ريم عبيد*
هنا كربلاء، على امتداد الطريق المؤدي الى المرقد الشريف، صروح ضخمة، ومبان بهندسة حديثة، وتشجير، وترسيم للطرقات، وإنارة..وحين تسأل يقولون :هي مشاريع العتبة.
أيام ونحن نتجول من مشروع لآخر ومن مبنى لآخر، وفي كل محطة كنا نستشعر عظمة الحسين(ع)، والاهتمام العالي ممن ينظم أمور العتبة الحسينية، خصوصا أنه يستثمر مداخيلها في مشاريع إنمائية ضخمة، معظمها غير ربحية، وإن تضمنت شيئا من الربح فهو حتما لا يتعدى ٢٠%، بهدف تغطية نفقات المشاريع الداخلية، لتحافظ على دورتها الاقتصادية، وبالتالي على ديمومتها..
من الدين وخدمة الزوار ، الى التربية والتعليم، ثم الى الزراعة والصناعة،هذا فضلا عن الخدمات الصحية النوعية المقدمة بأحدث المعايير،سواء من خلال الكفاءات العالية من الكوادر العاملة والفاعلة أو من الآلات الحديثة والمتطورة، لم تغفل العتبة ،بتوجيه فضيلة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجعية في العراق، عن أي تفصيل إلا وأحاطته بالعناية، وخصته بالتطوير، خدمة للمواطن.
التعليم منهج وأساس
جامعة وارث الأنبياء
البداية من جامعة وارث الأنبياء، الصرح المتميز بهندسته الراقية، وقدرته العالية على استيعاب الأعداد الكبيرة.
هي كيان علمي أكاديمي تشيد في العام 2017 ،معترف به من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،وتطبق فيه معايير الجودة الشاملة في الأقسام الإدارية والعلمية،كما أن لكادره بحوث علمية مفهرسة ضمن أفضل المستوعبات البحثية.
يتألف الصرح التعليمي الضخم من 11 مبنى، وتضم هذه المباني في رحابها 5000 طالب حتى الآن، من مختلف دول العالم، وهناك نية في استحداث كليات اخرى، ككلية هندسة الطاقة والحاسوب، والقسم الفارسي والترجمة والاعلام الرقمي.
كل هذه الاقسام تندرج في نظام غير ربحي، فمداخيل الجامعة لا تغطي سوى جزءا بسيطا من نفقاتها، فيما تتولى العتبة سد ما يزيد على ثلاثة ملايين دولار للأسر الفقيرة والمتعففة،ولذوي الشهداء، فضلا عن الايتام، ومن لا معيل له.
وكخدمات خاصة للعتبة، تقدم الجامعة سنويا نظاما علميا لهندسة استقبال الحشود المليونية في الأربعين.
يؤكد رئيس المركز، أنه تمت اقامة مئات الدورات التي تخدم المجتمع ، بالاضافة الى مئات الندوات وورشات العمل، التي تطور أداء الطلبة والمدرسين سنويا على حد سواء.
جامعة الزهراء (ع)
صرح تعليمي خصص للبنات فقط، هي الجامعة الوحيدة في العراق خصصت كل كيانها للفتيات.
الجامعة عبارة عن مبنى شاهق، لا يمكن أن تتخطاه وانت تسير الى مرقد الامام الحسين، يجذبك اليه تصميمه الراقي وحجمه العملاق، والدخول اليه يبعث على الدهشة، من فرط الحداثة والتطور فيه، تظن معه أنك في إحدى الدل الاوروبية، فمن القاعات الضخمة التي صممت حسب الطراز الاسلامي دونت الآيات القرآنية على سقوفها، وتحتوي على أنظمة عالية التطور يتم التحكم فيها عن بعد.
تضم الجامعة ما يزيد على 4000 طالبة من مختلف انحاء العراق، الموصل وكركوك السليمانية ،هناك طالبات من القومية التركية، البصرة، الناصرية، تكريت ، صلاح الدين، وهي الاولى على مستوى العراق من بين الجامعات الاهلية.
وتعمل الجامعة على توسعة نفسها، في سعي من العتبة الحسينية لبناء مدينة جامعية .
في الاربعينية الأخيرة ،شكلت الجامعة من طالباتها ملتقى نسوي، من ايران وسوريا ولبنان والجزائر وتونس، استمر من ٩ صفر الى يوم الاربعينية ،شكل موكبا خدميا للزوار.
تعقد الجامعة اتفاقية تعاون مع جامعة ميلانو، من اجل استقبال طالبات من هناك. وهي الجامعة الوحيدة التي اقامت مؤتمرا علميا بالتعاون مع ايران،علما انه لم يمض ثلاث سنوات على تأسيسها.
وتحظى الجامعة باعتراف وزارة التعليم العالي، وتتواءم مع الجامعات الحكومية العريقة في العراق .
جامعة السبطين
صرح تعليمي قيد الإنشاء، مخططته الهندسي يتضمن أهم القاعات المتطورة، وهوالفرع الدولي لجامعة طهران، يحوي أهم التكنولوجيا الحديثة لتقديم مستوى رائد في الخدمات التعليمية الطبية لطلابه،وموعد افتتاحه أصبح قريبا جدا.
وتعد هذه الصروح التعليمية، جزءا من عشرات المشاريع التابعة للعتبة، ومن مئات المشاريع المنوي إقامتها، وكله ببركة الحسين(ع)، وبأمانة من يدير هذه الأموال ويضعها في مكانها الصحيح،خدمة للمواطن.
المصدر: موقع المنار