اندلعت اشتباكات لليوم الثاني في باريس اليوم السبت بين الشرطة وأفراد من الجالية الكردية الغاضبة بعد مقتل ثلاثة أكراد أمس الجمعة. وتمكنت الشرطة الفرنسية من تفريق الأكراد المحتجين في ساحة الباستيل وسط العاصمة، وأعلنت إصابة 31 شرطياً جراء مواجهات اندلعت خلال الاحتجاجات.
وتجمع آلاف الأكراد بعد ظهر اليوم السبت، في ساحة الجمهورية بباريس، للاحتجاج على إطلاق النار في الدائرة العاشرة بالعاصمة، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة نشطاء أكراد يوم الجمعة، ويعتبر الأكراد الحادثة هجوما إرهابيا ضد الجالية الكردية في فرنسا.
وخلال الاشتباكات انقلبت عدة سيارات وأُضرمت النيران في مركبة واحدة على الأقل وأشعلت حرائق صغيرة بالقرب من ساحة الجمهورية، المكان التقليدي للمظاهرات في المدينة حيث نظم الأكراد في وقت سابق احتجاجا سلميا.
ووقعت الاشتباكات عندما غادر بعض المتظاهرين الساحة وألقوا أشياء على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. واستمرت المناوشات قرابة ساعتين قبل تفرق المحتجين.
ونفذ مسلح جرائم القتل في مركز ثقافي كردي ومقهى مجاور أمس الجمعة في جزء مزدحم من الدائرة العاشرة في باريس، في صدمة للجالية بينما كانت تستعد لإحياء الذكرى العاشرة لمقتل ثلاث ناشطات في جريمة ظلت دون حل. وألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 69 عاما قالت السلطات إنه أُخلي سبيله في الآونة الأخيرة انتظارا لمحاكمته على هجوم بسلاح أبيض استهدف مخيما للمهاجرين في باريس قبل عام.
وقال مكتب المدعي العام اليوم السبت إنه بعد استجواب المشتبه به أضاف المحققون الاشتباه في وجود دافع عنصري إلى الاتهامات الأولية بالقتل والعنف باستخدام الأسلحة.
وفي أعقاب اشتباك بين حشد غاضب والشرطة بعد ظهر أمس الجمعة، نظم المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا تجمعا اليوم في ساحة الجمهورية. وتجمع مئات من المحتجين الأكراد لحضور تأبين للضحايا رافعين للأعلام، وانضم إليهم ساسة من بينهم رئيسة بلدية الدائرة العاشرة الواقعة بوسط باريس.
وقالت بيريفان فيرات المتحدثة باسم المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا لقناة (بي.اف.إم) التلفزيونية خلال المظاهرة “لا نتمتع بأي حماية على الإطلاق. في غضون عشر سنوات، قُتل ستة نشطاء أكراد في قلب باريس في وضح النهار”. وأضافت أن الفعالية تحولت إلى أحداث عنف بعد أن استفز المحتجين أفراد في سيارة عابرة رفعوا العلم التركي.
وجاءت جرائم القتل أمس الجمعة قبيل الذكرى السنوية لمقتل ثلاث نساء كرديات في باريس في يناير كانون الثاني 2013. وأغلق التحقيق بعد وفاة المشتبه به الرئيسي قبل وقت قصير من تقديمه للمحاكمة، ثم أعيد فتحه في عام 2019.
وقال ديفيد أنديك، المحامي الذي يمثل المجلس الديمقراطي الكردي، للصحفيين أمس الجمعة “الجالية الكردية خائفة. لقد أصيبت بالفعل بصدمة من جريمة القتل الثلاثية (في 2013). وتحتاج إلى إجابات ودعم واهتمام”. وكرر ممثلو الأكراد، الذين التقوا بقائد شرطة باريس صباح اليوم السبت، دعوتهم إلى اعتبار إطلاق النار أمس هجوما إرهابيا. وقال مكتب المدعي العام إن استجواب المشتبه به مستمر.
المصدر: المنار + مواقع