واِن كانَ من السابقِ لاوانِه حسمُ نتيجةِ المونديال في الاسبوعِ الاول ، فانَ هذه المدةَ كانت كافيةً للحسمِ في ملاعبِ التطبيع. نتائجُ مخيبةٌ حصدَها الصهاينةُ مُبْكراً في مونديال قطر ، ولا يبدو أنها ستَتبدلُ في الايامِ العشرينَ المتبقية.
فالصحفيون الاسرائيليون الذين يُغطون الحدثَ الكُرويَ العالمي ، توصلوا الى نتيجةٍ قاطعةٍ تقول: نشعرُ أننا مكروهونَ وغيرُ مرغوبٍ بنا هنا، ليس فقط بينَ العربِ والمسلمين بل بينَ شعوبٍ اخرى. فالخاسرُ الاكبرُ اذاً هو الكيانُ الصهيونيُ ومعه كلُّ فرقِ التطبيع. فهناك هُوّةٌ واسعةٌ بينَ حكامٍ فَتحوا أحضانَهم للمسؤولينَ الصهاينة، وشعوبٍ واعيةٍ صاحيةٍ لا يمكنُ أن تنامَ على مظلوميةِ شعبٍ اقتُلعَ من أرضِه ، ويَلحقُ به شتى انواعُ الاضطهادِ والظلم. ويبدو أنَّ مندوبي كيانِ الاحتلالِ سيغادرونُ مونديال الفينِ واثنينَ وعشرينَ وهم مُطأطئون الرؤس، ويحصدون أصفاراً بالجملة. فغلافُ صحيفةِ يديعوت احرونوت يُلخصُ حجمَ الاحباطِ الصهيوني: “انه مونديال الكراهية، الاسرائيليون محاطون بالعِداء ، ومهددون في كلِّ زاوية” كَتبت الصحيفةُ الصهيونية. هزيمةٌ مدويةٌ لكيانِ الاحتلالِ ولاميركا أيضاً التي فَشِلت برغمِ كلِّ الجهودِ المضنيةِ بايجادِ موطئِ قدمٍ للصهاينةِ في قلوبِ الشعوبِ الحرة، فلجأت الى قلبِ عَلمِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية. فالحسابُ الرسميُ للمنتخبِ الأميركي قامَ بحذفِ شعارِ التوحيد” لا اله الا الله” من وسطِ علمِ ايرانَ خلالَ عرضِه لنماذجِ وترتيبِ منتخباتِ المجموعةِ الثانيةِ من المونديال، الا انَ العبرةَ على مرِّ الدهورِ تقول: لا أَبرَهَةَ الحبشيَ ولا الاميركيَ، ولا فيلَ الجمهوريين، ولا حمارَ الديموقراطيين قادرٌ على أن يهددَ بنيانَ الاسلامِ بأساسِه المتين.
في لبنان، متى يقتنعُ البعضُ أنَّ الفيل ما بطير، وأنَ ما يحملُ شعارَ التحدي والمواجهةِ في انتخابِ رئيسِ الجمهوريةِ كمن يُطيّرُ فيلاً، أما الذين ما زالوا يراهنون على الاميركي، فآن الاوان أن يتعلموا من تجاربِ السنين، بأنَّ وشنطن تقطعُ الحبلَ بحلفائها في منتصفِ البئرِ متى اقتضت مصالحُها.
المصدر: قناة المنار