شيّعت جماهير غفيرة في فلسطين الخميس، جثامين 4 شهداء هم الشهيد مجاهد محمود حامد (32 عاما) الذي ارتقى برصاص الاحتلال قرب بلدة سلواد أمس، و3 شهداء ارتقوا برصاص الاحتلال خلال اقتحامه مدينة جنين ومخيمها فجرا وهم: عطا شلبي، وصدقي زكارنة، وطارق الدمج.
وانطلقت مراسم تشييع الشهيد مجاهد حامد من مجمع فلسطين الطبي بجنازة عسكرية وصولاً الى منزل عائلته في بلدة سلواد شرق رام الله لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وتأجل دفن جثمانه الى بعد صلاة العصر على أمل افراج سلطات الاحتلال عن والده وشقيقه الذين اعتقلتهما فجرا، وسيوارى جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء بالبلدة.
كما انطلقت مراسم تشييع شهداء جنين من مستشفى ابن سينا ومستشفى جنين الحكومي بجنازة مهيبة وصولاً الى منازل عائلات الشهداء الثلاثة لإلقاء نظرة الوداع عليهم في جنين ومخيمها قبل الصلاة عليهم ومواراتهم الثرى، حيث سيوارى جثمان الشهيد صدقي زكارنة الثرى في مقبرة الحي الشرقي، وطارق الدمج في مقبرة المخيم، وعطا شلبي في مقبرة حي زكارنة بقباطية.
وردد المشاركون في التشييع شعارات منددة بجرائم الاحتلال، وداعية إلى الثأر وتصعيد مقاومته.
واستشهد ثلاثة فلسطينيين فجر الخميس برصاص جيش العدو الإسرائيلي، بعد اقتحامه مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع المقاومين.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشهداء هم: عطا شلبي، صدقي زكارنة، طارق الدمج.
وفي التفاصيل، فقد لفتت مصادر فلسطينية الى أن “جيش الاحتلال الاسرائيلي اقتحم عدة مناطق في جنين؛ قبل أن تندلع مواجهات، لا سيما في منطقة الدوار الرئيسي”، متابعة أن “قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على سيارة اسعاف، وأن سائقها نجا من موت محقق”.
كتيبة جنين تثأر للشهداء
بدورها، أعلنت كتيبة جنين –سرايا القدس الخميس “إطلاق عملية الثأر لشهداء جنين بالضفة المحتلة”.
وأوضحت الكتيبة، أن “مجاهديها تمكنوا من اكتشاف قوة صهيونية خاصة تسللت إلى منطقة الهدف الساعة 04:00 ص، وفور اكتشافها استهدفها المجاهدون بصليات كثيفة من الرصاص وحققوا فيها إصابات مباشرة”، مشيرة إلى أن “قوات الاحتلال حاولت اقتحام مخيم جنين من أكثر من محور، حيث تمكن مجاهدونا من التصدي لهم وإيقاعهم في حقل من النيران والعبوات المتفجرة المعدة مسبقاً في محيط دوار العودة مما أدّى لإعطاب آلية وإصابة عدد من الجنود”.
وفي السياق، قالت الكتيبة أن مجاهديها “تمكنوا من توجيه صليات مكثفة ومتتالية من الرصاص صوب آليات وقوات الاحتلال داخل المخيم محققين إصابات مباشرة”، مضيفة أنهم “يخوضون اشتباك عنيف ويستهدفون قوة لجيش الاحتلال بصليات كثيفة ومباشرة من الرصاص”.
وتابعت الكتيبة معلنة أنها حاصرت آلية لقوات الاحتلال واستهدفتها بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص والعبوات المتفجرة، حيث سُمع صراخ جنود الاحتلال”.
من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت احرنوت” الصهيونية إنه “بمشاركة قوات من النخبة والوحدات السرية (المستعربين)، نفذ الجيش الاسرائيلي عملية في مخيم جنين واعتقل 3 مطلوبين وقتل 3 آخرين خلال اشتباكات مسلحة”.
الجهاد الإسلامي: مقاومتنا على عهد الشهداء
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن “هذه الدماء الشاهدة على بشاعة العدو وجرائمه، سوف تشعل مزيداً من وقود الانتفاضة في وجه الاحتلال”.
وأكدت الحركة أن “شعبنا الفلسطيني ببركة دماء الشهداء وعزيمته وصموده، قادر على تجاوز كل المحن والضربات، وصدّ هذا العدوان وتدفيع المحتل ثمن جرائمه وإرهابه”، مشيدة “بسواعد مجاهدينا في كتيبة جنين – سرايا القدس، ومقاومي شعبنا الذين استبسلوا في التصدي لاقتحام الاحتلال، وضرب جنوده وآلياته”.
هذا ودعت الحركة إلى “مواصلة الاشتباك مع العدو، ليعلم أن استباحة دمنا لم يعد مجانياً وأن رد مقاومتنا قادم لا محال”.
من جهته، أكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل الخميس أنّ “جريمة الاحتلال في محافظة جنين شمال الضفة المحتلة فجراً، هي استمرار للمحاولات اليائسة لاجتثاث وتصفية المقاومة بقيادة كتيبة جنين، التي أوجعت الاحتلال، والتي لا تكف عن ضرب المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية في مقتل من خلال عمليات الفدائية المتواصلة”.
وأكد المدلل في تصريح خاص لـ “وكالة فلسطين اليوم”، على أن قوات الاحتلال تواصل استهداف جنين ومخيمها ومواطنيها ومقاوميها، باعتبارها هي رأس الحربة التي تُفشل مخططات قادة العدو الصهيوني، وتلاحقهم في كل مكان.
جيش الاحتلال يرفع حالة التأهب
وبالتزامن مع اقتحام جنين واندلاع اشتباكات عنيفة، شنت قوات الاحتلال صباح اليوم حملة اعتقالات واسعة، بعد اقتحام المدن والقرى في الضفة المحتلة. كما رفع جيش الاحتلال حالة التأهب في الضفة، عقب احداث جنين، إذ أعلنت وسائل إعلام العدو عن “تأهب في فرقة الضفة، خشية عمليات فدائية، انتقاما لأحداث جنين”.
المصدر: فلسطين اليوم