وصل وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق عند ظهر اليوم السبت، حاملاً رسالة تنسيقية من الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
هذه الزيارة تحمل طابعاً مختلفاً هذه المرة، فليس فقط الملف الاقتصادي والطاقة وملف العلاقات المتطورة بين البلدين هو المضمون، إنما يحمل الوزير الضيف أيضاً رسالة لتنسيق أول زيارة لرئيس إيراني منذ اندلاع الحرب على سورية، وستكون هذه الزيارة هي الأولى منذ 12 عاماً بعد آخر زيارة قام بها الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في العام 2010 إلى دمشق.
ملفات عديدة في جعبة عبد اللهيان، الأبرز قدمه للرئيس السوري بشار الاسد في قصر الشعب، حيث يتم التنسيق لزيارة الرئيس ابراهيم رئيسي إلى دمشق في القريب، بتأكيد من الرئيس الأسد على دعوة نظيره رئيسي إلى دمشق.
كما يحمل عبد الوفد الإيراني ملف وساطة تتعلق بإعادة بناء العلاقات السورية التركية التي انقطعت بين دمشق وأنقرة منذ بداية الحرب على سورية، وهذا ما أكده الوزير الضيف خلال لقاءه الرئيس الأسد، كما تم التوسع في المباحثات من خلال اجتماع مع نظيره السوري الدكتور فيصل المقداد قبل عقد المؤتمر الصحفي في وزارة الخارحية والمغتربين السوريية بدمشق.
اللقاء الذي تم ظهر اليوم بين الرئيس الأسد وضيفه عبد اللهيان، والاهتمام بكل تفاصيل هذه العلاقات يأتي في أولويات جداول أعمال الطرفين خلال لقائاتهما، والبحث عن تطوير هذه العلاقات يجري بشكل دائم.
وفيما يتعلق بتأخير نفيذ بعض الاتفاقيات قال الوزير السوري فيصل المقداد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ضيفهن أن هذا الأمر يأتي نتيجة العقوبات المفروضة على كل من سورية وإيران، بالمقابل يحاول الطرفان إزالة جميع العوائق التي تعترضهما نتيجة العقوبات الدولية أحادية الجانب، وهذه الجهود تنصب في مصلحة شعبي البلدين، بتنسيق عالي المستوى على مستوى القطاعين العام والخاص.
وأضاف عبداللهيان تأكيداً على جهود رئيسي البلدين في نسج العلاقات الممتازة، بالتنويه إلى ان هناك العديد من الاتفاقات الجاري تنفيذها مما تم الاتفاق عيله في الفترات الماضية، وما يتابعه وزيري الخارجية لكل من سورية وايران هو المضي بالعلاقات الاستراتيجية والاتفاقيات طويلة الأمن.
وخلال المؤتمر أكد الوزير الايراني عبد اللهيان أن تركيا وسورية طرفان مهمان في المنطقة وإن لطهران علاقة مميزة مع كلا البلدان، مشيراً إلى أن دخول الجانب الإيراني كطرف لحل المعادلة فور المعرفة بنية أنقرة شن عملية عسكرية شمال سورية، ليعرب عبد اللهيان عن سعادته بأن أخذت الجهود منحى سياسي في هذا الموضوع، مع التأكيد على استمرار طهران بالجهود للتقارب بين دمشق وأنقرة.
ما أكده المقداد يأتي في سياق ثناءه على الجهود الإيرانية في تصحيح مسار العلاقات بين كل من سورية وتركيا، وأثنى على حرص الحليف الايراني بالحفاظ على سيادة واستقلال واستقرار الدول الصديقة.
وقد وصف المقداد ما يجري من حديث عن تنسيق لقاء بين الرئيسين السوري والتركي”بالتكهنات” ، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين، وإمكانية حدوث أي اجتماع من هذا النوع لا يمكن ان يكون إلا بإزالة الأسباب التي أدت إلى انقطاع العلاقات، مشيراً إلى أن الوجود التركي العسكري في سورية ما هو إلا احتلال ويجب أن يزول لتبدأ المحادثات في هذا الموضوع، ولا بد من خلق البيئة الصيحيحة على المبادئ السليمة التي بدات عليها سابقاً.
ومن ضمن المبادئ الأساسية التي طرحها الجانب السوري الحفاظ على الثوابت الوطنية السورية، فانسحاب القوات التركية من كامل الأراضي السورية التي دخلتها خلال الحرب على سورية هو أولى ما يمكن أن يفتح ملف العلاقات السورية الايرانية مجدداً.
المبادئ والقواعد فيما يتعلق بعودة العلاقات ومصالحة بين البلدين الجارين، هو الأهم للشروع باي خطوة في هذا الخصوص.
المصدر: موقع المنار