أعلنت وزارة الخارجية الايرانية في رد على “المواقف والإجراءات العدائية لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ضد ايران”، أنه “إذا لم تتوقف إثارة الأجواء في سياق رهاب إيران، فإن فرص التقدم للمصالح المشتركة سوف تتأثر بشكل كبير”.
وفي بيان تضمن 11 فقرة أصدرته وزارة خارجية جمهورية إيران الإسلامية الخميس، قالت الأخيرة إن ايران “ثابتة في دعم وتعزيز حقوق الإنسان، بغض النظر عن الصور النمطية المزدوجة والسلبية التي تم إنشاؤها كجزء من حملة بعض الحكومات على مدى العقود الماضية لتشويه سمعة إيران”.
وتم التأكيد في البيان أن “جمهورية إيران الإسلامية لا تقبل بأي شكل من الأشكال جداول الأعمال الوهمية التي تم تنظيمها كجزء من الحملة السياسية لممارسة أقصى قدر من الضغط على السيادة والشعب المتنامي الذي يقاوم تحديين متزامنين، وهما العزلة الخارجية والحرب الاقتصادية الاميركية”.
قوات الأمن بتعاملها المتسامح قدمت الكثير من الشهداء للسيطرة على انعدام الأمن
كما أضاف البيان أن “الشرطة وحراس الأمن في إيران، تعاملوا في أعمال الشغب ومواجهة بعض الأعمال الإرهابية وفق قواعد سلوك دقيقة ومحددة للغاية مستمدة من قوانين وأنظمة واضحة”، متابعاً أنه “على الرغم من أعمال العنف والكراهية التي ينشرها بعض الأشخاص والمؤسسات النشطة في أراضي الحكومات التي تتشدق بحقوق الإنسان، فإن قوات الأمن وإنفاذ القانون، وبتسامح كامل، قدمت الكثير من الشهداء للسيطرة على انعدام الأمن وضمان الأمن والنظام العام”.
وجاء في الفقرة الثانية من هذا البيان أن جمهورية إيران الإسلامية ، “بينما ترفض أي استخدام انتقائي لحقوق الإنسان، والتي أصبحت أداة لتعزيز المصالح السياسية لبعض الحكومات الأوروبية والأميركية ، ترفض الازدواجية والمعايير الوقحة لتلك الحكومات ازاء الدول المتحالفة معها وكذلك في الأرض الفلسطينية المحتلة، التي تشهد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”.
كما أضاف البيان أنه “بحسب نتائج المقرر الخاص للأمم المتحدة، فإن هذه الدول وبسبب مواكبتها للعقوبات الأمريكية المناهضة للإنسان وغير القانونية ضد الشعب الإيراني، بما في ذلك النساء والشباب والأطفال والأقليات العرقية والدينية، منتهكة لحقوق الانسان ويجب أن تحاسب على ذلك. في حين لم يتم إنشاء لجنة لتقصي الحقائق للتعامل مع الآثار غير الإنسانية لهذه السياسات”.
لا تسامح مع المنظمات والأفراد الذين شاركوا بشكل منهجي في الترويج للعنف والإرهاب
وجاء في بيان وزارة الخارجية أن إيران “لن تتسامح مع الأفراد والمنظمات الذين شاركوا بشكل منهجي في الترويج للعنف والإرهاب، وستستخدم دون أي تسامح جميع طاقاتها القانونية والقضائية الوطنية والدولية لدعم حقوق الشعب الايراني”.
الجمهورية الإسلامية مستعدة لاختتام المفاوضات على أساس مسودة مفاوضات فيينا
وحول الاتفاق النووي، قال البيان “أثناء المفاوضات لاستئناف التنفيذ الكامل والفعال للاتفاق النووي، كانت مطالب جمهورية إيران الإسلامية دائمًا في إطار الاتفاق ومفاوضات فيينا”، موضحة أن “القائمة الطويلة للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الأطراف الأوروبية والأميركية أثناء تنفيذ الاتفاق، تجبر إيران على أن تكون واقعية في المستقبل”. وفي السياق، أكد البيان أن “هدف جمهورية إيران الإسلامية هو إبرام اتفاق مستديم ومستقر، اتفاق يضمن استفادة ايران العملية من رفع العقوبات، وثانيًا ، لا يمكن انتهاكها بسهولة تحت تأثير السياسات الداخلية للحكومات”.
كما أعلن البيان “الاستعداد لاختتام المفاوضات على أساس مسودة مفاوضات فيينا التي جاءت نتيجة شهور من المفاوضات الشاقة والمكثفة، أما الآن فالأطراف الغربية في الطرف الآخر، متخبطة بتبنيها سياسات غير واقعية وحسابات خاطئة”.
نصائح للدول الغربية
هذا وورد في الفقرة الخامسة من هذا البيان أن جمهورية إيران الإسلامية، بصفتها عضوًا مسؤولاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، “تتعاون دائمًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بناءً على التزاماتها الدولية ووفقا للوضع المهني والتقني للوكالة ومصممة على مواصلة هذا التعاون”، ناصحاً الدول الغربية “بعدم تدمير أجواء التعاون الفني بين إيران والوكالة بتجنب العمل السياسي”.
لم نقدم أي طائرات مسيرة لاستخدامها في حرب أوكرانيا
في ما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا، أعلن البيان “دعم وحدة أراضي أوكرانيا وضرورة إنهاء النزاع من خلال الحلول السياسية”، مؤكدأ أن طهران “لم توفر أي طائرات مسيرة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا”، لافتاً إلى أن “تعاون إيران الدفاعي والتسليحي مع الدول الأخرى يتماشى مع حقوق إيران والتزاماتها الدولية”.
وأعلنت وزارة الخارجية في هذا البيان أن جمهورية إيران الإسلامية، “مع تذكيرها بالالتزامات القانونية والملزمة لحكومات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا بموجب “معاهدة تجارة الأسلحة”، تؤكد أن الحكومات المذكورة وفرت عن عمد أسلحة فتاكة للتحالف بقيادة السعودية لاستخدامها في حرب اليمن. وبحسب تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ، فقد لعبت هذه الأسلحة دورًا رئيسيًا في مهاجمة المدنيين وأهداف مدنية وارتكاب جرائم حرب”.
إيران لن تستسلم للضغوط والتهديدات والعقوبات
وفي السياق نفسه، أكدت إيران أنها “تهاجم جيرانها عبر التاريخ ، لكنها تعرضت للهجوم. في الوقت نفسه، أظهرت ممارساتها الثابتة في العقود القليلة الماضية أنها لن تستسلم للضغوط والتهديدات والعقوبات بأي شكل من الأشكال، وستفي بوعدها وتقف ضد المعتدي”.
وأكد البيان أن “على أوروبا أن تتحمل مسؤولية دورها في زعزعة استقرار المنطقة من خلال استمرار تصدير الأسلحة المتطورة والتلاعب الأمني في النظام الإقليمي، وتشكيل تحالفات للترهيب والضغط والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان بذريعة إنشاء ديمقراطيات مزيفة تخلّ بالتعايش بين الحكومات”.
نؤمن بالأمن الداخلي والشامل والاستقرار والازدهار في المنطقة
ولفت البيان أن “التجربة المريرة لجرائم داعش لا تزال تؤثر على سكان منطقة غرب آسيا”، مضيفاً “على الرغم من مزاعم أميركا وحلفائها، لو لم يكن دور إيران والبطل العظيم لمحاربة الإرهاب ، الشهيد القائد قاسم سليماني وهمم شعبي العراق وسوريا في محاربة واحتواء وهزيمة موجة إرهاب داعش، لم يكن أمن المنطقة واستقرارها فقط، بان الأمن والسلم الدوليين كانا سيتعرضان ايضا للخطر بصورة جادة”.
وأكد ايران اعتراضها على فرض عقوبات غير مقبولة ولا أساس لها من قبل الاتحاد الأوروبي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها “تعتقد أن التفاعل والحوار مع هذا الاتحاد وأعضائه لا يمكن إلا من خلال الاحترام والثقة والمصالح المشتركة والمتبادلة. ومن هنا تركنا أبواب التفاعل والحوار مفتوحة”.
المصدر: ارنا