تزداد المخاوف مع ارتفاع أعمال السرقة في شوارع العاصمة الأفغانية كابول ومدن أخرى في الأيام الأخيرة، وسط تكرار ادعاءات مسؤولين أمنين بالكشف عن عصابات إجرامية تقف وراء أعمال السرقة والاختطاف من أجل الفدية.
ويتعرض عدد كبير من المواطنين للسرقة يومياً في شوارع كابول، إذ يسلب السارقون منهم كل ما يحملون من هواتف ونقود وحتى الساعات اليدوية والخواتم والأحذية. ولا يكتف هؤلاء بالسطو على أموال الناس، بل يضربونهم ويجرحونهم بالسكاكين، خصوصاً في حال مقاومتهم.
ويخبر عبدالوهاب (35عاماً) أحد سكان منطقة أرزان قيمت، في ضواحي العاصمة كابول أنه كان عائداً قبل ثلاثة أيام من منطقة جوك في قلب العاصمة، إلى منزله قبيل المغرب، فاستقل سيارة صغيرة كان فيها مكان لراكب واحد.
ويتابع “تحركت السيارة، وبعد نحو أربعين دقيقة، عند الاقتراب من المنطقة التي كنت مسافراً إليها، أخرج أحد ركاب السيارة المسدس، وأمرني بألا أتحرك. ثم بدأ جميع الركاب وهم أربعة مع السائق بضربي قبل أن يأخذوا مني كل ما كان معي”، حتى الصدرية التي اشتريتها قبل أيام بنحو 1800 أفغانية (25 دولاراً).
وقبل أن يترك السارق عبدالوهاب ضربه بالسكين، ثم رماه من السيارة دون أن يوقف سيرها. ويلفت إلى أن بعض المارة أخذوه إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتعرض صفي الله أحد سكان منطقة خوشحال خان لعملية مماثلة، ولكن من حسن حظه أنه لم يتعرض للضرب والطعن، وإنما اكتفى السارق بأخذ جواله وما كان يحمله من نقود.
يحكي صفى الله، أنه كان عائداً إلى منزله في خوشحال خان، من سوق كارت نو في سيارة صغيرة، وبعد دقائق من انطلاق السيارة أخرج أحد الركاب سكيناً، والآخر مسدساً، وطلبا منه أن يعطيهم كل ما يحمل. صفي الله وهو طالب جامعي لم يقاوم، وأعطاهم كل ما كان لديه طواعية، لذلك لم يتعرض للضرب أو الطعن، ولم يتركوا معه شيئاً حتى خواتمه.
تواصل المنابر الإعلامية طرح القضية، منذ أيام، كما أثيرت في جلسات البرلمان مع ازدياد شكاوى المواطنين، خصوصاً أنها طاولت المدن الأفغانية كافة بلا استثناء.
من جانبها، تكرر السلطات الأمنية وعودها باتخاذ إجراءات لازمة للحد من ظاهرة السرقة، ولكن كل إجراءاتها باءت بالفشل ولم تجد نفعاً حتى الآن.
يقول مسؤول أمن كابول، عبدالرحمن رحيمي، أن السلطات الأمنية اعتقلت خلال الأيام الأخيرة 300 شخص يشتبه بضلوعهم في أعمال السرقة، وعمليات خطف مقابل فدية، وأنها تعمل جاهدة بإمكانياتها كافة للقضاء على العصابات التي تقف وراء تلك الأعمال.
وأشار رحيمي إلى مقتل أحد رجال تلك العصابات الإجرامية، هذا الأسبوع، المدعو زبير بنجشيري، الذي يقف خلف كثير من أعمال السرقة والخطف.
جدير بالذكر أن البطالة المستشرية والفقر في البلاد هما من أهم عوامل انخراط الشباب في العصابات الإجرامية.
المصدر: العربي الجديد