ريم عبيد
بإطلالة سريعة على حسابات اسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن ملاحظة حجم الحديث عن العمليات البطولية التي ينفذها اسود الضفة والقدس المحتلتين، ومدى الاستهزاء بقوة الردع الصهيونية، كل ذلك يدل أن العمليات التي أدت لمصرع ثلاثين إسرائيليا منذ بداية العام 2022، ترعب المحتل وتشعره بأنه ليس بمأمن.
وهو ما يفسر أيضا، عمليات الهجرة الجماعية، لمستوطنين صهاينة كانوا قد حزموا امتعتهم وأتوا للعيش في فلسطين المحتلة على أنها الوطن النهائي لهم، إلا ان العمليات البطولية جعلتهم يحزمون أمتعتهم مجددا للهرب وللعودة الى بلدان يحملون جنسيتها ويعتقدون انهم فيها بمأمن أكثر من الكيان الاسرائيلي المؤقت.
عمليات الهجرة هذه انما تنذر ان الكيان الى زوال، وان ما يقوم به الرئيس “القديم الجديد” للحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من صفقات واتفاقيات جديدة لبناء المزيد من المستوطنات لن تعود بالفائدة عليه، لأنه لن يجد من يقطنها.
ولعل أخطر واهم ما في هذه العمليات هي أنها تنفذ بدقة عالية، ويعتمد فيها المقاومون تخطيطا دقيقا، وبالتالي هي خرجت من اطار “العشوائية”، وباتت تعكس صورة مغايرة للكيان، وتؤكد أنه مستهدف في كل لحظة، وفي كل مكان وزمان، وان ما كان سائدا في السابق، عن فشل العمليات او عدم تحقيقها اهدافها، انتهى، اذ ان اغلب العمليات تحقق اصابات في صفوف المستوطنين، وتنقل المكان من حال الى حال يصعب معه السيطرة على حالة الرعب التي تخلفها.
وهنا لا بد من الاشارة الى ان انفتاح بعض الانظمة العربية وتحديدا الخليجية على الكيان الغاصب وتطبيع العلاقات معه، لم يقدم أي فائدة في تأمين الحماية او خدمة أمن العدو الاسرائيلي، لان ما يشعر به المقاومون اليوم من غدر وتخل من قبل بعض الدول التي كانت تتبجح زورا بدعمها للشعب الفلسطيني، يشكل دافعا قويا للفلسطينيين للاعتماد على النفس وتطوير الامكانات ليرى العالم كله ان الفلسطيني قادر(بفضل الله ودعم بعض الدول والحركات المقاومة) على النهوض بوطنه ودحر المحتل.
والتطبيع العربي مع العدو شكل دافعا قويا للفلسطينيين للتحلل من الضغوط الرسمية العربية، لتقديم التنازلات، فبعض الدول الخليجية كانت تقدم بعض المساعدات المالية لفرض شروطها على الشعب الفلسطيني، وبالتالي جاءت اليوم العلميات البطولية اليوم لتحرج كل من يتآمر على القضية الفلسطينية، خاصة ان العدو غير قادر على حماية نفسه، ما يفسر عزوف تلك الدول عن تشكيل حلف شرق أوسطي إبان زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى السعودية ضد ايران من اجل كسب الرضى الاسرائيلي رعم التهليل الحار له والذي سبق الزيارة.
اذا، المعادلات تغيرت، وبعد أن كان الفلسطينيون هم من يتلقون الضربات وتزهق ارواحهم تحت نيران المحتل الغاصب، الآن هم يرسخون معادلة توازن الرعب، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.
المصدر: بريد الموقع