لم يمضِ 3 أسابيعَ على العملية التحذيريةِ الأولى باتجاه ميناءِ الضبة، حتى جاءت الثانيةُ باتجاه ميناءِ قنا لمنع تهريبِ النفط الخام عبر ميناءِ قنا، في شبوة.
بهذه العمليةِ تثبتُ القواتُ المسلحةُ اليمنية، قدرتَها، واقتدارَها، على تثبيتِ معادلتِها وخطوطِها الحُمر، وتؤكدُ جاهزيتَها لردع مَن يحاولُ نهبَ ثروْاتِ البلد النفطية، وتمضي في هذا الخِيار من دون الاكتراثِ للإرهابِ السياسيِّ والضجيجِ الدوليّ، والإدانات والتهويلات كالتي أطلقَها المبعوث الأميركي الخاص لليمن ليندر كينغ.
يزعمُ ليندر كينغ أن العمليةَ تحرمُ اليمنيينَ من المواردِ التي هي بأمسِّ الحاجةِ إليها، ويعتبرُها استفزازاً للمجتمعِ الدوليّ، متناسياً أنَّ بلادَه كانت سبباً في حرمانِ أكثرَ من مليونِ موظفٍ مرتّباتِهم وحقوقَهم، ومتجاهلاً الزياراتِ الأمريكيةَ الاستفزازيةَ لحضرموت.
وعلى ما يبدو فإنَّ العمليةَ لا تخلو من رسالةٍ مباشرةٍ إلى الأمريكيّ، إذ جاءت بعد يومٍ واحد ٍمن زيارةِ وفدٍ أمريكيٍّ ترأسهُ السفيرُ الأمريكيُّ ستيفن فاجن غيرُ المقيم في اليمن. وفد ضم َّالمديرةَ القطرية للوكالةِ الأمريكية للتنمية ِالدولية في اليمن كيمبرلي بِل، و مارك وايتمان كبيرَ ممثلي وزارة ِالحرب الأمريكية، والملحقَ العسكريَّ الأمريكيَّ ويارد أسنايك، ونائبَ رئيِس القسم السياسيِّ والاقتصادي في السفارةِ الأمريكية لدى اليمن، وعددًا من مسؤولي سفارةِ الولايات المتحدة.
زيارةٌ حملت أبعاداً سياسية، عسكريةً، واستخباراتيةً واقتصادية، وجاءت بعد فترةٍ قصيرةٍ من زيارةِ وفدٍ عسكريٍّ أمريكيٍّ آخرَ إلى ميناء الضبة بعد العمليةِ التحذيريةِ الأولى.
وفي العمليتَين، رسالةٌ واحدةٌ، باتجاهاتٍ متعددة، للدولِ والشركات: لا تفريطَ في ثروْاتِ البلد السيادية، وقد جددت القواتُ المسلحةُ التزامَها بحماية الثروةِ الوطنية باعتبارها حقاً من حقوقِ الشعبِ المظلوم، وما لم تستوعب دولُ العدوان هذه الرسالة، فقد نكون أمام سلسلةِ عمليات ردعيةٍ لا تحذيرية، حتى لم يتمَّ تسخيرُ عائدات النفط والغاز لصالح المرتباتِ والخدمات ولكلِّ أبناءِ الشعبِ من دون اسثناء.
المصدر: موقع المنار + يونيوز