بدأت الخطوات الأوّلية للإنتخابات الصهيونية، عبر فتح صناديق الاقتراع في ممثليات الكيان في الخارج، تمهيداً ليوم الإنتخابات غدا. يأتي ذلك بعدما بادرت حكومة لابيد – بينيت، إلى تقديم مشروع حلّ الكنيست وإجراء إنتخابات مبكرة، بعد مضي حوالي سنة على تشكيلها، بدءًا من حزيران 2021.
البوادر الاولى التي ظهرت واجبرت اقطاب الحكومة الرئيسيين على التوافق باتخاذ قرار بحلّ الكنيست هي استقالة عضو الكنيست عيدي سيلمان، من حزب “يميناً”، في السادس من نيسان الماضي أدى ذلك إلى تراجع القاعدة البرلمانية للحكومة إلى 60 عضو كنيست بعد ان كانت قد تشكلت بتصويت 61 عضو وهي تعتبر اغلبية هشة من مروحة من الأحزاب السياسية المتعارضة أيديولوجياً وسياسياً ومن يهود وعرب.
في 30 حزيران 2022 صادق الكنيست على حل نفسه بتأييد 92 عضوا من اصل 120 على ان تكون الانتخابات في اول تشرين الثاني وهي الخامسة في اقل من اربع سنوات.
ينضوي معسكر الرافضين لعودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، تحت إسم معسكر التغيير، ومن الأحزاب التالية: “يوجد مستقبل” برئاسة رئيس الحكومة يائير لابيد، و”المعسكر الرسمي” برئاسة بيني غانتس، و”إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان، و”العمل” برئاسة ميراف ميخائيلي، و”ميرتس” برئاسة زهافا غلئون. إضافةً إلى القائمة العربية المشتركة التي لا تندرج ضمن معسكر التغيير.
يتشكّل معسكر مؤيدي نتنياهو من: “الليكود” برئاسة نتنياهو، و”الصهيونية الدينية” برئاسة بتسلئيل سموتريتش، و”عوتسماه يهوديت/ قوّة يهودية” برئاسة إيتمار بن غفير، و”شاس” برئاسة آريه درعي، و”يهودات هتوراة” برئاسة موشيه غفني.
يدرك نتنياهو أنّ المسافة التي قد تفصل بينه وبين عودته إلى رئاسة الحكومة، قد لا تكون سوى بضعة مقاعد، فنجح بعد جهود مضنية، في إرساء تحالف بين حزبي الصهيونية الدينية وعوتسماه يهوديت “القوّة اليهودية”، وفي التوفيق بين أطراف قائمة يهدوت هتوراة الحريدية، في المقابل، كسب نتنياهو ايضا تفكّك القائمة العربية المشتركة، إلى قائمتين منفصلتين: قائمة الجبهة والتغيير، وقائمة التجمع. حيث يعارض الأخير التوصية بأيّ شخصية صهيونية للحكومة القادمة.
تعمّد نتنياهو تحويل الإتفاق مع لبنان إلى عنوان رئيسي لحملته الإنتخابية مستغلاً حقيقة إلتزام الكيان بالمعادلة التي أرساها سماحة الأمين العام لحزب الله، وصولاً إلى تلبية مطالب الدولة اللبنانية في موقف يتعارض مع السقوف الصهيونية السابقة في هذه القضية وعمد نتنياهو إلى الترويج لوصف الإتفاق بأنّه “خضوع تاريخي” واستسلام لحزب الله. لكنّه عاد وامتنع عن التعهّد بإلغاء الإتفاق بعد وصوله إلى رئاسة الحكومة.
السيناريو المحتمل في الانتخابات الصهيونية
من الواضح ان الفارق بسيط جدا بين الأغلبية التي تمكّن نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية. فيما تشير بعض الإستطلاعات إلى أنّه قد ينال أغلبية هشّة
• يبلغ عدد الناخبين الصهاينة لانتخابات الكنيست الخامسة والعشرين 6.788.804 ناخبا والذين سيصوتون في 12.495 صندوق اقتراع في انحاء فلسطين المحتلة للتنافس على 40 لائحة تمثل 49 حزباً صهيونياً.
• تتكرر المنافسة بين معسكر اليمين ومعسكر الوسط واليسار المطعم ببعض اليمين والمدعوم من اللائحة العربية المشتركة.
يتألف معسكر اليمين الصهيوني من الاحزاب التالية:
حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو والذي سيحصد قرابة 31 مقعدا وفق آخر الاستطلاعات.
الصهيونية الدينية بزعامة ايتمار بن غفير وبتسلال سموتريتش قرابة 13 مقعدا.
حركة شاس بزعامة ارييه درعي.
يهدوت التوارة بزعامة الحاخام يتسحاق غولدكنوف قرابة 7 مقاعد.
معسكر الوسط واليسار مع بعض اليمين الصهيوني:
حزب هناك مستقبل بزعامة يائير لبيد قرابة 24 مقعدا.
المعسكر الرسمي بزعامة بني غانتس قرابة 12 مقعدا.
حزب “إسرائيل” بيتنا بزعامة افيغدور ليبرمان 6 مقاعد.
حزب العمل بزعامة ميراف ميخائيلي قرابة 5 مقاعد.
حركة ميرتس بزعامة زهافا غال اون قرابة 5 مقاعد.
اللائحة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس 4 مقاعد.
القائمة العربية المشتركة بزعامة ايمن عودة قرابة 4 مقاعد وهي خارج المعسكرين المتنافسين.
• الاستطلاعات تشير الى ان معسكر اليمين بزعامة نتنياهو سيحصل على قرابة 60 مقعدا في الكنيست ومعسكر الوسط واليسار مع بعض اليمين سيحصل على 54 مقعدا.
كشفت التجارب السابقة إمكانية حصول مفاجآت في الساحة الداخلية. وهو أمر تجلّى في أكثر من محطة منذ العام 2019. (توالي انتخابات مبكرة بسبب عدم تشكيل حكومة – إنضمام كتلة عربية للحكومة للمرّة الأوّلى، واستعداد نتنياهو لهذا الأمر أيضاً – تشكيل حكومة من اليمين المتطرّف (بينيت وساعر وليبرمان مع ميرتس والعرب). ويفرض علينا ذلك إبقاء إحتمال حصول مفاجآت قائماً.
سيكون لحجم مشاركة الفلسطينيين في الإنتخابات تأثير بارز على نتائجها. إذ أنّ أيّ تراجع في نسبة المشاركة عن المعدلات المتوسطة، نتيجة تفكّك القائمة المشتركة، سينعكس بالضرورة لمصلحة معسكر نتنياهو. والتقدير نفسه قائم في حال سقوط أيّ من الكتل العربية أو ميرتس أو العمل.
المصدر: موقع المنار