الذي ذكّر في هذه السنوية أنه “لم تصمد فوق هذه الأرض دولة يهودية سيادية وموحدة، لمدة تزيد عن 80 عاماً. وها نحن في العقد الثامن لدولة إسرائيل، وهذه هي فرصة الشعب اليهودي الثالثة. العقد الذي لم نعبره في الماضي قط” .

وآخر المحذرين كان رئيس الكيان اسحاق هرتسوغ، حيث قال “كلنا قلقون على دولة اسرائيل ونحن جميعا ملتزمون اتجاهها وغياب الحوار يمزقنا من الداخل، واقول لكم بوضح ان برميل المتفجرات هذا على وشك الانفجار، هذا وقت طارئ والمسؤرولية تقع على عاتقنا، ارى امام عيني الانقسامات في داخلنا والتي تزداد عمقا ولا يسعني الا ان اتذكر انه مرتين في التاريخ خلال عهدين مملكة بيت داوود والحشمونيين نشأت دولة يهيودية في أرض اسرائيل وانهارت مرتين قبل ان تبلغ الثمانين من عمرها”.

قتلى جنود صهاينة

في الخلاصة، ان الخوف الصهيوني من عدم بلوغ الثمانين عاما مرتبط بالعقيدة التي يتبناها الصهاينة بالاضافة لارتباطها بالدور التي أسس لأجله الكيان الصهيوني، وهو أن يكون حاملة طائرات اميركية في قلب المنطقة العربية لمنع بناء قوة عربية تكون في مواجهة الولايات المتحدة، واخيرا فان التاريخ القديم والحديث يظهر ان ما من بؤرة استيطانية استطاعت الاستمرار في ظل وجود السكان الاصليين والتجربة الجزائرية خير دليل بالاضافة لجنوب افريقيا.

المصدر: اعلام العدو