أوجعت عملية القدس المزدوجة الصهاينة وحفرت في وعيهم، كما اثلجت قلوب الوالهين بفلسطين، ورفعت رأس كل عربي، بل كل حر من تبعية مغمسة بالذل. وأكدت هذه اعلملية أن لا مكان للصهاينة للعيش بأمن في ارض احتلوها، حيث أنه ومن حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، تأتي الطعنة والدهس والرصاص وكل ما قد لا يخطر ببال محتل عاجز امام ابداع شعب الجبارين.
عملية اليوم، حملت العديد من الأبعاد، بدءا من تصنيع العبوات، بما يعني من امتلاك المعرفة والقدرة، بالإضافة إلى التنفيذ بما يعني من تخط للصعوبات الامنية الخيالية. كل هذه العوامل اربكت حكومة العدو وجعلتها في موقع المتخبط وغير القادر على فعل اي شيىء. فذهب غلاة الصهاينة ممن يتحضرون لاستلام دفة الحكم ما بعد الانتخابات الاخيرة الى التلويح بخيار اجتياح الضفة.
نعم ماذا بامكان السجان ان يفعل اكثر لتحصين سجنه الكبير، هذا السجان عاجز امام الروح، التي اثبتت التجربة من فلسطين الى لبنان انها هي من تقاتل، وتصنع النصر وتنتزع الحرية.
تراكم من عمل مقاوم، كماً ونوعاً، يرتفع منسوب تحركاته المؤلمة لجيش وشرطة الاحتلال ومستوطنيه… من بين ثنايا الضفة الغربية، وأركانها الثلاث جنين ونابلس والخليل، إلى داخل المدينة المقدسة لتتفجر الأرض غضباً تحت أقدام الكيان المؤقت الذي بدأ يستذكر أيام الانتفاضة المؤلمة.
نعم، في المستوى الأمني والعسكري، وثم السياسي، سقط الاحتلال أمام العمليات المتلاحقة التي لم يعد يفصل بينها سوى ساعات قليلة، وبين حجر وخنجر وبندقية وعبوة تنوعت الأساليب والشعب الفلسطيني مصر على استكمال واستنهاض مسار المقاومة المسلحة طريقاً وحيداً للتحرير واسترجاع الحقوق المسروقة.
هي ضربات نوعية، يؤكدها إصرار على إيلام العدو، ولا تقف أمام حكومة سابقة أو قادمة، ولا يسار مزعوم أو يمين متطرف، بل إن المقاومة بشكلها الجديد بين الضفة والقدس والأرض المحتلة عازمة على إيصال بأسها المناسب إلى من يعنيه الأمر من ائتلاف جديد يضع مشاريع التوسع الاستيطاني على رأس أولوياته.
إذاً، وصلت الرسالة أي تكن استراتيجية أو مخططات ما أفرزه الكنيست في الكيان المؤقت، وخطابات الجنوح نحو أقصى سياسات التطرف لا يمكن أن تجدي أمام عزم أبناء أرض عرفوا أن هذا العالم هو عالم لا يفهم ألا بالقوة فكيف بقوة تسلحت بالحق.. حق تحرير فلسطين من الأرض إلى النهر.
عملية القدس أعادت إلى أذهان الصهاينة كابوس الإنتفاضة لديهم
هذه العملية النوعية، هي الأولى من نوعها منذ عام 2011 ذكرت العدو بضربات الانتفاضة الثانية قبل 20 عاماً. انفجاران وقعا في محطتي حافلات بالقدس بفارق ربع ساعة تقريباً خلفا إصابات بالغة في صفوف المستوطنين.
وسائل إعلام العدو أشارت إلى سقوط قتلى ودخول بعض الإصابات الحرجة جداً إلى مستشفيات الكيان، وكشف الإحتلال إن شخصاً على دراجة كهربائية وضع المتفجرات داخل حقيبة تم تفعيلها عن بعد عبر الخليوي.
العبوتان تعتبران من نوع متوسط مؤلفة من الكرات الحديدية وشظايا من المسامير لإيقاع أكبر قدر من الإصابات، وضربت شرطة العدو طوقاً حول المكان ومنعت الدخول إلى شمال غرب القدس ودفعت بتعزيزات واسعة إلى المحيط. ورفع الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التاهب للدرجة الأولى قبل القصوى بسبب وجود إنذارات بإمكانية حصول عمليات أخرى، في حين وصف وزير الأمن الداخلي للعدو ما جرى بأنه “هجوم مركب ومعقد” وقال إنه يبدو “نتيجة بنية تحتية منظمة”.
وأثارت العملية المزدوجة صدمة في الكيان دفعت المتطرف إيتمار بن غفير للقول إنها تذكر بزمن الإنتفاضة.
أبرز عمليات المقاومة في القدس المحتلة
- 21 أغسطس/ آب 1995: انفجار قنبلة في حافلة في القدس يسفر عن مقتل 5 إسرائيليين وإصابة 89 آخرين.
- 25 فبراير/ شباط 1996: 26 قتيلا إسرائيليا.في عملية استشهادية مزدوجة إحداها استهدفت حافلة في القدس والثانية حافلة في عسقلان
- 4 مارس/ آذار 1996: مقتل 19 إسرائيليا في انفجار قنبلة في حافلة في القدس
- 30 يوليو/ تموز 1997: فلسطينيان ينفذان عملية استشهادية مزدوجة في القدس أسفرت عن مقتل 18 شخصاً
- 9 أغسطس/ آب 2001: مقتل 15 إسرائيليا على الأقل وجرح حوالي 100 آخرين في عملية استشهادية استهدفت مطعماً للمستوطنين في القدس
- 18 يونيو/ حزيران 2002: مقتل 18 إسرائيلياً وجرح 50 آخرين في في عملية استهدفت حافلة للمستوطنين جنوب القدس المحتلة
- 19 أغسطس/ آب 2003: مقتل 20 إسرائيليا وجرح نحو 120 آخرين في عملية استشهادية استهدفت حافلة ركاب في القدس
- 9 أكتوبر/تشرين الأول 2016: مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 8 آخرين في عملية إطلاق نار في 3 مواقع بالقدس المحتلة
- 16 يونيو/حزيران 2017: مقتل محندة وإصابة جنديين في عمليات طعن وإطلاق نار في مدينة القدس المحتلة
- 14 يوليو/تموز 2017: مقتل شرطيين إسرائيليين وإصابة ثالث بإشتباك مسلح في المسجد الأقصى
- 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: مقتل مستوطن وجرح 3 جنود إسرائيليين بإطلاق نار في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
- 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2022: تنفيذ 3 عمليات إطلاق نار في القدس المحتلة أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة اثنين
- 23 نوفمبر تشرين الثاني 2022: عملية تفجير مزدوجة لحافلات أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة 22 آخرين
المصدر: المنار