رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في رسالة عيد الميلاد، أنه “مع ميلاد السيد المسيح توسمت الأبدية كنز الملكوت، وطاف الماء، واجتمع الروح بمشكاة مريم المطهرة ليدل بنفسه على أعظم وليد، وها هو الميلاد يمر ما بين الجليل وقانا ليطوف فوق ترانيم استغاثتنا، وسط أنين يزدحم بالأمل والحسرة توازيا مع أسوأ كارثة تطحن مغارة لبنان وشعبه المطوب بالوجع المطمور تحت أنقاض الهيكل، والعين على كف من وراء شمس تعطف على هذا البلد المصلوب فوق خشبة القطيعة والتدويل”.
وقال “لذلك قريبا من الاستهلال الأول لسيد النور والكلمة، أناشد القيادات الروحية والسياسية لأقول: الناس تلفظ أنفاسها، والدولة مهددة، واللعبة الدولية الإقليمية تستثمر بالقطيعة والخراب، والشحن السياسي والإعلامي والطائفي يلهب النفوس، والمتاريس لحظة، والنار دمعة، ولبنان أمانة الرب، والمطلوب إنقاذه سريعا عبر “الحوار والتلاقي”، والمؤسسة الدستورية الوطنية المخولة قيادة هذا الإنقاذ هي مجلس النواب. المطلوب من الكنيسة والمسجد ومن القيادات الروحية والسياسية تدشين صرخة وطنية روحية للحوار بعيدا عن اللعبة الدولية. والقواعد الإلهية تعني أن نكون عائلة وطنية واحدة بعيدا عن بازار العالم”.
أضاف “للقيادات الروحية والسياسية أقول: من يؤمن بالمسيح ومحمد يؤمن بالحوار والتلاقي لإنقاذ بلدنا وناسنا ومشروع دولتنا الذي يحتضر. وليعلم الجميع أن هذا البلد لا يعيش إلا بالمصالح المشتركة. المطلوب الاتفاق على رئيس مصالح مشتركة لإنقاذ هذا البلد من أسوأ ورطة بتاريخه. ومن طيف أثير المسيح أقول: لا للطائفية ولا للقطيعة ولا للتطرف ولا للتدويل ولا للتبعية ولا للانتظار ولا للتعطيل ولا لإنهاك هذا البلد ولا للكارتيلات التي تضغط بكل ترسانتها لنسف صيغة لبنان أو الاستسلام. المطلوب أن نفاوض أنفسنا لا أن نفاوض الغير، والتعويل على الصفقات الدولية يعني وضع البلد على حد السكين، والسلام الوطني يبدأ من اعتقادنا أننا شعب واحد، والقطيعة جائزة إبليس، والأهم وفقا لوصايا المسيح ومحمد إنقاذ لبنان من لعبة التفريق والتمزيق والعداوة والكانتونات وأن نخجل من الخطيئة الوطنية، ومن يؤمن بالمسيح ومحمد يؤمن بالحوار الوطني كطريقة حصرية لإنقاذ لبنان”.
وختم “كل التهاني للأخوة المسيحيين والمسلمين بيوم الميلاد وبشارة السماء، ولا خلاص إلا بالمحبة والمحبة عطف الله الذي يجمع كل طوائف لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام