في غرفة صغيرة جلس الشيخ الشهيد مؤسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أحمد ياسين ورفقاؤه يفكرون في البدء بالعمل العسكري ضد الاحتلال قبيل انطلاقة الحركة رسميًا.
قرار بدء العمل العسكري لم يكن سهلاً في ذلك الوقت لعدم وجود سلاح لتنفيذ أي عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي وليس من السهل الحصول عليه، حيث كان لا يملك السلاح في ذلك الوقت إلا الاحتلال والتجار.
كان شراء السلاح في ذلك الوقت من التجار صعبًا لسببين الأول، إما متعاونين مع الاحتلال أو قد يكونوا مدخلاً سهلاً للإيقاع بمن يشتريه، لا سيما أن الاحتلال كان يحكم قبضته على قطاع غزة في تلك الآونة.
ورغم الظروف، أصر الشيخ ياسين على بدء العمل العسكري ومقاتلة الاحتلال، وباغت الحاضرين بالقول: “لي جار اسمه أبو فريد عنده مسدس من حرب 48، بناخده بنفذ عملية ونستولي على سلاح أحد الجنود ونأخذه غنيمة وهكذا نحصل على السلاح”.
أيام قليلة وكان الشيخ ياسين ورفاقه الحاضرين في سجون الاحتلال بعد حملة مداهمة واعتقالات طالت العشرات من قيادات وكوادر الحركة، بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة الكيان الاسرائيلي من الوجود، فحُكم بالسجن لمدة 13 عاما.
ولكن اعتقال الصف الأول والمؤسس لم يمنع فكرة العملية ضد الاحتلال، ولم يمنع مسدس أبو فريد من إطلاق رصاصاته صوب الاحتلال. تمت العملية بنجاح وكان تحقيق أمنية الشيخ ياسين باغتنام سلاح أحد الجنود الإسرائيليين.
يشار إلى أن أبو فريد يُدعى “جمعة عبد الملك أبو غالي”، رجل مسن كان صديق وجار الشيخ أحمد ياسين وصاحب بقالة ملاصقة لبيته في حي الزيتون، وكان قد تعرض للإصابة في حادثة اغتيال ياسين، وتوفي في شهر أيلول عام 2013، عن عمر يناهز 72 عاماً. وكان بحوزته مسدس كان يقاتل به خلال حرب عام 1948، ولم يتردد في تقديمه للشهيد ياسين في بداية الانتفاضة الأولى.
المصدر: وكالة شهاب