شيّعت جماهير غفيرة ظهر الجمعة، جثماني الشهيدين حبيب كميل (25 عاما) وعبد الهادي نزال (١٨ عاما)، في بلدة قباطية جنوب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
“ربحت البيع يا أبو جهاد.. ربحت البيع”..
تغطية صحفية: “شقيقة عبد الهادي نزال الذي ارتقى برصاص الاحتلال أمس في بلدة قباطية”. pic.twitter.com/eCWP8Qlg9c— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 13, 2023
وانطلقت جنازتا الشهيدين كميل ونزال من المركز الصحي في البلدة باتجاه منزلي ذويهما، ثم حمل جثمان الشهيد حبيب كميل إلى مسجد صلاح الدين، وجثمان الشهيد عبد الهادي نزال إلى مسجد النور حيث صليّ عليهما بعد صلاة الجمعة.
وشهدت مسيرات التشييع هتافات غاضبة وتكبيرات، إضافة إلى المطالبة بالثأر لدماء الشهداء، وهتافات نصرةً للمقاومة وأخرى رافضة للتنسيق الأمني ونهج الاستسلام.
وخلال مشاركته في التشييع، دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان “لتوحد كل المقاومين من كل الفصائل خلف دماء الشهداء والثأر لدمائهم والتصدي لاعتداءات الاحتلال وحماية أبناء شعبنا”.
الأسير فالمشتبك فالشهيد…
من جانبه، قال الناشط السياسي ثامر سباعنة، إن الشهيد نزال “كان أحد الأسرى الأشبال الذين عانوا من ظلمة سجون الاحتلال، فكان عبود الأسير ثم عبود المشتبك، واليوم عبود الشهيد الذي نزفه شهيداً ولم يبلغ من العمر سوى 18 عاما”.
مواجهات خلال فعاليات رافضة للاستيطان في الضفة المحتلة
تشييع شهداء الأمس تزامن مع استمرار التصدي لهمجية واجرام الاحتلال، إذ أصيب عشرات المواطنين بالاختناق والرصاص الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، بمناطق متفرقة بالضفة الغربية، أثناء مسيرات مناهضة للاستيطان.
ففي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، اندلعت مواجهات بين أهالي بلدة بيتا والقرى المجاورة جنوب نابلس وبين قوات الاحتلال، بعد قمعها لمسيرة رافضة إقامة بؤرة “إفيتار” الاستيطانية.
وأدّى عشرات المواطنين صلاة الجمعة على الأراضي المهددة بالاستيطان بمحيط جبل صبيح، مؤكدين رفضهم الاستيطان فوق أراضيهم. واندلعت مواجهات بعد أداء الصلاة في محيط جبل صبيح، أطلق خلالها جنود الاحتلال وابلا من الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام، فيما أشعل الشبان الإطارات المطاطية وأطلقوا الحجارة صوب جنود الاحتلال.
وحسب الهلال الأحمر، فقد أصيب 21 مواطنا بينهم 4 أجانب بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع إثر قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية في بيت دجن. وأوضح الهلال، أن 3 مواطنين أصيبوا بالاختناق خلال المواجهات التي اندلعت في بيتا، مشيرة إلى أنه جرى علاجهم ميدانياً.
من جهة ثانية، أصيب شاب بالرصاص الحي في صدره، واعتقل آخر واقتيد إلى جهة مجهولة، فجر الجمعة، خلال اقتحام الاحتلال مخيم الجلزون، شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
كما أصيب شاب آخر برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة بالضفة المحتلة.
وقالت مصادر أمنية، إن الشاب أصيب بالرصاص الحي في قدمه، نقل إثرها للمستشفى، ووصفت حالته بالمستقرة.
رغماً عن أنف الاحتلال… الآلاف يصلون في الاقصى
أدّى آلاف من المواطنين فجر الجمعة، صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك بالمدينة المقدسة. وأفادت مصادر صحفية، أن أعداد كبيرة من المصلين تقدر بعشرات الآلاف أدوا صلاة الفجر، بالرغم من تضييق قوات الاحتلال على القادمين للصلاة في الأقصى. ودعت الهيئات المقدسية في وقت سابق المواطنين للرباط في المسجد الأقصى المبارك وأداء صلاتي الفجر والجمعة، لمنع المستوطنين المتطرفين والمدعومين من حكومتهم من المضي في مخطط تقسيم الأقصى.
الجهاد الإسلامي: فاشية الاحتلال تتطلب وحدة في الموقف والميدان
من جهة ثانية، زفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “إلى جماهير شعبنا وأمتنا، صباح الجمعة شهيدها المجاهد البطل: عبد الهادي فخري نزال (18 عاماً)، الذي ارتقى متأثراً برصاص الاحتلال المجرم خلال اقتحام بلدة قباطية جنوب جنين عصر الخميس”.
وقالت الحركة في بيان لها “إن هذه العربدة الفاشية وارتقاء خمسة شهداء في الساعات الأخيرة في الضفة الباسلة، يستوجب مزيداً من وحدة الموقف والميدان لردع المحتل عن حربه المسعورة ولجم إرهابه المتواصل، ودعم صمود شعبنا وانتفاضة مقاومينا الممتدة”.
المصدر: فلسطين اليوم