أكد الامام السيد علي خامنئي، أن مشكلة الاستكبار مع الجمهورية الإسلامية هي أن تقدم وتطور وازدهار الأخيرة “يجهض المنطق الليبرالي للديمقراطية في العالم الغربي”. وأضاف الامام الخامنئي السبت، خلال استقباله حشداً من اهالي اصفهان، أن “المنطق الليبرالي الديمقراطي ادّى الى نهب العالم على مدى اكثر من قرنين بذريعة تحقيق الحرية والديمقراطية، حيث اصبحت اوروبا التي كانت تعاني من الفقر غنية على حساب معاناة العديد من الدول الثرية مثل الهند والصين”، لافتاً إلى أن “ايران لم يتم استعمارها بشكل مباشر إلا أن الغرب فعل فيها ما يحلو له”، في إشارة إلى حقبة ما قبل انتصار الثورة الإسلامية.
ورأى الامام أن “افغانستان تعتبر نموذجاً في هذا المجال حيث دخل الأمريكان إليها وارتكبوا أنواع الجرائم، وبعد مرور عشرين عاماً سيطرت على افغانستان نفس الحكومة التي كانت تواجهها الولايات المتحدة الامريكية”.
كما تطرق سماحته إلى فترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة على ايران 1980-1988)، موضحاً أن “حلف شمال الأطلسي (الناتو) وامريكا والاتحاد السوفيتي وبعض الدول الأوروبية وقفوا إلى جانب نظام صدام في تلك الحرب، إلا ان الشعب الايراني انتصر وحققت ايران انتصارا كاملا وباهرا”.
العالم بات يعترف بتقدم ايران الاسلامية
وتابع السيد الخامنئي أن ايران “ماضية في التقدم”، وان العالم “يشهد ذلك وبات يعترف به وهذا لا يتحمله الغرب”، مضيفا “إذا ليس لدينا اقتدار في المنطقة وكنا نخاف من امريكا والاستكبار وكنا نخضع امام عنجهية الغرب، لكانت تراجعت تلك الضغوطات المفروضة علينا”.
واستطرد قائلاً “كلما كانت ايران اقوى كلما ازدادت مساعي العدو لتوجيه ضربة للجمهورية الاسلامية الايرانية”.
وحول أعمال الشغب في البلاد، لفت الامام الخامنئي إلى أن العناصر التي تقف وراء تلك الأعمال “لم تتمكن من جرّ الناس للخروج إلى الشوارع، والآن تسعى الى استمرار هذه الأعمال للضغط على المسؤولين”، مؤكداً أن هذه الاعمال “ستنتهي وان كراهية ابناء الشعب ستزداد تجاه هذه العناصر”.
وفيما اشار الامام الى ان “اوروبا تتحرك خلف امريكا”، لفت الى ان “جميع رؤساء امريكا من كارتر وكلينتون و اوباما وريغان وبوش و ترامب حتى الرئيس الحالي الذي يريد ان ينقذ الشعب الايراني، كلهم وقفوا بوجه ايران وطلبوا المساعدة من عدد من دول المنطقة ومن الكيان الصهيوني الذي يلهث”.
العدو بات عاجزاً عن وقف مسار تقدم الشعب الايراني
واضاف أن “العدو ورغم كل هذه المساعي فشل ورغم انه سعى وراء خلق مشاكل لايران كفرض الحظر عليها واغتيال علمائها النوويين واللجوء الى كثير من الحيل السياسية والامنية، بات عاجزا عن وقف تقدم الشعب الايراني”.
وتسائل سماحته “كيف يمكن تحقيق التقدم؟”، موضحاً أن “التقدم بحاجة الى العديد من الوسائل اهمها الامل، لذلك يعمل العدو على زرع اليأس بين الشعب”.
واشار الى “امكانيات العدو الواسعة في مجال الاعلام”، مضيفاً ان العدو “يسعى من خلال استخدام القنوات الفضائية و التلفزيون لزرع اليأس بين الشعب إلا ان الامل والنشاط ما زالا متوفران في المجتمع الايراني”.
واضاف سماحته ان البعض في داخل ايران “ينجرون خلف الدعاية الغربية ويقولون إن النظام الإسلامي يفتقد الحرية وسيادة الشعب”، لافتاً إلى أن “هذا الكلام هو نفسه يدل على وجود الحرية، وان توالي حكومات تختلف افكارها السياسية عن بعضها البعض، على الحكم، يدل على وجود حق الانتخاب لدى الشعب وشعبية النظام الاسلامي”.
وأشار الامام ان “هذه الاحداث والجرائم واعمال التخريب تتسبب بمشاكل للشعب واصحاب العمل، لكن هؤلاء المتواجدون في الساحة ومن يقف خلف الكواليس ايضا هم أحقر من ان يستطيعوا الاضرار بالنظام الاسلامي”.
كما رأى أن “لقدرة على خلق الفرص من التهديدات هي من طباع أي شعب مؤمن”.
الشعب الايراني لا يهزم
ونوه سماحته أن “الأعداء كلما فكروا بورقة الخيار العسكري يتذكرون أن الشعب الايراني هو شعب لا يهزم، وقد اكد شعبنا مرارا وتكراراً للأميركيين ولاعدائه أن قدومهم هو بيدهم لكن رحيلهم ليس كذلك وفي حال شنّ الاعتداء فإنهم سيتورطون وسيدمرون”.
كما اشار سماحته الى مراسم تشييع شهداء احداث الشغب الاخيرة، قائلا إن “هذه الاحداث اماطت اللثام عن وجه من يقفون خلف الكواليس ويدّعون الدفاع عن الشعب الايراني، وان العداء لايران وحرق علم البلاد وإهانة النشيد الوطني قد كشف الوجه الحقيقي لمن هم خلف الكواليس”.
ورأى ان العدو “تلقى الهزيمة حتى هذه اللحظة، وبعد هزيمة اليوم يمكن ان يتوجه نحو تحريض فئة العمال والنساء لكن رفعة شأن نسائنا وعمالنا هي اكبر بكثير من ان يرضخوا لضامري السوء وينخدعوا بهم”.
واشار سماحته ايضا الى اساليب الاعداء مثل “التجييش الكاذب” في وسائل الإعلام المعادية “بهدف التأثير على المغفلين”، مؤكداً “إن الحقيقة هي الحضور المكثف للشعب في سوح الدفاع عن الثورة وصفعتهم لضامري السوء”.
كما أكد سماحته أن “المحركين الاصليين لأحداث الشغب الاخيرة، والذين عجزوا عن جرّ الشعب خلفهم، يريدون عبر إطالة شرورهم ، اتعاب المسؤولين لكن احداث الشغب ستطوى، والشعب سيواصل عمله وجهوده وتقدمه بمزيد من الكره ازاء هؤلاء وبقوة مضاعفة ومعنويات جديدة”.
الحظر زاد من المشاكل الاقتصادية
وفي جانب اخر من كلمته،أكد السيد “وجود المشاكل الاقتصادية حقيقة”، معتبرا “العقد الماضي فترة غير جيدة على صعيد الاقتصاد بسبب تقاعس بعض المسؤولين عن العمل بالتوصيات والقيام بواجباتهم”، لكن سماحته أكد أن “قيام المؤسسات المعنية ببذل المزيد من الجهود والتضامن والتآزر بين الشعب والمسؤولين يمهد لحل المشاكل الموجودة وسيتم توجيه صفعة جديدة للأعداء في هذا المجال ايضاً”.
وحول مرتكبي الجرائم الأخيرة في البلاد،أكد سماحته أنه “يجب معاقبة مرتكبي الجرائم والتدمير أو التهديد بإضرام النار في المحال وسيارات التجار والأشخاص، ومن أجبرهم على فعل هذه الأعمال”.
المصدر: العالم