عشر دقائق لا غير استغرق اقتحام ايتامار بن غفير لباحات الأقصى، وسط حماية مشددة، و كان قبل ذلك، ليلة الإقتحام، قد اشاع كذبة، معلنا انه أعرض عن ذلك، حتى يتجنب المواجهة مع المقدسيين والمرابطين.
طريقة اقتحامه كانت بعيدة عن لهجة التهديد والوعيد التي اعتمدها مرارا قبل توليه حقيبة وزارة الأمن القومي، تلك الوزارة الجديدة التي استحدثها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في الحكومة التي اعلن عنها الاسبوع الماضي.
واذ حذرت مؤسسة القدس الدولية بان هذا الاقتحام مختلف، هدفه “سيطرة الصهيونية الدينية على المسجد الأقصى”، أنذرت فصائل المقاومة المستنفرة جميعها ان ذلك قد “يؤدي الى حرب دينية في المنطقة”. و كانت قد رأت في عجالة اقتحام بن غفير للأقصى انها تكشف عن “حالة الرعب والخوف التي يعيشها قادة الاحتلال في مواجهة الحق الفلسطيني”.
وعلق بن غفير عبر تويتر “نحن حكومة لا تستسلم لتهديدات حماس .. الحرم القدسي هو المكان الأهم لشعب إسرائيل” على حد زعمه .
وتابع: ونحن نحافظ على “حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين لكن لليهود أيضًا الحق في المكان وأن يصعدوا إليه ويجب التعامل بيد من حديد ضد كل من يهددنا” وفق تعبيره.
وكان قد أعلن بن غفير في تغريدة، عزمه اقتحام المسجد الأقصى في الأيام المقبلة، قائلا إن الأقصى “قضية مهمة، وكما قلت، أخطط للصعود إلى الحرم القدسي”.
وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرارا في الماضي ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائبا في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيرا.
ومن جانبها دعت مؤسسة القدس الدولية الى مواجهة اقتحام إيتمار بن غفير وتكثيف الرباط في المسجد المبارك ، معتبرةً ان الاقتحام يأتي في تحدي يُقصد به افتتاح ما أسمته “عهد الصهيونية الدينية” في الأقصى.
وقالت المؤسسة في بيان لها، إن إعلان بن غفير الذي جاء في اليوم ذاته الذي تلقّى فيه رسالة من “جماعات المعبد” المتطرفة تشمل 11 مطلباً ضد الأقصى، بينها تخصيص كنيس داخله والسماح بكامل الطقوس التوراتية وما يسمى الأدوات المقدسة وتمديد ساعات الاقتحام، يؤكد تكامل الأدوار بين الوزير وهذه الجماعات التي ينتمي إليها عضوياً، والتي شكلت قاعدته الانتخابية التي حملته للفوز في الانتخابات.
وحذّرت المؤسسة من أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى هذه المرة يختلف عن أي اقتحامٍ سابق له، فهو كما قالت “إعلان سيادة وهيمنة على الأقصى، ورسالة بأن عهدا جديداً قد افتُتح تسيطر فيه الصهيونية الدينية على المسجد الأقصى المبارك، لتطلق يد متطرفيها فيه بالتقسيم الزماني والمكاني وأداء الطقوس التوراتية فيه، على طريق الإحلال الديني الذي تطمح من خلاله إلى إزالة المسجد الأقصى من الوجود”.
وشددت على أن المسجد الأقصى “مسجد إسلامي بمشيئة إلهية خالصة، وبتجربة حضارية فريدة على مدار 14 قرناً من زمن الحكم الإسلامي له، وليس لبن غفير ولا لشارون من قبله ولا لأي إنسان على وجه الأرض أن يُبدِّل في هذه الحقيقة الراسخة”.
اقتحام بن غفير للأقصى عدوان سافر
وتحدي لإرادة الشعب
الفلسطيني
وأدانت فصائل فلسطينية، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الثلاثاء.
واقتحم المتطرف بن غفير، باحات المسجد الأقصى لمدة 10 دقائق، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد إعلان مصادر عبرية مساء أمس تراجعه عن اقتحام الأقصى بعد اتصال من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إثر تهديدات من الفصائل الفلسطينية.
وقالت حركة حماس إن اقتحام الوزير الصهيوني “إيتمار بن غفير” للأقصى عدوانٌ سافر ومحاولة يائسة لن تغير تاريخ وإسلامية القدس والأقصى.
وأكدت حماس في بيان صحفي، على أن تسلّل وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الفاشية الصهيوني “بن غفير” لباحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم بحماية وحراسة مشدّدة من قوّات جيش الاحتلال، سلوك إجرامي يكشف حالة الرّعب والخوف التي يعيشها قادة الاحتلال في مواجهة الحق الفلسطيني في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأضافت حماس، نؤكّد أنَّ معركتنا مع هذا العدو الصهيوني وحكومته الفاشية المتطرّفة، دفاعاً عن أرضنا وشعبنا وقدسنا وأقصانا ماضية بكل الوسائل وفي كل ساحات الوطن، وسيواصل شعبنا رباطه وصموده ومقاومته الشاملة حتى زوال الاحتلال والتحرير والعودة.
من جانبها قالت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين إن المجرم إيتمار بن غفير يصب الزيت على النار ويتحدّى إرادة شعبنا باقتحام المسجد الأقصى. وأضافت أن شعبنا ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم والكلمة الأخيرة ستكون لشعبنا وسواعده المقاوِمة.
وأكدت “الشعبية” أن حكومة الاحتلال بتشكيلتها الحاليّة تنذر بعدوانٍ أوسع على شعبنا، لذلك علينا الاستعداد جيدًا وبشكلٍ موحّد للتصدي لهذا العدوان. وتابعت، “على المجتمع الدولي التدخّل قبل فوات الأوان وإيقاف هذا العدوان الذي قد يؤدّى لانفجار المنطقة بأكملها”.
بدورها، قالت حركة المجاهدين إن اقتحام بن غفير للأقصى لن يفلح في شرعنة وجود هذه الشرذمة على هذه الأرض المباركة ولن تثبت أن لهم حق فيها.
وأكدت المجاهدين أن معركتنا مع هذا الكيان المؤقت هي بأمر الله وقدره، وسنبقى عذاب الله المرسل على المغتصبين الصهاينة حتى إزاحتهم عن الوجود. ودعت المجاهدين، أهلنا في الداخل المحتل والقدس والضفة المحتلة إلى النفير وشد الرحال نحو القدس، والرباط في الأقصى والتصدي للإجرام الصهيوني المتواصل بحق الاقصى المبارك.
بينما قالت حركة “فتح الانتفاضة” إن السماح للمتطرف بن غفير باقتحام الأقصى، هو انتهاك خطير للمقدسات، وإيذان بانتفاضة جديدة من أبناء شعبنا.
وحذرت الاحتلال وقادته، من تداعيات هذه الخطوات الاستفزازية والخطيرة التي تحاول النيل من مقدساتنا وأرضنا، وتوفير الغطاء والحماية لها من أجل طمس الهوية العربية والإسلامية. ودعت “فتح الانتفاضة” جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل، إلى التصدي بكل قوة لهذه المحاولات الإجرامية وشد الرّحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، والدفاع عنه وحمايته من دنس المتطرفين الغاصبين.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين إن اقتحام المجرم المتطرف بن غفير لباحات المسجد الأقصى صباح اليوم، هو تأكيد حكومة الإرهاب الصهيوني مساعيها لفرض الوصاية على مدينة وتكريس احتلالها المتواصل لها. وأكدت أن جريمة اقتحام المسجد الأقصى تستفز مشاعر العرب والمسلمين، والتي لن تمر مرور الكرام وستكون النار التي تحرق الصهاينة.
ودعت “المقاومة الشعبية” جماهير شعبنا في الداخل المحتل إلى النفير العام وشد الرحال إلى المسجد الاقصى المبارك للدفاع عنه في وجه المتطرفين الصهاينة، كما حثت جماهير أمتنا إلى إعلان حالة الغضب إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى والاستعداد للدفاع عنه.
فصائل المقاومة: اقتحام بن غفير
ينذر بحرب دينية في
المنطقة
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن اقتحام “بن غفير” للأقصى محاولة جبانة تمثل تصعيدًا خطيرًا واستفزازا ًلمشاعر شعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ينذر بحرب دينية في المنطقة.
وحملت فصائل المقاومة الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات إصراره في العدوان على شعبنا والمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة تسلل المجرم المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى.
ودعت أبناء شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل إلى شد الرحال للمسجد الأقصى وتكثيف الرباط فيه لإفشال المخططات التلمودية الصهيونية، كما دعت أهلنا والمقاومة في الضفة المحتلة إلى تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال في كافة ساحات الاشتباك دفاعا عن المسجد الأقصى.
وقالت إننا “ننظر بخطورة لاستمرار اقتحامات المسجد الأقصى من المتطرفين الصهاينة ولن تتخلى عن دورها بالدفاع عنه”.
وأكدت على أن الاحتلال لن يفلح في تغيير الوقائع على الأرض وستبقى القدس عربية إسلامية ومحور الصراع مع الاحتلال ودعت السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني ورفع يدها الغليظة عن المقاومة في الضفة الغربية للقيام بواجبها في حماية شعبنا ولجم عدوان الاحتلال كما دعت قادة الأمة وعلماءها وشعوبها للقيام بمسؤولياتهم تجاه الأقصى ونصرة شعبنا، ووقف كل أشكال التطبيع الذي يمثل ضوء أخضرا لاستمرار العدوان على شعبنا ومقدساته. وأكدت حركة “حماس” أنَّ تسلّل وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الفاشية الصهيوني “إيتمار بن غفير” لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية وحراسة مشدّدة من قوّات جيش الاحتلال عدوانٌ سافر ومحاولة يائسة لن تغير تاريخ وإسلامية القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وبينت أن هذا الاقتحام سلوك إجرامي يكشف حالة الرّعب والخوف التي يعيشها قادة الاحتلال في مواجهة الحق الفلسطيني في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وشددت على أنَّ معركتنا مع هذا العدو الصهيوني وحكومته الفاشية المتطرّفة، دفاعاً عن أرضنا وشعبنا وقدسنا وأقصانا ماضية بكل الوسائل وفي كل ساحات الوطن، وسيواصل شعبنا رباطه وصموده ومقاومته الشاملة حتى زوال الاحتلال والتحرير والعودة.
الاحتلال الاسرائيلي يرفع حالة التأهب خوفًا من رد المقاومة على اقتحام “بن غفير” للأقصى
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي رفع حالة التأهب في المنظومة الأمنية بعد تهديدات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والمخاوف من إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ردا على اقتحام المتطرف إيتمار بن غفير وفق موقع (واللا) العبري.
وكانت حركة حماس قد صرحت بأن المعركة مع الاحتلال ماضية بكل الوسائل وفي كل ساحات الوطن، وسيواصل شعبنا رباطه وصموده ومقاومته الشاملة حتى زوال الاحتلال والتحرير والعودة.
فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن حكومة نتنياهو تدفع الأوضاع نحو الانفجار والمواجهة؛ فالشعب الفلسطيني المقاوم لن يستسلم ولن يتهاون في حماية مقدساته.
الخارجية الاردنية: انتهاك بن غفير خطوة استفزازية تنذر بالتصعيد
بدورها دانت الخارجية الأردنية في بيان قيام بن غفير باقتحام باحة الأقصى، معتبرة إنها “خطوة استفزازية وتنذر بالمزيد من التصعيد”.
واعتبر البيان ان “اقتحام الاقصى تمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.
وأضاف “أن “الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات بالتزامن مع الاقتحامات الاسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً”.
علماء المسلمين: الانتهاك المتواصل للأقصى سيشعل انتفاضة ثالثة ومعركة سيف قدس ثانية
من جانبه قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رئيس قسم القدس في هيئة علماء فلسطين الدكتور مروح نصار ان الحكومة الإسرائيلية الجديدة إن لم تضغط على بن غفير للتراجع عن خطواته تجاه الأقصى فستندلع انتفاضة جديدة ومعركة سيف قدس أخرى لا تحمد عقباها.
وأكد نصار أن سياسة بن غفير مبنية على القتل والهدم والاستيطان وهذه الصورة الحقيقية للاحتلال وحكومته، مؤكدًا أن المتطرف بن غفير هو مجرم في نظر الصهاينة والكثيرون لا يريدونه وزيرًا في حكومة الاحتلال.
وأضاف أن بن غفير شخصية رعناء ولا تنظر إلى ما تفعل، مشددًا على أن هذا الأمر سيؤدي لاندلاع شرارة كبيرة في القدس والضفة الغربية.
وطالب عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المقدسيين بشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدً أن الرباط كلمة السر لإفشال مخططات الاحتلال، داعياً أوقاف القدس أن تفتح باب الاعتكاف على مدار الساعة في المسجد الأقصى المبارك للرباط والحشد بداخله.
المصدر: وكالات فلسطينية