الشركات الكبرى تهتم فقط بأن تصبح أكبر، ولكي تتوسع تلك الشركات، لا بد لها من حل مشكلات الطاقة؛ لأن ذلك المجال يُعد أحد أكبر قطاعات الإنفاق في تلك الشركات.
بعض الناس يعتقد أن شركة آبل تجني أرباحها فقط من صُنع الهواتف الذكية والحواسب الآليّة، وغيرها من أجهزة الترفيه الإلكترونية، ولكن هذا الوضع تغيّر تماماً، منذ أن أعلنت الشركة في أغسطس/آب 2016 حصولها على رخصة تخوّل لها توليد وبيع الطاقة للمنازل، و بشكل رسمي الآن، أصبحت آبل تنافس الحكومة كمزوّد للطاقة من خلال مزرعتها في كاليفورنيا المقام عليها محطة طاقة شمسية ذات قدرة 130 ميغاوات.
وفي هذا الشأن، يقول الدكتور نيل ماكدويل، المحاضر في “imperial college” بلندن، إنّ “هذه ليست المرة الأولى التي تستثمر فيها آبل بمجال الطاقة المتجددة، ولكن استثماراتها هذه المرة ضخمة جداً، وبشكل خاص في مجال الطاقة الشمسية”.
شركة أمازون، هي الأخرى أعلنت عن مشروعها لطاقة الرياح ذا قدرة 253 ميغاوات في غرب تكساس، والذي من شأنه إمداد 90 ألف منزل في الولايات المتحدة بحاجتها من الكهرباء، ولديها 4 مبادئ أساسية وهي: الاستحواذ على اهتمام العميل بدلاً من التركيز مع المنافسين، وشغفها بالاختراعات، والالتزام بجودة الخدمة، والاهتمام بآراء العميل على المدى الطويل. هذه المبادئ هي ما تجعل أمازون منافساً قوياً في مجال توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.
جوجل هي الأخرى لم تنتظر طويلاً حتى أعلنت عن تحالفها مع شركة SunPower للطاقة الشمسية في أبريل/نيسان 2014 في استثمار، وصفته بأنه الأكبر، كما جاء في مدونتها الرسمية. هذه الخطوة التي تكلفت 250 مليون دولار، جاءت لإمداد 407 ميغاوات من طاقة الرياح لـ”مراكز بيانات جوجل”.
ويبقى السؤال الأهم: لماذا تتجه شركات التقنية الحديثة للاستثمار في مجال الطاقة؟
وفقاً لتقرير صحيفة الإندبندنت البريطانية، فـ”الخوادم” و”مراكز البيانات”، ستتسبب في زيادة احتياجنا من الطاقة إلى 3 أضعاف بحلول العقد المقبل.
ذلك أن تلك الآلات التي تنقل مليارات الغيغايتات في الثانية الواحدة والتي تعمل على مدار الأسبوع 24 ساعة، تضع تلك الشركات الكبرى، مثل جوجل وآبل، في مأزق زيادة تكلفة الطاقة، وهو الأمر الذي جعل من تلك الشركات رائدة في ابتكار حلول سريعة ومستدامة لهذه المشكلة.
وأعلنت جوجل عن مشروعها الذي يدعى “project sunroof”؛ وهو مشروع يهتم في المقام الأول بتجميع البيانات لوضع خريطة للمنازل التي تُعتبر أسطحها ذات جدوى اقتصادية حال تركيب ألواح طاقة شمسية عليها.
من يمتلك هذه البيانات في المستقبل فسيتحكم بشكل أساسي في شكل سوق الطاقة الشمسية في الأعوام المقبلة، فبدلاً من تسلق السلالم وتكبّد عناء تفحصك لقابلية منزلك لتوليد الطاقة الشمسية، ستقدم لك جوجل هذه الخدمة مجاناً وبأسعار تنافسية إن لم تكن بالمجان.
بشكل عام، تتجه الشركات الكبرى نحو مزيد من الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية التي ما زالت تغطي 1% فقط من احتياجات الطاقة في العالم.
هذه المرة لن يزيد التنافس بين الشركات إلا لتقديم طاقة نظيفة ورخيصة؛ ففي نهاية الأمر لن يستطيع أحد احتكار الشمس.
المصدر: هافينغتون بوست