عامٌ كاملٌ بحلوه ومره بقده وقديده ورصاصه وحديده، مضى على الأراضي الفلسطينية حيث شكلت الضفة والقدس المحتلتان عنواناً للمقاومة وتركت لنفسها مكاناً يصعبُ على الاحتلال اختراقه كالسابق، وليكون لتنوعِ عمليات المقاومة أثراً واضحاً على مؤسسة الاحتلال الأمنية فكانت العمليات الاستشهادية والطعن والاشتباكات، وطرق المراوغة واستحداث العبوات الناسفة مؤخراً، وتنفيذ العمليات في قلب الكيان بعد أن غابت منذ العام 2015 وهي أبرز ما كبد الاحتلال الخسائر وما زال يرعب المنظومة الأمنية الصهيونية.
31 قتيلاً “إسرائيليا”، رقم يصعُبُ على الاحتلال حتى اللحظة استيعابه، والذي جاء نتاج 22 عملية فدائية كبيرة في الداخل المحتل ونتيجة الاشتباكات وعمليات إطلاق النار على الحواجز، لتزرع العمليات فارقاً وتصبح أقماراً كعملية النقب والتي نفذها أبو الشهيد محمد أبو القيعان وعملية تل أبيب التي نفذها الأسد “رعد خازم “، وعملية شعفاط التي نفذها عدي تميمي… وغيرها من العمليات التي أضاءت سماء فلسطين، وحطمت “كاسر الأمواج” الصهيونية لتكون “جنين” خلال 2022 هي منبعُ العمليات ومُلهمتها ودرةُ تاجِ المقاومة بعدما أربكت حسابات الاحتلال.
تنوع أساليب المقاومة
المتابعُ للمشهدِ في الضفة الغربية المحتلة خلال العام الحالي الذي شارف على الانقضاء، يرى أن وتيرة المقاومة قد ارتفعت فيه إلى حد بعيد جداً، وبهذا الارتفاع كان عام 2022 هو عام المقاومة بامتياز فقد استخدم أبطال ومقاومو الشعب الفلسطيني أشكالا وأساليبا مختلفةً لمقاومة الاحتلال الصهيوني من خلال المزج بين المقاومة المسلحة من خلال العمليات المسلحة كعملية رعد خازم والشقيقين حمارشة …وغيرها من العمليات …
والمقاومة الشعبية مثل عمليات إلقاء المولوتوف والعبوات المتفجرة المحلية من الشبان، وعمليات الدهس والطعن على المفتراقات الرئيسية لمستوطنات الضفة المحتلة كانت حاضرة، بالإضافة لدخول أسلوب جديد وهو التفجير عن بُعد بعد أن غاب عن ساحة المقاومة منذ عملية تفجير الباص خلال معركة السماء الزرقاء على الشهيد القائد في سرايا القدس محمد عاصي، كما حدث في عملية التفجير المزدوجة مؤخراً في مدينة القدس المحتلة، وهو ما كلف الاحتلال حصيلة كبيرة من الخسائر البشرية حيث وصلت لـ 31 قتيلاً في عمليات مختلفة بالإضافة لخسائر مادية كبيرة في آليات وجيبات الاحتلال وسيارات المستوطنين وأضرار في منازل المستوطنين.
الخوف الأكبر لدى الاحتلال من المقاومة في مدينة جنين ومخيمها الصامد جاء بعد سلسلة من العمليات البطولية هزت قلب كيان الاحتلال كان على رأسها عملية ديزنغوف التي نفذها رعد خازم ابن المخيم في الـ7 من أبريل الماضي، وعملية الخضيرة التي نفذها أيمن وإبراهيم الغبارية من أم الفحم، وعملية بني براك ومنفذها الشهيد ضياء حمارشة من جنين، وكذلك جاء بعد الإرهاصات بتمدد المقاومة لمناطق أخرى من الضفة المحتلة ما يشير إلى توسع عمليات إطلاق النار التي كان ينفذها المقاومون إلى أطراف مدينة نابلس وعلى بعض الحواجز العسكرية الصهيونية هناك.
العمليات البطولية بالداخل المحتل
– في الـ22 من مارس 2022 وقعت عملية بئر السبع البطولية ونفذها الشهيد محمد أبو القيعان وأدت لمقتل إسرائيليين وإصابة آخرين.
– في الـ27 من مارس عملية الخضيرة ونفذها الشهيدان أيمن وإبراهيم إغبارية وأدت لمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين.
– في الـ29 من مارس عملية رمات غان والتي نفذها الشهيد المقاوم ضياء حمارشة وأدت لمقتل خمسة صهاينة.
– في الـ7 من أبريل عملية تل أبيب أو شارع “ديزنغوف” ونفذها الشهيد المقاوم رعد خازم وأدت لمقتل إسرائيليين.
– في الـ28 من أبريل عملية أريئيل ونفذها الشهيدان المقاومان يوسف مرعي ومحمد عاصي وأدت لمقتل ثلاثة إسرائيليين.
– في الـ5 من أيار عملية إلعاد البطولية ونفذها المقاومان أسعد الرفاعي وصبحي أبو شقير وأدت لمقتل ثلاثة إسرائيليين.
– في الـ4 من سبتمبر عملية غور الأردن ومنفذا العملية وليد ومحمد تركمان أدت العملية لعدد من الإصابات في صفوف الجنود الصهاينة.
– في الـ14 من سبتمبر إطلاق نار استهدف حاجز الجلمة قرب جنين وانسحاب المنفذين وأدت العملية لمقتل الضابط بار فيلح.
– في الـ8 من أكتوبر عملية حاجز “شعفاط” في القدس المحتلة ونفذها الشهيد عدي التميمي وأدت لمقتل مجندة صهيونية.
– في الـ29ـ من أكتوبر عملية الخليل البطولية ونفذ العملية محمد الجعبري وأدت العملية لمقتل مستوطن واحد.
– في الـ23 من نوفمبر عملية القدس المزدوجة من خلال تفجيرين متزامنين وما زال منفذا العملية أحرار وقتل صهيونيين في العملية.
– في الـ25 من نوفمبر عملية سلفيت ومنفذها الشهيد محمد صوف وأدت لمقتل ثلاثة صهاينة في العملية.
تعاظم المقاومة وكتيبة جنين
لم تقف المقاومة الفلسطينية عند هذا الحد فقط بل تنامت كتائب المقاومة الفلسطينية المسلحة حيث كانت درة تاجها “كتيبة جنين” في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي التي انطلقت منذ سبتمبر 2021 بمدينة جنين بحيث جاء إطلاق هذا الاسم من قبل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة في البداية على الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن “جلبوع” واتخذه مقاومو الجهاد الإسلامي جنين اسماً لكتيبتهم، ثم تبعها انطلاق “كتيبة نابلس” لاحقاً في يونيو 2022 والتي أرعب الاحتلال ومستوطنيه، بالإضافة لانطلاق مجموعة “عرين الأسود” مؤخراً عقب استشهاد المقاوم إبراهيم النابلسي في أغسطس 2022 الماضي في مدينة نابلس.
انبعاث فكرة المقاومة
لنرجع قليلاً إلى الوراء فقد انبعثت فكرة المقاومة في الضفة المحتلة من كلمات الشهيد القائد جميل العموري مؤسس سريا القدس- كتيبة جنين الذي قال للمقاومين خلال معركة سيف القدس عام 2021: “شبابنا الذين تحملون السلاح في الضفة، لا تطلقوا رصاصكم في الهواء، إن هذا السلاح أمانة في أعناقكم، وواجب ديني وشرعي أن يتوجه إلى الاحتلال”، وبذلك ظل جميل يربك جيش الاحتلال الذي كان في كل مرة كان يقوم مدينة جنين يقوم بالتصدي لقوات الاحتلال التي تحاول هدم بيوت الأسرى والمقاومين
جميل العموري :
نفذ شهيدنا المجاهد العموري أول مهامه العسكرية في شهر يناير عام 2020م، حيث أطلق النار تجاه جنود العدو الصهيوني خلال هدمهم للمرة الثانية منزل الأسير المجاهد أحمد القنبع في مدينة جنين، وواصل مشواره الجهادي واستمر بتنفيذ العديد من عمليات إطلاق النار على الحواجز والتصدي لاقتحامات العدو لمخيم جنين، وساهم الشهيد العموري بشكل فعال في تشكيل خلايا عسكرية نشطة داخل مخيم جنين، وعمل برفقة إخوانه المجاهدين على تأسيس “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس.
استشهاد جميل
بعد عدة محاولات اغتيال واعتقال فاشلة، وبتاريخ 10-6-2021م تمكنت قوة صهيونية خاصة من نصب كمين لمركبة كان يستقلها الشهيد جميل العموري ورفيق دربه الأسير المجاهد وسام أبو زيد، ولاحقتهما من معبر الجلمة وحتى شارع الناصرة في مخيم جنين، حيث خاضا اشتباكاً مسلحاً معها، حتى باغتت رصاصات صهيونية غادرة جسد الشهيد جميل، واستقرت في أجزاء متعددة من جسده، صعدت على إثرها روحه إلى بارئها، وأصابت رفيقه المجاهد أبو زيد، كما استشهد خلال الاشتباك اثنين من عناصر أجهزة السلطة الفلسطينية وهما: أدهم ياسر عليوي من نابلس، وتيسير محمود عيسة من جنين.
استشهاد أقمار جنين
حادثة استشهاد أقمار “كتيبة جنين” الثلاثة في مارس 2022 وهم: صائب عباهرة وخليل طوالبة من جنين وسيف أبو لبدة من طولكرم كانت هي تشكل إشارات بأن كتيبة جنين بدأت تتوسع وتكبر بشكل متزايد وأنها لم تعد مقتصرة على مدينة جنين وحدها، حيث أُعلن لاحقاً عن انطلاق كتيبة طوباس ومجموعات طولكرم ومجموعات قباطية ومجموعات جبع، وبعدها الشهيد عبد الله الحصري ومتين ضبايا، وغيرهما، وختاماً كان استشهاد الشهيد القائد محمد السعدي قائد كتيبة جنين برفقة الشهيد نعيم الزبيدي، حيث اشتهر الشهيد السعدي بالفيديو الذي ظهر فيه وتحدث عن تأسيس كتيبة جنين ودور الأمين العام القائد زياد النخالة في تسليح ودعم “كتيبة جنين”.
انطلاق كتيبة نابلس- سرايا القدس
في الـ30 من يونيو الماضي كان انطلاقة كتيبة نابلس التابعة لسرايا القدس رسمياً عبر أول عملية إطلاق نار وكمين محكم كما وصفته “كتيبة نابلس” في حينها تجاه المستوطنين وقوات جيش الاحتلال التي اقتحمت قبر يوسف للصلاة فيه، وتعتبر هذه هي أول تشكيل مقاوم مسلح في مدينة نابلس بعد سنوات عجاف نتيجة سحب السلطة الفلسطينية لسلاح المقاومين في الضفة المحتلة عام 2006 وكل من رفض في حينها تسليم سلاحه كانت قوات الاحتلال تقوم باغتياله.
خطر تنامي مقاومة الضفة الغربية المحتلة وصل إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها، وعلى الرغم من الجهد والقوة الأمنيَّة المبذولة فيها على مدار الساعة، إلا أن العمل المقاوم امتد من جنين ونابلس ليصل إلى شمال الضفة وجنوبها، وهو ما يشتت انتباه الاحتلال ويستنزفه، ويؤرقه، ويضعه في مأزق وحرج حقيقي أمام رجال المقاومة التي كسرت هيبة منظومته الأمنية والعسكرية التي يعتبرها الأقوى على الصعيد العالمي.
الفشل بمنع تمدد عمليات المقاومة
لم تنجح قوات الاحتلال بكل منظوماتها الأمنية في محاصرة انتشار العمليات الفدائية في شمال الضفة الغربية المحتلة، بل امتدت لكافة مناطق الضفة المحتلة والقدس، وهو ما يعني كتابة صفحة جديدة من المواجهة المسلحة الشاملة مع الاحتلال، عنوانها تفعيل انتفاضة حقيقة في تلك المناطق، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الاحتلال في مواجهة المقاومة في الضفة المحتلة وحصرها في مناطق محدّدة، وصناعة نماذج لمناطق هادئة بعيدة عن المواجهة والضغط، إلا إن العملية الأخيرة التي نُفذت في الخليل وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة 6 آخرين، أثبتت فشل نظرية الاحتلال.
حصار المدن وفشل القبضة الأمنية
لجأت قوات الاحتلال بعد العمليات القوية التي هزت الكيان لأسلوب حصار المدن وبدأ ذلك في أعقاب عمليتي الشهيدين رعد خازم وضياء حمارشة من جنين، حيث عمل جيش الاحتلال على إغلاق مفترقات الطرق والقرى المحيطة بمدينة جنين المحتلة، ونصب العديد من المناطيد العسكرية للمراقبة واستخدام الطائرات المسيرة لمراقبة المقاومين ومنع عمليات إطلاق النار ووصول المقاومين للداخل المحتل، إلا أنه بالرغم من ذلك استمرت عمليات المقاومين على حواجز الاحتلال قرب مدينة جنين وأوقعت العديد من القتلى والجرحى.
كذلك حاصر جيش الاحتلال في أعقاب عملية الشهيد عدي التميمي في حاجر “شعفاط” قرب القدس مخيم شعفاط ، ومنع الدخول والخروج من المخيم، فيما استخدم الشبان والمقاومون في شعفاط أساليب متعددة لمقاومة الاحتلال مثل حلق عشرات الشبان رؤوسهم نفس قصة شعر الشهيد عدي التميمي الذي كانت قوات الاحتلال تبحث عنه للتمويه والمساعدة في هروب المقاوم التميمي.
بعد ذلك شهدنا أيضاً حصار قوات الاحتلال في نوفمبر الماضي لمدينة نابلس المحتلة بعد تصاعد عمليات المقاومة فيها سواء من كتيبة نابلس في سرايا القدس أو عرين الأسود، حيث أغلقت قوات الاحتلال جميع المداخل المؤدية إلى مدينة نابلس، ما أدى لخسائر اقتصادية كبيرة لدى التجار في مدينة نابلس نتيجة الإغلاق وقطع الطرق، كل ذلك هدف الاحتلال من خلاله لتركيع السكان وتشكيل رأي عام شعبي رافض للمقاومة وهو ما لم يحدث لأن الشعب الفلسطيني وخاصة في الضفة المحتلة أصبح يؤمن بأن الحل الوحيد مع الاحتلال هو المقاومة ولا خيار سواها لأن جميع الخيارات الأخرى ثبت فشلها وخاصة المفاوضات والتنسيق الأمني في ظل القتل اليومي للفلسطينيين.
معركة “وحدة الساحات”
أطلقتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رداً على اغتيال كيان الاحتلال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري عصر يوم الجمعة الموافق 4-8-2022، حيث أطلقت طائرات الاحتلال نحو 4 صواريخ اتجاه برج سكني في مدينة غزة، ما أدى لارتقاء القائد الجعبري شهيدًا مع وقوع عشرات الإصابات بين صفوف المواطنين العزل، وكانت تهدف سرايا القدس من وراءها إلى توحيد الجبهات كافة في مقاومة الاحتلال، وشكلت نقلة نوعية على أداء المقاومة في استمرار قصف البلدات المحتلة بصواريخ وقذائف مختلفة الأحجام والمدى، اعترفت خلالها المؤسسة الأمنية والعسكرية “الإسرائيلية” عن فشل وقف استمرار إطلاق الصواريخ التي أصابت أهدافها بدقة عالية.
وتسبب العدوان “الصهيوني” الذي استمر لثلاثة أيام متتالية لارتقاء 50 شهيدًا بينهم 19 طفلاً و4 سيدات، فيما أصيب ما يزيد عن 360 مواطنًا بجروح متفاوتة منها خطرة وحالات بتر، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
الشهيد خالد منصور الأب الروحي لسرايا القدس
وفي السابع من أغسطس، دمرت الطائرات الحربية بصواريخ عدة أكثر من خمسة منازل متلاصقة في مخيم الشعوت للاجئين في مدينة رفح جنوبي القطاع، لتعلن السرايا بعد ساعات، أن هذا الاستهداف أسفر عن استشهاد قائد المنطقة الجنوبية الشهيد خالد منصور برفقته نجل القيادي في حركة الجهاد أحمد المدلل وآخرين، وإصابة العشرات من الأشخاص، ويعد الشهيد القائد خالد منصور، أحد الأعمدة الرئيسية للمجلس العسكري لسرايا القدس وبمثابة أب روحي للمقاتلين في سرايا القدس، ونجا مرات عدة من محاولات لاغتياله، أخطرها خلال الحرب الثالثة على غزة عام 2014.
واستمرت هذه المعركة لثلاثة أيام حيث دكت فيها السرايا مدينة “تل أبيب” وأسدود والقدس والسبع إلى جانب البلدات المحيطة بها بأكثر من 1000 صاروخ وقذيفة بشكل مستمر، قبل الإعلان عن التهدئة في مساء الـ7 من أغسطس الماضي بوساطة مباشرة من جمهورية مصر العربية.
وذكرت السرايا، حينها، أنها قصفت كلّ مستوطنات “غلاف غزة” البالغ عددها 58 بشكل متزامن ما أدى إلى انقطاع التيار الكهرباء عن 10 مستوطنات جراء سقوط صاروخ على الخط المشغل.
عام 2022 هو عام المقاومة بالضفة والقدس
الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني عصمت منصور، اعتبر أن عام 2022 هو عام مميز على مستوى المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة من خلال ما شهده من تطور نوعي للمقاومة وتنوع أساليب المقاومة كالعمليات الجريئة والقوية حيث شهدنا سلسلة عمليات في الداخل المحتل عام 1948.
وقال منصور” تبع هذه العمليات القوية حملة” كاسر الأمواج” التي استهدفت الشكيلات العسكرية والبنى التنظيمية التي شكلت تطوراً لعمل المقاومة، واصفاً هذا التطور في العمل المقاوم بأنه عمل عابر للتنظيمات وعابر للجغرافيا وإن كان تمركز في بعض المناطق الجغرافية مثل مخيم جنين والبلدة القديمة بنابلس إلا أنه شكل حالة نوعية وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة بالضفة.
واعتقد أنه سيسجل هذا العام من الأعوام التي راكمت فيها المقاومة بالضفة المحتلة قدراتها، معتبراً أن ما وصلت له المقاومة بشكلها الحالي وأساليبها وجرأتها هو عملياً يؤسس لشيء قادم ويراكم بشكل عملي تجربة وخبرة وبالإضافة لحالة من التفاف من الشعب الفلسطيني حول المقاومين والمقاومة.
وأضاف منصور”تشكل المقاومة وتشكيلاتها المسلحة في جنين ونابلس شكل حالة من الإبداع لدى الشباب المقاومين وتجربة الشعب الفلسطيني، ولذلك أصبح ذلك يدل على أن روح المقاومة تتنامى بشكل كبير جداً لدى الشباب وأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة”.
مقاومة الضفة طورت أساليبها وتكتيكاتها
من جانبه الكاتب والمختص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله، اعتبر أن المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين طورت من أساليبها وتكتيكاتها، موضحاً أن ذلك الأمر أصبح جلياً من خلال تصدي المقاومين للاقتحامات اليومية للمدن ومن ثم عمليات إطلاق النار على الحواجز وسيارات المستوطنين ومن ثم الانتقال للعمليات النوعية، وكلها مترابطة، وهو سياق تطور كثيرا عام 2022.
وقال نصر الله “عندما تقول تطور عمل المقاومة بأنه مسار طويل وأن هناك تنوعاً للعمليات، فهو يدلل على أن عمل المقاومة منظم ويدار بدقة، مشيراً في ذات الوقت وبالرغم من ذلك إلى أن المقاومة في الضفة تعمل في ظروف صعبة نتيجة ما أسس له العدو الصهيوني هناك “من تنسيق أمني مع السلطة” لمحاولة وأد أي عمل مقاوم.
تصاعد العمليات
واعتقد نصرالله أنه في ظل التحول السياسي في الكيان المؤقت ووصول حكومة أكثر تطرفاً أن المنطقة مقبلة على أوضاع أكثر سخونة في العام المقبل سواء في تصرفات العدو وتوجهاته، أو في رد فعل المقاومة وعملها، متوقعاً أن يشهد العام المقبل تصاعدا في العمليات النوعية المؤلمة ضد كيان الاحتلال.
المصدر: فلسطين اليوم