ريم عبيد
فتح خيبر على يد الامام عليّ بن أبي طالب(ع) رواية أجمع عليها رواة الحديث، تختصر غزوة خيبر التي هزم فيها اليهود، على يد الامام بحضور النبي محمد (ص)، وعلى إثرها تم إخراجهم منها إلى غير رجعة، بعد أن رفضوا التعاون، لا بل كانوا يكيدون للمسلمين ويؤذونهم، ويقتلوهم، وهو كان سبب إخراجهم من المدينة بأمر من النبي(ص).
لسنا هنا بصدد الحديث عن الغزوة، بقدر ما نسعى لتفنيد محاولات السعودية طمس هذا التاريخ، وذلك لسببين الاول عقائدي بحت، والثاني مصلحي.
السبب الاول تفصيله واضح وليس موضع بحثنا، أما السبب الثاني فحضر بقوة بعد ما نشره موقع “فرانس 24″، حول إعادة تأهيل آثار خيبر وبناء منتجع سياحي يضم خبيرا إسرائيليا في علاج الطاقة يدعى “شموئيل”.
هذا المنشور فتح الباب واسعا أمام ما يجري الآن في خيبر التي تعد من أهم المدن وأقربها للمدينة المنورة، حيث تقع على بعد 168 كم وتتبعها إداريًا، ولا تزال العديد من أبنيتها قائمة، خاصة قلعة “مرحب” الشهيرة.
القصة تبدأ، منذ أن بدأ الصـهاينة بالإعلان عن أطماعهم في المدينة، وذلك في سبعينيات القرن الماضي، حيث أنشأت ما يسمى “وزارة العدل” في كيان العدو الإسرائيلي آنذاك، قسمًا خاصًا لمتابعة وحصر الممتلكات اليـهودية في الدول العربية التي أخرجوا منها، لتشهد الفترة ذاتها تهجير السعودية لعدد من قبائل خيبر، فهل حصل الأمر مصادفة أم متفق عليه؟؟
ولعل أبرز تصريحات قادة اليهود، التي عبروا فيها عن رغبتهم بالعودة، كانت في يوم احتلال القدس في حزيران من العام 1967، حيث أطلق وزير الحرب الصهيوني موشي ديان تصريحا قال فيه “لقد وصلنا أورشليم، هذا هو يوم خيبر.. ونحن في الطريق إليها”.
وتصريح آخر، لرئيسة وزراء الاحتلال السابقة، جولدا مائير التي وقفت على خليج العقبة مباشرة بعد توقيع اتفاقية “كامب ديفيد” عام 1978، وتوجهت بوجهها شرقًا نحو السعودية قائلة: “إنني من هذا المكان أشمّ نسيم خيبر ويثرب ..إنني أشتم رائحة أجدادي في خيبر”.
تلك الأطماع زادت مع تأسيس جيسون غوبرمان الاميركي الصهيوني لمشروع “ديارنا” في 2008، والذي يهدف للحفاظ على المواقع اليـهودية التاريخية في المنطقة العربية ، وقد أعلن صراحة أن الحديث عن السعودية “تتّسع له حدقات العيون” لما تضمه من مواقع تراثية وفي مقدمتها خيبر، وللعلم نظام ابن سلمان يتابع البرنامج عن كثب ويعمل على الترويج المباشر له.
فقد استضافت قناة أم بي سي السعودية، غوبرمان، عبر برنامج “في الآفاق” وأعطته المجال ليروّج لمشروعه ويتحدّث عن التسهيلات التي تقدمها الرياض لهم، مشيرا الى أن السلطات السعودية بذلت ولا تزال جهودًا في الخفاء للحفاظ على مواقع يـهودية منذ العصر الجاهلي.
وفي ذات السياق، وخلال لقائه مع مجلة The Atlantic في 2018 قال ولي العهد محمد بن سلمان “إن للشعب اليهودي الحق في تكوين دولة قومية فوق جزء من أرض أجداده على الأقل”، قاصدا بحديثه خيبر، والمعلوم انه حولها منتجعا لليهود، يأتون اليه لممارسة عقدهم.
ويضاف الى الأطماع بالآثار والأماكن، أطماع أيضا بالأموال، حيث أفادت صحيفة “الاسكونوميست” في 2014 ، أن إدارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فتحت خطًا ساخنًا للمطالبين بتسجيل ممتلكاتهم المفقودة في العالم العربي والإسلامي، كما طالبت الدول بتعويضهم ماليًا عن ترك ممتلكاتهم، وأن السعودية وحدها مطالبة بدفع 100 مليار دولار نقدا.
وبحسب بعض التسريبات، فإن هذه التعويضات كانت من البنود السرية لاتفاقيات التطبيع الأخيرة، والتي ضمّت ملحقًا خاصًا بعنوان (R-Kh)، ويعني العودة إلى خيبر Return to Khyber، والتي بموجبها سيمنح اليـهود أرضًا في خيبر، يستغلونها لمدة 99 عامًا في مشاريع زراعية وغيرها، بالإضافة الى 100 مليار تعويضات من السعودية.
وبمتابعة بسيطة لتصريحات بعض الصهاينة على غرار، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس مئير المصري الذي يقول إن “جدته لا تزال تحتفظ بمفتاح منزلهم في خيبر وأنهم لا يزالون يطالبون بحق العودة”، يضاف اليه حديث الصحفي الاسرائيلي إيدي كوهين الذي يدعي أن خيبر هي أرض أجداده وأجداد أجداده، فيمكن استخلاص حجم التسهيلات التي تقدمها السعودية، والتي بموجبها سيتملكون ما ليس من حقهم تملكه.
لم لا، وبعد التعديل الأخير الذي أقرته الحكومة السعودية. أصبح بإمكان الأجانب التملك في مكة والمدينة، وبالتالي التملك يجري بصورة مستمرة من اسرائيليين بجنسيات مختلفة.
وهو ما ينذر بخطر داهم، سببه ابن سلمان الذي يسعى لكسب ود اميركا من خلال تنفيذ أجندتها حرفيا، والتي على رأسها حماية اليهود، واحتوائهم.
المصدر: بريد الموقع