نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حول تفاصيلَ ملفِّ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ الجنوبيةِ مع فلسطين المحتلة في 29-10-2022، كاملاً..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
كما هو المفترض حديثنا الليلة يتركز على موضوع أساسي وهو مجريات الأحداث مع العدو الإسرائيلي خلال الأشهر القليلة الماضية وموضوع المفاوضات وصولاً إلى اتفاق او تفاهم ترسيم الحدود البحرية.
لكن قبل البدء وبكلمات مختصرة اسمحوا لي ببعض الدقائق أن أتوقف عند بعض الأمور.
النقطة الأولى كما هي العادة عادة موضوع إخواننا العلماء المشايخ أتوقف عند مناسبات ارتحالهم عن هذه الدنيا وهذه جرت العادة، رحل عنا إلى الدار الأخرة في الأيام والأسابيع الماضية عالمان جليلان وعزيزان من اخواننا العلماء العاملين والمضحين.
أعني سماحة الشيخ اسماعيل الخطيب رحمه الله، وسماحة الشيخ حسين عبد الله رحمه الله.
لقد قضى كل واحد منهما حياته في خدمة الدين الاسلام والمقاومة وخدمة الناس الطيبين وبذلوا كل جهد وطاقة في هذا السبيل ولم نرى منهم إلا خيراً.
أتقدم من العائلات الشريفة عائلة سماحة الشيخ اسماعيل الخطيب وأهلنا الأعزاء في بلدة تمنين التحتا وكل أهلنا في البقاع، كما أتقدم من عائلة سماحة الشيخ حسين عبد الله وأهلنا الأعزاء في بلدة عتشيت وكل أهلنا في الجنوب بأحر التعازي ومشاعر المواساة بفقد هذين العالمين العزيزين الحبيبين وأسأل الله تعالى لهما الرحمة والعفو وعلو الدرجات وللعائلات الشريفة الصبر والسلوان وعظيم الأجر.
النقطة الثانية أيضا بسياق المقدمة هذه الايام تمر الذكرى السنوية ال27 لاستشهاد القائد الكبير الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الأخ الحبيب الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله.
هذا القائد أسس مع ثلة من اخوانه الكرام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وأطلق روحا جديدة للجهاد وأفقا جديدا للمقاومة وأملا جديدا لفلسطين ولشعب فلسطين، الدكتور فتحي كان قائدا جهاديا وسياسيا وحركيا، ولكنه كان أيضا صاحب فكر وثقافة عالية ورؤية وبصيرة، وساهم مع ذلك الجيل من القادة الاسلاميين في بداية ثمانينيات القرن الماضي في حل مجموعة من العقد التي كانت تواجه الاسلاميين والحركات الاسلامية، من جملتها حل لعقدة الانتماء عقدة الجمع بين الانتماء الوطني والانتماء القومي والانتماء الديني وخصوصا الاسلامي على قاعدة التكامل، وأعطى لقضية فلسطين بعدا وطنيا فلسطين وبعدا عربيا قوميا وبعدا اسلاميا على إمتداد العالم الاسلامي وبعدا انسانيا على امتداد العالم.
اكتشف الشهيد القائد فتحي الشقاقي مبكرا الثورة الاسلامية في إيران وقائدها الإمام الخميني قدس سره وراهن على دورها المصيري والحاسم في القضية الفلسطينية وأصاب بذلك.
يوم استشهد السيد عباس الموسوي أميننا العام سيد شهداء مقاومتنا في لبنان تحدث الدكتور الشقاقي بيقين عن انتصار المقاومة في لبنان، نتحدث عن سنة 1992، وقال إن حزبا مقاوما يستشهد أمينه العام لن ينكسر وسينتصر وكأنه طبعا هذه النبوءة تحققت وكأنه كان يتحدث أيضا عن حركته الجهادية المباركة، وهي التي لم تنكسر باستشهاده رغم رهانات العدو على تمزقها وتشتتها وضياعها بعد استشهاد قائدها المؤسس، تماسكت حركة الجهاد الاسلامي ووصالت طريقها مع الأخ الكبير المرحوم الدكتور رمضان عبد الله شلح رحمه الله وبعده مع الأخ القائد العزيز الأخ أبو طارق واصلت طريقها ونموها وتطورها لتصبح اليوم في عداد الفصائل الطليعية المتقدمة التي تصنع المعادلات وتحضر للانتصارات الكبرى في فلسطين ان شاء الله.
في الذكرى السنوية لشهادته نُجدد تعازينا لعائلته الكريمة والشريفة وقيادة حركة الجهاد الاسلامي ولكل اخواننا وأخواتنا في هذه الحركة المباركة ولشعب فلسطين الأبي والمجاهد والمقاوم ونبارك لهم أيضا بهذا الشهيد القائد وبكل هؤلاء الشهداء الذين مضوا ويواصلون السير على طريق تحرير فلسطين والقدس.
نقطة أخيرة قبل الدخول إلى البحث الأصلي بالأمس كانت تظاهرات ضخمة في المدن الإيرانية يوم الجمعة، اليوم السبت كان التشييع الحاشد والكبير للشهداء المظلومين المغدورين في مدينة شيراز، كانت هذه التظاهرات وهذا التشييع رسالة قوية من الشعب الإيراني المجاهد والمقاوم والصابر والناجح في كل امتحاناته على مدى أكثر من 40 عاماً، رسالة قوية لكل المتآمرين أنكم تراهنون على سراب وعلى أوهام وعلى خيالات لطالما راهنتم عليها منذ أكثر من 40 سنة، هذا الحضور الشعبي العظيم والكبير والشعارات التي اطلقت والمواقف التي أعلنت الحازمة والواضحة والقوية كلها من أشكال أو بدايات أشكال الرد الحاسم على المخططين والداعمين والمشاركين في المؤامرة والفتنة، ولا شك ان هذا الحضور يبعث الأمل في قلوب المحبين على امتداد العالم ويملأ قلوب الحاقدين والمتربصين والأعداء باليأس وسيخيبون ان شاء الله.
بالعودة إلى ملفنا الأصلي لنتحدث مرتاحين لا شك أن طبيعة الحدث الذي حصل في الآونة الأخيرة الاتفاق الذي أنجز، وكما قلنا هو انجاز كبير وتاريخي وانتصار كبير وكبير جدا للبنان الدولة والشعب والمقاومة، ولذلك يستحق التوقف عنده مع الشرح الممكن وفهم هذا الملف وشرح هذا الملف من البداية إلى الآن وبالإختصار الممكن وبما يتسع له الوقت وبالطريقة التي يفهمها الجميع.
بالسهل الممتنع ان شاء الله.
بالعودة ونجري لمحة تاريخية قصيرة بين لبنان وفلسطين المحتلة معروف أنه رسمت حدود برية هي اليوم التي يقال عنها الحدود اللبنانية الدولية مع فلسطين المحتلة، هذه الحدود رُسمت سنة 1923 أو عشرينات القرن الماضي وأجروا عليها بعض التعديلات في ذاك الوقت، فرنسا وبريطانيا الدول التي كانت تسمى دول الانتداب، لبنان ضمن الاتنداب الفرنسي وفلسطين ضمن الانتداب البريطاني، جلسوا وقسموا كما قسموا كل المنطقة ورسموا هذه الحدود البحرية بمعزل عن إرادة اللبنانيين والفلسطينيين، ولكن عمليا صارت هذه الحدود، وعندما وقعت اتفاقية الهدنة سنة 1949 تم التأكيد على هذه الحدود ،التي كانت تحتاج لبعض التأكيدات والتجسيمات ضمن المصطلحات العلمية.
لكن بالنسبة إلى الحدود البحرية لم يحدث ترسيم بين لبنان وفلسطين المحتلة لا بالعشرينات ولا قبل قيام الكيان الغاصب اي الاحتلال الاسرئيلي لفلسطين ولا بعد قيام الكيان الغاصب، هذه منطقة بقيت متروكة.
لماذا لم يحدث ترسيم؟ ربما الدول المنتدبة أو لاحقاً الدول الموجودة أو القائمة أو كيان الاحتلال وما شاكل.. لبنان والآخرين جميعهم يمكن لم يكونوا يشعروا بالحاجة لترسيم حدود أساساً، بالنسبة لكيان الاحتلال هو لا يشعر بحاجة لترسيم حدود لأنه يعتبر حدوده من النيل إلى الفرات، وهو لا يلتزم بقوانين دولية ولا قانون البحار ولا يدخل بهذه المعاهدات وحدوده حيث تصل قوته وظلمه وجبروته.
لكن بالنسبة إلى لبنان لم يكن الموضوع مطروحا يمكن لأنه لم يكون هناك حاجة، إلى حين ان بدأ الحديث قبل سنوات بعد العام 2000 و 2005 و2007 قيل في البلد هناك كميات كبيرة جدا من النفط والغاز موجودة في البحر الأبيض المتوسط وأمام الشواطئ اللبنانية وفي المياه الاقليمية اللبنانية وفي المنطقة الاقتصادية الخالصة المفترضة، وهناك حقول نفط وغاز وخصوصاً مقابل شواطئ جنوب لبنان، هذه الاحتمالية المرتفعة التي جاءت لاحقا دراسات ومؤسسات ودول لتؤكدها، صار في حاجة ملحة للبنان لأن يرسم حدوده سواء حدوده البحرية لمياهه الاقليمية أو الحدود البحرية للمنطقة الاقتصادية الخالصة.
ومن هنا بدأت المتابعة على المستوى الرسمي اللبناني والمواكبة الشعبية اللبنانية ولكن بشكل محدود لأنه لم يكن الملف حاميا كما كان حاميا في الأشهر القليلة الماضية.
قبل أن أكمل يجب أن اوضح فكرة وهذه مصطلحات موجودة عند أهل الاصطلاح ولكن أنا أضيء عليها بشكل بسيط، وعادة حتى السياسيين والإعلاميين والخطباء يشتبهوا باستخدام هذه المصطلحات، لدينا شيء اسمه المياه الاقليمية، اذا أخذنا هذا الشاطىء اللبناني بعمق عادة ضمن حسبة معينة بعمق 12 ميل أي ما يوازي 22 كيلومتراً، يذهب بعمق البحر ويرسم خط ويقال هذه المياه هي من الشاطئ وبعمق 22 كيلومتر هي مياه اقليمية، بعدها هناك صنف ثاني من المياه أيضا لها آلية احتساب ولها خصوصياتها تسمى المياه المتاخمة، بعدها توجد مياه تكون جزءاً عادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة.
طبعا الكلام ليس كثيراً عن المياه المتاخمة قد تكون المرة الأولى التي يسمع الناس بهذا المصطلح بشكل عام، ليس مطروحاً بالإعلام لأنه عادة المياه المتاخمة تحتسب ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة.
فإذا لنعبر المياه المتاخمة ونقول لدينا مياه إقليمية من الشواطئ اللبنانية بعمق 22 كيلومتر، وثم تبدأ المنطقة الاقتصادية الخالصة التي لديها قوانينها وآليات الاحتساب وصور متعددة ومتنوعة.
الذي يريد أن يأخذ مثل لبنان، يريد أن يأخذ حدوده البحرية مع فلسطين المحتلة وحدوده البحرية مع سوريا، وباعتبار أن هناك دولة مقابلة لنا اسمها قبرص فيجب أن نأخذ قبرص بعين الاعتبار فيحصل ترسيم الحدود البحرية جنوباً، الحدود البحرية شمالاً مع آلية احتساب بطريقة معينة بالقسمة مع قبرص، هذه يسمونها المنطقة الاقتصادية.
الفرق بين المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية أن المياه الاقليمية هي مياه جزء من الدولة مثل الأرض تماماً، وبالتالي الدولة اللبنانية لها سيادة كاملة على هذه المياه، ما فوق الماء وما في الماء وما تحت الماء تسفيد من ثرواتها وخيراتها وسيادة كاملة. أما المنطقة الاقتصادية الخالصة ليس فيها سيادة ولا تعتبر جزءًا من البلد مثل المياه الاقليمية ولكن تحصل الدولة التي تُحسب لها المنطقة الاقتصادية الخالصة، يكون للدولة نوع من الحقوق مثل استثمار الموارد والخيرات والثروات الموجودة فيها، على كل حال كل هذا موجود في القوانين. أحببت فقط أن ألفت لهذا الموضوع لأنه مثلاً يمكن أن يقول أحد نحن نريد أن نستخرج من البلوك 8 على سبيل المثال من مياهنا الاقليمية، هذا خطأ، لأن بلوك 8 ليس في المياه الإقليمية، بلوك 8 في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان.
بعد هذا التوضيح نقول بناءً للحاجة – التي سأشرحها لاحقاً – عملياً لبنان أصبح معنياً أن يرسم حدوده وخصوصاً الحدود الجنوبية لأنها هي موضع النقاش الآن، الذي حصل مع قبرص لن أتحدث عنه، سوف نتحدث عن الإنجازات والانتصارات. عندنا الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، نريد أن نرسم الحدود جزءاً منها سيحدد مياهنا الاقليمية وجزءاً منها سيحدد المنطقة الاقتصادية الخالصة، لأنه على ضوء ترسيم ترسيم أو تعيين، تحديد الحدود البحرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة سيأتي لبنان ليرسم البلوكات، وهذا الذي حصل عملياً. مجلس النواب اللبناني – هذا التاريخ المختصر المفيد حتى يكون المشهد كله متكاملاً عند المستمعين – مجلس النواب اللبناني في آب 2011 أقر قانون رقم 163 الذي فوّض الحكومة اللبنانية إصدار مراسيم في مجلس الوزراء لتحديد النقاط التي تشكل الحدود البحرية اللبنانية، أعطى تفويض للحكومة. الحكومة اللبنانية اجتمعت وأخذت قراراً وصدر مرسوم – هذه الأرقام متداولة – رقم 6433 تحت عنوان تحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بتاريخ 10/10/2011، وتبنى الخط 23 – وسأعرض بعض الخرائط لتتجسد الفكرة – مع احتفاظ لبنان بحقه بتعديل هذه الحدود البحرية في حال توفر معطيات أكثر دقة وفي ضوء المفاوضات الجارية، لبنان رسّم هذا الخط وأصدر مرسوماً وحدّد الاحداثيات – كل هذا موجود – وأرسل نسخة منها وأودعها لدى الأمم المتحدة، بناءً على تفويض مجلس النواب بالقرار الذي ذكر وبالقانون الذي ذكر وبناءً على المرسوم الصادر عن مجلس الوزراء يمكننا أن نعتبر أنه أصبح هناك قرار رسمي لبناني يقول حدودنا البحرية هي هذه، الذي هي عملياً ما هو معروف بخط 23، يبدأ من نقطة محددة في الشاطئ اللبناني بالناقورة التي هي نقطة خلاف ونزاع بيننا وبين الاحتلال ويسير بها ضمن الخط الذي يصل الذي يسموه عملياً خط 23 والذي على ضوءه تتحدد المياه الاقليمية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية الخالصة.
هنا صار لزاماً على اللبنانيين جميعاً العمل لتحرير كل المساحات البحرية الواقعة شمال هذا الخط، عندما رسموا من الناقورة على الخط 23 يعني كل هذه المنطقة الجنوبية في البحر سواءً اسمها مياه اقليمية أو اسمها منطقة اقتصادية خالصة هذا صار إما للبنان سيادة عليها أو له حق فيها وبالتالي يجب العمل على تحريرها، على تخليصها، على استنقاذها من الهيمنة والتسلط الاسرائيلي. هنا أصبحنا أمام قضية جديدة، قضية تحرير هذه المساحات المائية والبحرية تحت عنوان إقليمي اقتصادية، حتى لا أبقى أقول منطقة اقتصادية خالصة نقول مياه اقليمية، اقتصادي يعني منطقة اقتصادية خالصة.
هنا أصبح هناك قضية وطنية لا تعني ناس دون ناس، تعني الدولة اللبنانية، تعني الشعب، تعني المقاومة. أريد أن أذكّر هنا بموقف المقاومة من العام 2000، العام 2000 عشية التحرير 25/5/2000 نحن أعلنا موقف وسمعتموه بكل الخطب خلال المرحلة الماضية لكن أعيد وأذكر فيه باختصار، أنه نحن المقاومة ونحن فصيل أساسي فيها لا تتدخل في ترسيم الحدود هذه مسؤولية الدولة، لماذا المقاومة لا تتدخل بترسيم الحدود؟ قلنا هذا له أسباب عقائدية وسياسية وواقعية وتحدثنا فيها كثيراً فلا نُعيد، وبالتالي من عام 2000 نحن قُلنا عندما تقول الدولة اللبنانية هذه حدود برية المقاومة مسؤوليتها وحقها وواجبها أن تعمل لتحرير هذه الأرض التي اعتبرت من قبل الدولة اللبنانية لبنانية وكذلك في المياه، ما تعتبره الدولة اللبنانية مياه لبنانية اقليمية هي بالنسبة للمقاومة هذا هو، ما تعتبره منطقة اقتصادية خالصة بالنسبة المقاومة هذا هو، بالتالي هذه مسؤولية الدولة ولا تتدخل فيها المقاومة ولا تقوم المقاومة أيضاً بمعزل عن الدولة اللبنانية وتقول لا ليست هذه حدود لبنان البرية ولا هذه حدود لبنان البحرية وتطرح خطوطاً أخرى وحدوداً أخرى، هذا لم يكن وارداً عند المقاومة لا قبل 2000 ولا في 2000 ولا بعد 2000 ولا اليوم وأعلناه بوضوح.
الدولة قالت الخط 23 واعتبرته هو الحدود البحرية وتركت الباب مفتوحاً للتعديل لاحقاً – بسياق الكلام أجاوب على الملاحظات – هنا تأتي ملاحظة ما يُثار حول الخط 29 وله مؤيدون وداعمون، نقاش الخط 29 و 23 وأكثر وأقل ليس مع المقاومة نحن خارج هذا النقاش، تستطيعون أن تناقشوا مع مسؤولي الدولة، وعلى كل حال كان الأفضل بالمطالبين بهذا الخط أن يبدأوا – يعني الخط 29- أن يبدأوا نضالهم السياسي والإعلامي والحقوقي بتاريخ 1-10-2011 يعني لما الحكومة اللبنانية أصدرت هذا المرسوم، كان من وقتها يجب أن يبدأ الجدل ويعملوا بمجلس النواب ومجلس الوزراء والرأي العام ويضغطوا كي تُعدل الدولة اللبنانية هذا الخط ويقنعوها أن حدودنا هي الخط 29 وليس 23. على كل حال، هذا النقاش أصبح حامياً في السنة الماضية يعني في الأشهر الأخيرة، ليس مشكلة، نحن نقول أن أصحاب هذا الرأي هذا حقهم الطبيعي، حقهم الشرعي، وحقهم أن يعبروا عن رأيهم، وأكثر من ذلك حقهم أن يناضلوا سياسياً وإذا يستطيعوا أن يجعلوا الدولة اللبنانية تعدل الحدود نحن كمقاومة ليس عندنا مشكلة، نحن خارج هذا النقاش، الآن الدولة اللبنانية تقول أن حدودنا البحرية 29 المقاومة ملزمة بأن تناضل وتقاوم وتقاتل من أجل تحرير كل المساحات البحرية الواقعة شمال الخط 29. ولكن أقول لهؤلاء السادة ولهذه الجهات واصلوا نضالكم بدون تخوين، بدون اتهامات، بدون شتائم، بدون هذه اللغة المستخدمة، اعملوا جهداً إذا تستطيعون أن تغيروا قرار الدولة اللبنانية وبالتالي هذا سينعكس لاحقاً حتى على اتفاق الترسيم الموقع هذا أصبح بحثاً آخر. لكن نحن أعزائنا جميعاً نحن خارج هذا النقاش.
بناءً على أن خط 23 تَحدد من قبل الحكومة لاحقاً بالهيئات المعنية المختصة الرسمية في لبنان التي لها علاقة بقطاع البترول وبالجهد الذي عُمل بين وزارة الطاقة وجهات أخرى إلى آخره، عُمل أيضاً تقسيم البلوكات وأصبح بالتالي عند لبنان حدوداً بحرية وعنده تقسيم بلوكات التي ظهر فيها البلوكات المحاذية لخط الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة هو ما بات مشهوراً ومعروفاً بالبلوك 8 و 9 و 10، أصبحوا مشهورين أكثر من بقية البلوكات.
نعرض الخريطة الأولى، هذا الخط المفترض 23، يعني هذه الحدود البحرية، هذا الشاطئ اللبناني، هنا فلسطين المحتلة، هذا اللون هو المياه الاقليمية، الشباب وضعوا هنا المياه المتاخمة التي هي عملياً تصبح جزءاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة، وهذه أصلاً منطقة اقتصادية خالصة، فتصبح المنطقة الاقتصادية الخالصة هي هذين اللونين. وقسموا البلوكات، طبعاً البلوك يجب أن يكون بعيداً عن الشاطئ بحسب القانون 5000 متر أو أكثر، فهم أبعدوه عن الشواطئ ويسير خط البلوكات بهذه الطريقة وأصبح عندنا هذه البلوكات العشرة التي يجب على لبنان أن يعمل حتى يستخرج النفط والغاز من تلك البلوكات العشرة وليس فقط من 4 و 9 ولكن صودف أن الشركات جاءت والتزمت بلوكات 4 و 9 وإلا كل البلوكات مفترض أن يصل نوبتها.
ما هي الحاجة العملية للترسيم والدخول في مفاوضات غير مباشرة مع العدو؟ ببساطة برزت الحاجة عندما جاء لبنان واستقدم شركات لتقوم بمسح بالبلوكات الحدودية الجنوبية، العدو الاسرائيلي منع الشركات وهي شركات دولية وأجنبية ومعروفة، منعها أن تجري مسحاً، فضلاً عن أنه إذا جاء وقت الشركات تريد أن تنقب بتلك البلوكات 8 أو 9 أو 10 هو كان أيضاً سيقوم بمنعها وهذا كان محسوماً، والاسرائيلي أعلن بوضوح أنه يعتبر هذه المنطقة له، يعتبرها ضمن منطقته الاقتصادية الخالصة، ولذلك هو قام برسم حدّ، خط، المعروف باسم خط 1، وبالفعل رسم خط 1 ابتداءً من الناقورة مع تفاوت التي هي نقطة الخلاف البري بين لبنان والاحتلال ورسم خط اسمه خط 1 وعملياً خط 1 – أيضاً سنعرضه لكم – يأخذ مساحة ضخمة مما افترضه لبنان أو قرره لبنان أنه حقنا كمياه اقليمية ومنطقة اقتصادية خالصة، وبالتالي هو يَدعي أن هذه المنطقة، هذه المساحات الضخمة هي له وهذه البلوكات التي هي جزء منها له وممنوع على أحد أن يستكشف ولا ينقب ولا يحفر ولا يستخرج، الحديث هنا ليس في نصف قانا وثلث قانا، هنا الحديث بكل المنطقة – هذه أيضاً سأبينها لاحقاً بالخريطة – فإذاً منع العدو، تسلط العدو على هذه المنطقة، ليس شرطاً أن يدخل كل بوارجه لهناك، يكفي أي أحد يقترب من منطقة البلوكات الحدودية ليعمل مسح أو يمارس أي نشاط له علاقة بالنفط والغاز أن يتدخل العدو الاسرائيلي ويطرده ويطلق النار عليه، يمارس سلطة وهيمنة وتسلط على هذه المنطقة، وأكثر من ذلك يدّعي أنها له وأنها ضمن حدوده البحرية وأنها ضمن مياهه الاقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، ولذلك هو رسّم بلوكات أيضاً بناءً على خط 1، يعني وضع خط 1 وجاء جنوب الخط 1 باتجاه بقية فلسطين المحتلة، رسّم بلوكاته التي تمتد مقابل الشاطئ الفلسطيني.
الآن سنشاهد على الخريطة أيضاً الخط 1 والخط 3، طبعاً عادة “المسّاحين” الذين يعطوننا الأرقام، الرقم المتداول أنه بين الخط 1 وبين الخط 23 يعني ما يدّعيه العدو وما تقوله الدولة اللبنانية، هناك أناس يقولون 860 كيلومتر مربع وهناك رأي آخر أجرى دراسات عن الموضوع ظهر معه 879 كيلومتر مربع، على الخريطة التي معي الشباب متبنيين 879 لكن على كل حال هذه الأرقام تحتاج للتدقيق، يعني نحن الآن لا نتبنى رقماً. يضاف إلى ذلك أن هذه الشركات حتى التي تعهدت والتزمت بأن تبدأ الحفر والاستكشاف والحفر والتنقيب بالبلوك 9 عند الحدود البحرية الجنوبية قامت دول مثل أميركا، مثل بعض الدول الغربية بمنعها وتهديدها وتعرفون هذا كان ممنوعأ أن يعملوا، ليس فقط الخوف من التسلط الميداني الاسرائيلي بل كان هناك منع أميركي، نضعكم على العقوبات وممنوع وممنوع وممنوع، الآن في سياق الحصار على لبنان، الحصار الأميركي على لبنان، في سياق الضغط على الدولة اللبنانية للتنازل عن الحدود والقبول بخط 1 الذي يطلبه الاسرائيلي أو بالخط الذي اقترحه الوسيط الأميركي الأول أيًا يكن الهدف أيضاً كان هنالك منع. فأصبحنا أمام وضع اسمه أن هناك واقع على الأرض هناك خط 1 وهناك خط 23 وممنوع العمل ضمن هذه المنطقة وبالتالي هذه المنطقة تحتاج إلى تحديد وإلى ترسيم وإلى تحرير حتى نقدر لبنان أن يستكشف ويحفر وينقب ويستخرج النفط والغاز بهذه البلوكات مع المعلومات – طبعاً كل شخص يتحدث شيء هذه الأيام – لكن المتداول وجود ثروة هائلة في هذه البلوكات.
نعرض الخريطة الثانية، هذه منطقة الناقورة، هنا طبعاً لأنه صغير المشهد الخلاف بيننا وبين الاحتلال، الخط الأحمر هو الخط 23، جاء الاسرائيلي رسم خط قريب هنا وصعد، هذا الخط رقم 1، عملياً الخط رقم 1 يأخذ جزءاً من مياهمنا الاقليمية ويأخذ جزءاً من بلوك 10 ويأخذ جزءاً من بلوك 9 ويأخذ جزءاً أكبراً من بلوك 8، تقريباً نصف البلوك 8 يأخذه، أصبح هذا المشهد. اليوم هذه المنطقة – يعني إلى ما قبل الاتفاق – هذه المنطقة أصبحت تعتبر منطقة لبنانية سواءً سميناها إقليمي أو منطقة اقتصادية خالصة، المنطقة محتلة ومسيطر عليها من قبل العدو الإسرائيلي ومسؤولية الدولة والشعب والمقاومة تحرير هذه المساحات البحرية والخيرات الموجودة فيها.
خيار الدولة كان من أجل خدمة هذا الهدف الذهاب إلى المفاوضات غير المباشرة مع العدو، حصل توافق ضمني في ذلك الوقت بين الرؤساء وعلى مستوى الدولة، يعني هنا نتحدث بعام 2009 – 2010 – 2011، أن يتولى مسؤولية متابعة ومباشرة هذا الملف على مستوى التفاوض والتواصل هو دولة الرئيس نبيه بري، الرئيس نبيه بري لم يتصرف بصفته رئيساً لحركة أمل أو رئيس كتلة نيابية كبرى ينتمي إليها عدد كبير من نواب الجنوب ولا حتى أنه هو رئيس مجلس نيابي وإنما كان هذا تبني على مستوى الدولة، على مستوى رؤساء ومؤسسات الدولة، أن دولة الرئيس نبيه بري هو يباشر متابعة ومسؤولية هذا الملف وضمن أسس متفق عليها ومحسومة على مستوى الدولة اللبنانية. منذ بدأ التفاوض – إذا قلنا عام 2010-2011 عندما بدأ الوسيط الأميركي هوف – من بدأ التفاوض إلى ما قبل – نسميها المرحلة الأخيرة مرحلة كاريش – إلى ما قبل المرحلة الأخيرة لم يطلب من المقاومة شيئاً محدداً، كان الحديث أننا ذاهبين إلى المفاوضات فلنرى من خلال المفاوضات غير المباشرة إلى أين سنصل. نعم المقاومة كانت في صورة الاتصالات والمفاوضات لأنه بالنهاية نحن موجودين في البلد ومعنيين بشكل أو بآخر.
في البداية كان الخيار هو اللجوء إلى الأمم المتحدة، يعني أن تكون الأمم المتحدة هي الوسيط غير المباشر بين لبنان وبين العدو، في ذلك الحين حصل لقاء بين دولة الرئيس نبيه بري والأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت بان كي مون وطلب منه أن تأتي الأمم المتحدة وتتحمل هذه المسؤولية وتعمل وساطة وتقود مفاوضات غير مباشرة. السيد بان كي مون كان واضحاً أن الأمم المتحدة لا تستطيع أن تفعل ذلك ونصح بأن الجهة الوحيدة القادرة لأن تقود وساطة من هذا النوع هي الولايات المتحدة الأميركية. بناءً عليه صار القرار الرسمي اللبناني الحديث مع الأميركي حتى يكونوا هم الوسطاء. بالفعل الأميركي عين وسيط الذي أصبح معروفاً بسبب الخط الذي رسمه الذي هو السيد هوف، وبعد هوف جاء وسطاء ووسطاء ووسطاء ليس هناك داعٍ أن نذكر أسماءهم والذي كان آخرهم السيد هوكشتاين، يعني من عام 2010-2011 إلى الآن تتالى عدد من الوسطاء الأميركيين. الوسيط الأول الذي اسمه هوف من البداية بعد مجموعة مفاوضات قام وطرح خطاً هو اعتبره خط تسوية لأن الأميركي يتعاطي أن هذا الموضوع – مثل ما قالوا بصراحة في مقابلاتهم – هذا ليس له علاقة لا بالقوانين ولا بالقواعد ولا بالأصول بل له علاقة بالتسويات، طبعاً بالتسويات يعني هنا أصبح الموضوع قوة وضعف، لأنه لما القانون وضع جانباً قيم وأخلاق وإنسانية ومن يحتاج أكثر لم يعد لها محل، أصبح أنه يعمل تسوية قوة وضعف ويفرض خيارات على دول وعلى شعوب. على كل حال، رسم خط، أصبح هذا الخط ما بين الخط 1 الذي يدّعيه العدو وما بين الخط 23 المقرر من قبل الدولة اللبنانية، وضع خط بالنصف بينهم، بمقتضى هذا الخط أعطى 45% للعدو من هذه المساحة وأعطى 55% للبنان من هذه المساحة، يعني 490 كيلومتر للبنان و389 للعدو، طبعاً هذا كان مجحفاً جداً للبنان، لبنان عملياً عندما يقول هذه حدودي لا يعود هناك إمكانية أن يُخفّض بل هناك إمكانية أن يزيد، يعني الحكومة عندما تقول هذا الخط 23 يمكنها لاحقاً أن تتوسع ولكن لا يمكنها أن تُخفّض، وهذا الذي من البداية مبكراً لما الذي باشر الملف الذي هو دولة الرئيس بري أعلن بوضوح أنه نحن لن نتخلى ولا عن كوب ماء وبالفعل هذا الذي حصل.
على كل، لبنان الرسمي على مستوى القرار رفض خط هوف، فلنشاهد خريطته، نعيد ونذكر هذه الناقورة، هذا البلوك 10، البلوك 9، البلوك 8، هذا الخط 1 الذي لونه أزرق، وهذا الخط الأحمر الحدود اللبنانية، جاء هوف ورسم هذا الخط الذي لونه أخضر، عملياً يكون قسّم المنطقة بهذه الطريقة، هذا يكون أصبح للبنان 490 كيلومتر مربع ويكون قد أعطى للعدو بهذه المنطقة هنا 389 كيلومتر مربع، مثل ما تلاحظون على الخرائط لم نظهر حقل قانا لأنه كان النقاش ما زال بالخطوط ولم تكن الأمور واضحة فيما يتعلق بحقل قانا، بكل الأحوال أصبح النقاش كله على هذا الخط. جيء وقيل للبنانيين هناك هذا الخط تفضلوا أقصى من ذلك لن تصلوا لنتيجة اقبلوا من الآن واستفيدوا من الوقت وبدأ الضغط الأميركي على الرئيس بري وعلى المسؤولين في الدولة لأن الوسيط صح كان الرئيس بري هو المسؤول وهو الذي يفاوض وهو الذي يلتقي، لكن الأميركي كان يتحدث مع الجميع ويضغطون على الجميع لأنهم يعرفوا بالنهاية التركيبة اللبنانية كيف ومن يمكن أن يؤثر على من. بنهاية المطاف الموقف اللبناني الرسمي بقي رافضاً لخط هوف لآخر لحظة، بالكواليس اللبنانية وبالإتهامات، يقول لك هذا قبل وهذا لم يقبل، وهذا كان سيقبل، الىن هذا الموضوع كان يحتاج إلى الكثير من التدقيق ، لكن نحن علينا بالظاهر ، في الظاهر الموقف الرسمي اللبناني كان ضد القبول بخط هوف بالمطلق، وفي الحد الأدنى أنا أعرف شخصيات ومواقع، لكن انا يهمني أكثر أن الذي يُباشر الملف الذي هو دولة الرئيس نبيه بري كان حاسماً في هذا الامر، لكن أيضاً في المقابل العدو لم يعطي ولا إشارة قبول بخط هوف، يعني بقي متمسكاً بالخط 1، وفي كل السجالات التي جرت في كيان العدو في الاسابيع والاشهر الماضية من طرف المعارضة لحكومة لابيد كان واضحاً أن جميعهم كانوا يحسبون على خط 1 لا على خط هوف، الأمريكان كانوا يقولون للبنانيين إقبلوا لكي نقنع الاسرائيليين وعادة بالتكتيك هذا ماذا يعني؟ أنه هو أقنع اللبنانيين بخط هوف ويذهب من بعدها الى الاسرائيليين فيقولون له لا فيصبح يريد تنازلات اضافية من لبنان، ويكون لبنان قد تنازل وانتهى عما دون خط هوف، وبعد الذين جاؤوا بعد هوف إلى زمن السيد هوكشتاين جميعهم كانوا يأتوا ويقومون بالضغط وتعلمون عندما يضغط الامريكان، كان الامريكي يضغط، والإسرائيلي يمنع في الميدان، والوقت يمرّ من امام لبنان واللبناني أيضا كان مضغوطاً بالوقت، إلى أن وصلنا الى 22 أيلول 2022، صار واضحاً ان الأمور قد وصلت الى مكان معيّن، الرئيس بري خلال كل هذه المفاوضات هذه لم يقدّم اي تنازل من حقوق لبنان ومطالب لبنان مطالب الدولة اللبنانية وتحمل عبء كل هذه المرحلة الى ان وصلنا الى المرحلة التي اعلن فيها انتهاء مسؤوليته المباشرة وليس مسؤوليته عن متابعة الملف بالإعلان عن اتفاق الاطار – الآن هنا أنتم أصبحتم كلكم مواكبين، حتى انا اضطريت ان أجلس مع بعض الأصدقاء واسمع منهم ما حصل، وأخبروني وقرأت بعض الوثائق لنستحضر ما الذي حصل من بعد الـ 2000 الى اليوم، في كل الاحوال ما جرى خلال هذين الشهرين الثلاثة من 2020 الى اليوم حاضر عند اللبنانيين اتفاق الاطار موجود، اعلن عن اتفاق الاطار وتحولت مباشرة مسؤولية المباشرة بإدارة المفاوضات لفخامة الرئيس ميشال عون وكُلّف الجيش اللبناني بالتفاوض، وكان المفترض بحسب اتفاق الاطار ان يتشكل وفد لبناني ووفود اخرى من الجهات الاخرى، وأن يكون هناك لقاءات برعاية الأمم المتحدة ومواكبة الوسيط الامريكي ويلتقون في الناقورة ويتفاوضون، هنا انتقلت مسؤولية المتابعة بعد 22 أيلول 2020 من دولة الرئيس الى فخامة الرئيس – صحيح ما في كيميا بيناتهم – لكن بالنسبة لنا نحن كحزب الله ومقاومة نحن نعتبر ان الملف انتقل من يد أمينة الى يد أمينة وانتقل من رجل صلب في المفاوضات وهذا كان يُشهد له ليس فقط في المفاوضات الغير مباشرة التي لها علاقة بالحدود البحرية ايضا لها علاقة بكل المفاوضات التي حصلت في حرب تموز الى رجل صلب ايضا مشهود له بأنه يتمسك بالحقوق ولا يتنازل ولا يستطيع أحد ان يضغط عليه لا دولة ولا سفارة ولا شيء، بالتالي بقينا في المنطقة الآمنة ليس قصدي التعريض لأحد يمكن لو انتقل لأحد آخر كنا رأينا بأن نعطيه هذا التوصيف او لا، أنا حريص هذه الليلة ان أكون منصف قدر المستطاع، بدأت المفاوضات في الناقورة بتوجيه فخامة الرئيس وحصل عدد من اللقاءات وطُرح في حينها فكرة الخط 29 ليكون خط تفاوضي للوصول الى خط 23 وهذا النقاش الان انا لن أدخل به، عملياً وصلت المفاوضات في الناقورة الى طريق مسدود، في أواخر 2021 ومع تبدل الادارة الامريكية لانه حين كان الوسيط الامريكي في ذلك الوقت في زمن ترامب كان هناك ضغطاً فوق العادة، انا اعرف شخصياً بعض المسؤولين اللبنانيين هم قالوا لي انه كان كوشنير صهر ترامب شخصياً يتصل بهم ويطلب منهم بأنكم يجب ان تقبلو بهذا الملف ويجب ان ننتهي ونمشي، كان هناك ضغوطا كبيرة من حكومة ترامب ان يمشي لبنان بخط هوف ويقبل به ويُنجز هذا الموضوع في ظل تلك الادارة، بعد تبدل الادارة الامريكي تم تكليف السيد هوكشتين في أواخر الـ 2021 وأتى الى لبنان وقام بلقاءات وقدم ايضا طرح جديد متقدم عن خط هوف وطرح هوف ولكن لا يحقق المطالب ولا يستجيب الى الحقوق اللبنانية وبقي الموضوع في إطار النقاش، في هذا الوسط بدأت أحداث كبرى في العالم بدأت الحرب – هنا دخلنا الى المرحلة الأخيرة – بدأت الحرب الروسية الاوكرانية وحصل تطوّر دولي كبير ووضعت استراتيجيات جديدة لها علاقة بموضوع الطاقة النفط والغاز والاستغناء عن النفط والغاز الروسي و..و..و. هذا الكلام سأعود له بعد قليل، هنا الاسرائيلين الذين كانوا قد انتهوا من استكشاف وحفر وتنقيب في كاريش كانوا قد استحضروا السفينة اليونانية من أجل بدء الاستخراج، وعلم اللبنانييون دولة ومقاومة بأن هذه السفينة وصلت الى حقل كاريش ليبدأ الاستخراج للنفط والغاز من حقل كاريش، هنا تبدأ مرحلة جديدة بالكامل، بالتاريخ حيث يجب ان نؤرخها ونسجلها من هنا الباخرة وصلت ما بين 3 الى 5 الشهر السادس 2022، حسنا من هنا يبدأ تاريخ المرحلة الاخيرة من هذه العملية، عندما اصبح هذا الامر معروف، الرؤساء الثلاثة اي الرئيس عون والرئيس بري والرئيس ميقاتي اصدروا بيانات واتصلوا ببعضهم وتكلموا هاتفياً وخلاصة البيانات الصادرة عن الرؤساء لأن هذا ما استندنا عليه نحن كمقاومة اعتبر ان بدأ الاستخراج هو اعتداء على لبنان وتجاوز على لبنان وان هذه منطقة متنازع عليها وان هذا الامل لا يجب ان يحصل قبل الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية، استنادا الى الموقف الرسمي الصادر عن الرؤساء الثلاثة، المقاومة اتخذت موقفا متقدما وايضا بالنسبة للإسرائيلي مفاجئ لأنه سنتكلم به لاخقا في التحليل، عندما اعلنت ان المقاومة لن تسمح للعدو الاسرائيلي باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل الوصول الى اتفاق من خلال المفاوضات غير المباشرة يستجيب للمطالب الرسمية اللبنانية، وفي كل الكلمات والخطابات التي ألقيتها وأخواني ومسؤولي حزب الله والبيانات التي صدرت والمقابلات التي جرت ولا يوم قلنا بأن هذه مطالبنا، هذه مطالب حزب الله او مطالب المقاومة لا، كنا نقول هذه مطالب الدولة اللبنانية، بناءً على هذا التهديد اصبحنا امام مرحلة جديدة بالكامل، اصبح هناك مناخ جديد بالكامل، وحينها طبعا كان موقفا كبيرا لأن المقاومة كانت تقول ممنوع واذا بدأتم بالاستخراج او علمنا انكم بدأتم بالاستخراج نحن سنمنع ذلك بالقوة ولو ادّى الى ضرب هذه الاهداف ولو ادّى الى تداعيات ولو ادى إلى الحرب ولو بلغ ما بلغ، حسنا، ولاحقا عندما حصل نقاش حول حدود الموقف طوّرنا الموقف وقلنا ان هذا الموضوع لا يعني فقط كاريش وانما كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش، وفي كل المنصات وكل الحقول وكل المنشآت الموجودة والتي بالتأكيد كلها تطالها صواريخ ومسيرات المقاومة في لبنان، هذا الموقف اللبناني الرسمي الموحّد والقوي وهذا التهديد الصارخ من قبل المقاومة ادى عمليا الى وضع اسرائيل تحت الضغط الشديد، الآن حكومة لابيد اصبح لديها خياران، إما أن تصرّ على الاستخراج وانها لا تهتم لا بالموقف الرسمي اللبناني ولا بتهديد المقاومة ويذهب ويستخرج نفط وغاز من كاريش، وهذا كان سيعني حتما مواجهة قد تتطوّر الى حرب بين المقاومة واسرائيل ويمكن بين كل لبنان واسرائيل وقد تتطوّر الى حرب اقليمية، حسنا هذه مشكلة، وإما لا، ان يوقف ويلغي موضوع كاريش نهائيا ويقول انتهى، كاريش وراء ظهرنا ولا نريد ان نفاوض لبنان ولبنان انتظر 10 سنوات وينتظر ايضا 20 سنة هذا ايضا كان بالنسبة اليهم صعب جداً صعب سياسيا ومعنويا وامنيا واقتصاديا وكان هذا ايضا اذلال ليس له حدود، اي انت تقوم منذ الـ 2012 – 2013 بالخفر والتنقيب ووعدت شعبك وناسك واهل كيانك والآن أيضاً هناك حاجة دولية وفرصة تاريخية وإذا بك ونتيجة تهديد لبنان انت ألغيت مشروع كاريش، لم يكن عنده امكانية، ليس لديه القدرة ان يذهب الى حرب ولا لديه قدرة ان يلغي كاريش بالمطلق، ولذلك كان الخيار الوحيد المتاح امام العدو هو الذهاب الى المفاوضات غير المباشرة، ايضا الامريكي اصبح تحت الضغط، لأن الأمريكان أيضا لديهم أولوية اسمها الحرب الروسية الاوكرانية والمعركة الكبرى مع روسيا وبالتالي هم بالتأكيد لا يتحملون حرب ثانية في المنطقة، وهذا عبر هنه لاحقا بعدما انتهت القصة بكاملها هوكشتين وقال مثلا، ساقرأ لكم جزءاً من كلامه، يقول في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز: إن الخشية من الحرب كانت خلف التوصل الى التفاهمات، مشيرا الى ان الحرب كانت تهديدا واقعيا وانها لو وقعت لتعطلت كل حقول النفط والغاز ومعها التجارة الدولية في البحر المتوسط بما فيه تعطيل تدفق موارد الطاقة بين الخليج واوروبا – الآن هؤلاء بعض اللبنانيين الذين “طقّوا فيوزاتهم” لا يقرأون يعني هذا الذي له علاقة بالموضوع هو يقول الذي جعل هذه التفاهمات تحصل هو الخشية من وقوع الحرب، الاسرائيلي نفسه المعارضة والحكومة قالوا نفس المنطق وسأعود له بعد قليل، في جميع الاحوال، هذا المستجد عجل بعودة الوسيط الامريكي الى لبنان والى المنطقة وبدأت مفاوضات نشيطة ومتسارعة، طبعا فخامة الرئيس وبالتعاون مع الرؤساء شكلوا فريقا واصبح هذا الفريق هو الذي يُفاوض لأن لا اريد ان ادخل في الاسماء لانهم جميعهم مشكورين وتعبوا – الله بعطيهم العافية – الفريق قام بجهد كبير وتعرض لضغوط كبيرة ولم تكن المفاوضات سهلة – يعني لا احد يتصور ان المفاوضات من أن بدأت – في مرحلتها الاخيرة بعدما قدم هوكشتين الى الاتفاق والتوقيع الاخير انها كانت سهلة، لا كان هناك ضغوط كبيرة وكان هناك افكار مثلا بعضها كان يريد ان يأخذ جزء من بلوك 8، بعضها كان يريد ان يجري تبادل على حساب لبنان، طبعاً التبادل كان اصلاً غير مقبول، حول حقل قانا كان يوجد مشكل كبير له علاقة بحق لبنان بكامل الحقل، وله علاقة بإدارة هذا الحقل، وكان الامريكي سيأخذ اللبنانيين على منحى يورّطهم في موضوع التطبيع مع العدو الاسرائيلي، في النهاية بالنسبة للخط ايضا هناك مشكلة وكان هناك مشكل كبير له علاقة من عندما نبدأ من نقطة الناقورة ونريد ان نذهب الى الخط، وهذا الذي حفظه اللبنانيين لاحقا بالمصطلحات وسموه بخط الطفافات وسأبينه الان على الخريطة، الاسرائيلي كان يريد ان يأخذ النقطة الذي حددها هو والتي هي داخل الاراضي اللبنانية اي يريد ان يأكل اراضي لبنانية واراضي لبناني حساسة وهذا له تأثير على كل الخط البري ويريد من هناك رسم خط والذي هو قريب على خط الطفافت الحالي، ويعتبر انها هذه هي الحدود وانتهينا، كانت هناك مجموعة من النقاط وكادت المفاوضات وصلت في بعض المراحل وفي بعض الليالي الى طريق مسدود وانه خلص، الموضوع انتهى، واصبحما جميعا بجو أننا ذاهبون نحو الحرب، هذا لم ينعكس كثيرا على الناس حتى لا يتم اخافة الناس او اقلاقهم، لكن في بعض الليالي حقيقة وصلنا انه في آخر الليل الموضوع انتهى، “يلا يا شباب يبدو نحنا رايحين خلال ايام على الحرب”، هكذا كان جو المفاوضات، طبعا هنا لا يوجد شك بانه عندما نأتي فيما بعد ونتكلم في الاسباب ان صلابة وصمود المفاوض اللبناني والرؤساء، سواء الرئيس عون الذي كان يباشرأو الرئيس نبيه بري وكان متضامناً معهم الرئيس ميقاتي، ولذلك كان الموضوع اساسي جداً في عملية التفاوض، لأنه كان هناك ضغوط وتهويل وتهديد، وإلى جانبه اذا تذكرون طلع الاسرائيلي وصار يهدد بتدمير لبنن وسحق لبنان واحتلال لبنان، ولم يبقى احداً في كيان العدو إلا واطلق تهديدات على لبنان، حسنا التهديد الاسرائيلي بالتدمير والضغط الامريكي للقبول بتسويات غير مناسبة للبنان كله كان يتزامن مع صعوبة المفاوضات، لكن في نهاية المطاف عندما وجدوا ان الموقف اللبناني صامد وعندما وجدوا ان المقاومة جادة لانه هنا دخلنا للحديث عن المسيرات، في البداية كان ان هذه حرب نفسية وهذا كلام وهكذا وبعدها عندما ذهبت المسيّرات ادركوا انه لا، هذه ليست لا حرب نفسية ولا حدا يتكلم مجرّد كلام وخطاب وهم ايضا رأوا وهذا ذكرته سابقا، المعطيات الميدانية ان المفاومة حقيقةً بدأت تتجهّز لحرب شاملة، هذا كان الاسرائيلي مواكب له وكل اجهزة الاستخبارات في لبنان كانت تشتغل عليه وكانت تراه، بالنتيجة تم التوصل الى هذا الاتفاق الاخير، ما الذي جرى في المفاوضات؟ هذا انا افضل ان فريق المفاوضات هو لاحقا يتكلم ويفصّل ويشرح إذا وجدوا انه مناسباً، بالنسبة لي ولأخواني ولفريقنا، ما يهمنا في ما حصل هو الذهاب الى الجوهر لانه كما تحدثت سابقا بالاتفاق في النهاية هناك ادبيات ومسائل فنية وقانونية ممكن ان يكون لدى احد ملاحظات عليها، بالنسبة لنا الموضوع الاساسي هو الجوهر والذي يرتبط بالنتائج.
نأتي الى مقطع النتائج، في النتائج نحن نعتقد بشكل موضوعي ومن دون أي مبالغة ان لبنان في هذه المعركة -المعمعة الأخيرة – التي بدأت مع وصول السفينة اليونانية الى كاريش وانتهت بالايام التي مضت بتسليم الوثائق في الناقورة، نحن نعتقد في النتائج ان لبنان حصل على كل ما اراده باستثناء أمر واحد بقي عالقاً سآتي في شرحه، لكن النتيجة نتيجة ممتازة جداً، كبيرة جداً، وانا اتكلم – عنجد – عن انجاز تاريخي وعن انتصار كبير، حسناً هذا ما هي ترجمته؟
اولاً، لبنان رفض الخط 1 الاسرائيلي، رفض خط هوف، وتحمل كل الضغوط، الضغط الامريكي والتهديد الاسرائيلي والحصار ليقبل بهذا الخط والمخاطر وضغط الوقت والزمن لانه كان محتاجا ان يذهب لينقب ويستخرج، واصر على الخط 23 الذي اعتقدها انها حدوده البحرية وحصل عليها كاملا باستثناء هذا المكان الوحيد الذي سأتحدث حوله بعد قليل، لكن كل البلوكات 2 اصر على البلوكات كاملة، لا تبادل ولا سواب ولا تعديل ولا ان تعطيني هنا واعطيك هنا ولا شيء، كل البلوك 10 وكل البلوك 9 وكل البلوك 8 المرسمين من قبل الدولة اللبنانية تم الحصول عليهم بالكامل.
ثالثاً، حصل على اكثر من ذلك، لان حقل قانا كما سنشاهد في الخريطة، حقل قانا هناك جزء منه يقع جنوب خط الـ 23، حسنا ولبنان يقول انا حدودي 23، ثلثاه داخل حدودنا وثلثه خارج الحدود، جاء لبنان ومن موقع القوة، قال أن كل حقل قانا حتى الذي تحت البحر وتحت الأرض داخل جنوب الخط 23 هو أيضا لنا ونريده، وهذا حصل عليه، على كامل حقه في حقل قانا، على كامل حقل قانا، ولذلك بالاتفاق موجود، لانه لا يوجد أي إلتزام من لبنان تجاه العدو، لا تعويض ولا مال، ولا شيء، ويوجد التزام من العدو أن لا يمارس أي نشاط تجاه جزء من حقل قانا الذي يقع جنوب خط الـ23، يوجد موضوع بين الشركات المشغلة والعدو وهذا شأنهم، فليعطوهم الدي يريدونه، هذا الانجاز الثالث، أما الانجاز الرابع الذي هو على درجة عالية جدا من الاهمية ايضا، هو رفع المنع عن الشركات، غدا هذه الشركات التي التزمت ان تبدأ بالعمل، خصوصا في البلوك 9، لأنه يوجد التزام قديم فيه، الان تستطيع هذه الشركة أن تبدأ العمل بهذا البلوك ولا يستطيع العدو الاسرائيلي لا ان يهددهم ولا ان يطلق عليهم النار ولا أن يمنعهم على الاطلاق، ما هي الضمانة؟ نعود اليها بعد قليل ولكن بحسب الاتفاق، هذا المنع رُفع، وايضا المنع الاميركي والغربي في سياق الحصار على لبنان ايضا منع، والتزموا انهم بالعكس سيشجعون، هل يوفون بوعودهم او لا هذا بحث آخر، سيشجعون هذه الشركات ان تأتي وتبدأ بالحفر والتنقيب والاستخراج و..و..، والخيل تلاقي الخيل، هذا ايضا التزامات قطعت واعطيت للبنان. حسنا، الانجاز الخامس انه حتى في المساحة مع قبرص بعد هذا الترسيم حصة لبنان من المنطقة الاقتصادية الخالصة ايضا ستتوسع، لانه ما حصل مع قبرص عمل بناء على الخط واحد الاسرائيلي للأسف، يعني لبنان رسم مع قبرص بمنطقة اقتصادية خالصة بناء على الرقم 1، وكان القبرصي غير جاهز للنقاش، الان هو جاهز وحاضر وما شاء الله عليه، وان شاء الله يمشي الحال، سيصبح على اساس الخط 23، وهذا سيوسع المنطقة الاقتصادية الخالصة.
النقطة الاخيرة التي اريد ان اشير لها هي بداية كسر الحصار الاميركي والغربي على لبنان، يوجد من يقول لك انه لا يوجد حصار، على كل، تعرفون للأن ليس فقط الاميركي لا يسمح للغاز المصري والكهرباء الاردنية ان تصل الى لبنان مع أنهم وعدوا بها الوعد الكاذب المعروف، سترون غدا ما سيكون موقفهم من المساعدة التي قبلت الجمهورية الاسلامية في ايران ان تقدمها للبنان في موضوع الفيول، والذي سيحدث تحولا كبيرا جدا بمسالة الكهرباء، وان غدا لناظره قريب، حسنا هم بدأوا يتكلمون انه لا وبدأوا يُنظرون علينا أن هذا الغاز يجب أن نأتي به مباشرة الى معامل الكهرباء وهذا يولد كهرباء 24 ساعة، وهذا يحط لبنان على طريق الاقتصاد، هوكشتاين تكلم هكذا وبلينكن تكلم هكذا وبايدن تكلم هكذا ايضا، ان شاء الله، لكن هذا تحول كبير ولو بالموقف العلني، بالممارسة سنرى ما سيحصل، ومن المهم جدا التذكير بأنه كل الذي حصل لم يقدم فيه لبنان اي ضمانات أمنية، لو كان يوجد ضمانات امنية او ترتيبات امنية او إتفاقات امنية تحت الطاولة لكان لابيد وغانتس وهؤلاء احوج ما يكونون الى إظهارها أمام ناسهم لأنه الان لديهم انتخابات، ولكان هذا إنجاز عظيم لحكومة لابيد، ولكن لا يوجد شيء منه، وبالعكس هم قالوا أنه لا يوجد لا ضمانات ولا ترتيبات امنية، وان ضمانته الامنية هي قوته، وهو يقول ذلك، وقدم ضمانة امنية ثانية ما هي؟ أنظروا أين أصبحنا، الضمانة الأمنية الثانية ما هي؟ أنه عندما اللبناني بعد الإتفاق يحفر وينقب، ويصبح لديه محطة إستخراج نفط وغاز في المنطقة البحرية الحدودية، هذا يعني أن عند العدو يوجد محطة وعند اللبناني يوجد محطة، يعني المقاومة لن تضرب كاريش خوفا من ان تقوم اسرائيل بضرب محطة قانا، هنا بماذا يعترف العدو؟ هو لا يتكلم عن ضمانة متفق عليها، بل هو يعترف بتوازن الردع، انه إذا كنتم تريدون المقاومة أن لا تقصف كاريش يجب ان ندع اللبناني أن يبني محطة ويخرج منها نفط وغاز ويربح منها المال والثروة والخ… حتى ترتدع المقاومة ولا تقوم بقصف كاريش، أو ان الاسرائيلي يهدد المقاومة إذا قصفتم كاريش نقصف محطة قانا مثلا، لا اعرف اللبناني ماذا يريد ان يسمي المحطة، لا يوجد ضمانات عندهم وهذا طبعا مشهد من مشاهد قوة لبنان، وثانياً، دون التورط باي شكل من أشكال التطبيع مع العدو، لا بالشكل ولا بالمفاوضات غير مباشرة، ومثلما تكلمت سابقا حتى بالوثائق، لبنان والعدو لم يمضوا على ورقة واحدة، “هو مضى لحال ولبنان مضى لحال”، فخامة الرئيس مضى على ورقة “لحاله” وإنعطى الوثائق للولايات المتحدة والامم والمتحدة، والنقاش المعقد كله في حقل قانا كان له علاقة بان لا نذهب الى صيغة يوجد فيها تطبيع مع العدو الاسرائيلي، من أكثر ناس يأشكلون مع موضوع التطبيع، الذين هم مع التطبيع، ومؤيدين للتطبيع، انهم يقولون : “لقد أصبحتم مثلنا” يعني هم معترفين ضمنا انه هذا أمر قبيح وبشع ويرمونها علينا، وهذه التهمة هم مرتكبينها وهم يؤيدونها، ولكن أبدا في موضوعنا نحن لا يوجد اي شبهة تطبيع، اما حكيات الاعتراف بالعدو ان هذا إعتراف، رئيس الوزراء الاسرائيلي ليبيد سيكبر الانجاز انه إعترفنا بهم، وحتى في لبنان الناس الذين تكلموا عن الاعتراف وهم باغلبهم وليس كلهم يؤيدون الاعتراف باسرائيل وبعض الدول العربية نفس الامر، أنا اريد ان أسألهم سؤال لانه اخذنا الكثير من الوقت والموضوع واضح الى حد ليس بحاجة الى نقاش كثير ولكن اريد ان أسألهم، بعد الـ2000 بعد تحرير الجنوب الدولة اللبنانية وقتها كان فخامة الرئيس إيميل لحود كلفوا وفد من تشكيل من ضباط الجيش اللبناني وفي المقابل كان الاسرائيليين وكان اليونيفيل أي الأمم المتحدة، لأنه حصل وقت ذاك خلاف على الحدود البرية، يعني هذه حدودنا كلا ليست حدودكم، هذه لكم هذه لنا ، هذه كذا وهذه كذا.. ، وتذكرون أخذ الموضوع أشهر وتم استعادة وتحرير مساحات بملايين الامتار وقتها، وبقي مجموعة من النقاط عالقة وما زالت عالقة حتى الآن، وهذه حدود برية يعني ممكن ان تكون أهم، او ليست أقل أهمية، لم يخرج احد ليقول ان لبنان الذي يفاوض بشكل غير مباشر عبر اليونيفل على حدوده ونقاطه وتطبيق الترسيم وأن هذا إعتراف بالعدو، هذا ليس إعتراف بالعدو، تقول لي موجود او غير موجود، هذا الموضوع له علاقة بالإعتراف بشرعية العدو وقانونيته، نحن كل يوم نقول “هذا كيان غاصب محتل لا شرعية له على الاطلاق لا بالقيم الاخلاقية ولا الدينية ولا الانسانية ولا القانونية”، ثم يقولون لك إعتراف، على كل بعيدا عن تضييع الوقت، على كل حال ايضا فخامة الرئيس قال في مقابلاته الاخيرة انه هذا موضوع تقني وليس له علاقة بالسياسة على الاطلاق وانتهينا، حسنا ما الذي بقي؟ ما بقي هو الجزء، لأنه إذا أخذنا نقطتي الخلاف بيننا وبينه، ونحن رسمنا خطنا لأنه نحن ذاهبون الى الامام وهم دخلوا الى داخل الاراضي اللبنانية، وهم رسموا خطهم، يطلع لدينا مثلث هكذا، نُفرجيكم عليه، مساحته لنقول 2.5 كيلومتر مربع احتياطاً، هذه المساحة الضيقة، هذا المثلث الصغير هو بقي عالقا، طبعا العدو كان يطمح أن يأخذه في المفاوضات، وشد كثيرا في الموضوع ولبنان رفض، وقف كل الاتفاق على هذه النقطة، فكان المخرج بأن تؤجل، طالما لبنان أخذ البلوكات وأخذ الخط 23 هذه المنطقة كل طرف يحتفظ بحقه وبموقفه منها، نحن نقول هذه مياه لبنانية اقليمية لأنها كلها تقع بالمياه اللبنانية الاقليمية وليس بالمنطقة الاقتصادية الخالصة، لانه كله 5000 متر تقريبا طوله، ومساحته 2.5 كيلو متر مربع تقريبا، نحن نقول هذه مساحة من مياهنا الاقليمية اللبنانية وهي محتلة من قبل العدو والعدو يعتبرها مثل ما يريد، لكن بالنسبة للبنان ولا لحظة يوجد نص يقول أنه هذه الاسرائيلي مسامح فيها وحقه أن يقوم بما يريده بها على الاطلاق، وبالتالي هذه منطقة محتلة من واجب لبنان الدولة والشعب والمقاومة العمل في أي وقت من الاوقات من أجل إستعادتها وتحريرها، نعم هذا لم يحصله لبنان، والباقي كل الذي كان يتطلع اليه لبنان على مستوى هذا الملف حصل عليه، ولذلك لما البعض يقول ان لبنان حصل على 95 % لا يبالغ، اذا اعتبرنا ان الباقي هو 5 %، البعض يبالغ ويقول ان الباقي هناك في الطرف الاخر يقول 100%، لكن نحن لا نستطيع ان نقول 100 % لأن هذه المنطقة بقيت مؤجلة ولبنان يصر على كونها منطقة محتلة والاسرائيلي مصر على البقاء فيها الذي اسمه خط الطفافات، أيضاً نأتي إلى الخرائط، هذا حقل قانا، لم يعد هناك وجود لخط هوف، الخط واحد نكون انتهينا منه، يكون لدينا بإستثناء هذه المنطقة التي سنريكم اياها بعد قليل، باقي ما تبقى كل الحدود البحرية والتي لبنان يعتبرها حدوده البحرية الاقليمية والمنطقة الاقتصادية زائد دكامل حقل قانا قد تم الحصول عليه، المنطقة التي بقيت هي نقطة خلاف، وهذه أخر خريطة، نحن هنا والعدو مختلفين هنا لبنان وهنا فلسطين، نقطتنا تأتي من الامام ونقطته من الخلف، لبنان رسم هذ الخط هكذا وهذا الخط 1 الذي كان يمشي به هو وهذا خط الطفافات، في النهاية من هنا نقطة عشرين وطلوع حل الموضوع وإنتهينا، يعني بالترسيم هذا كله أصبح للبنان، بقية هذه المنطقة التي عملياً مساحتها 2.5 كيلو متر مربع تقريبا، هذه منطقة لبنان يعتبرها محتلة، الاسرائيلي يضع خط الطفافات هذا ويمنع اي كان أن يأتي اليها، طبعا لماذا النزاع هنا؟ النزاع لا علاقة له فقط بالمياه، هو إنعكاسه الاساسي في البر، لانه إذا لبنان سيسلم بنقطة الانطلاق الاسرائيلية، هذا سيؤثر على المساحة البرية اللبنانية وسيؤثر ايضا على نقاط اخرى ستكون لا زالت موضع نزاع.
حسنا عمليا اذا حسبنا على 879 كيلو متر مربع وشلنا منهم 2.5 هذه 876 كيلو متر مربع تقريبا تحرير، اذا حسبنا على ال 860 شيل منهم 3 هذه 857 كيلو متر مربع تحرير، هذا ماذا تسموه؟ اذا قال أحدهم هذا إنجاز تاريخي هذا إنتصار كبير هذا امر عظيم أنجز، هذا واضح، اضافة الى الالتزامات الاخرى والجوانب الاخرى التي تكلمنا بها والتي هي حرية العمل، من الغد تستطيع الشركات أن تذهب الى تلك المنطقة بعد ما تم ابلاغ كل الاطراف وتبدأ بالعمل الجدي والمطلوب لذلك قلنا نصر كبير وكبير جدا للبنان دولة وشعب ومقاومة وإنجاز تاريخي عظيم.
حسنا المقطع الاخير نتكلم قليلا تحليل الموقف والاسباب ونحن سنكون موضوعين وواقعين، لا يوجد شك ان هناك ظروفا دولية واقليمية ومحلية ساعدت على تحقيق هذا الانجاز وهذا الانتصار ولا يوجد نقاش في ذلك، نحن لا ننكر هذا الموضوع ولكن الاهم هو إلتقاط لبنان الرسمي والمقاومة لهذه اللحظة التاريخية، لأنه كان من الممكن هذه اللحظة التاريخية وهذه الظروف ان تمر ولا تحصل شيء و”لا يطلع معك شي” ولكن ليست الظروف هي السبب وهي العلة، بل هي عامل مساعد، الموقف الحقيقي بعد عناية وتأييد الله سبحانه وتعالى هم ان لبنان الرسمي ولبنان المقاوم ومعهم الناس التقطوا هذه اللحظة التاريخية وتصرفوا على اساسها، مثلا عندما نتكلم عن الظروف، الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها المختلفة، السياسية والامنية وموضوع الطاقة والغذاء والاقتصاد وما شاكل أكيد هذا..
ب. أولوية أميركا لتلك الحرب وسعيها لتجنب حرب أخرى في منطقتنا، جعل الاميركيين مضغوطين ويركضون ويأتون ويفاوضون ويضغطون ايضا على الاسرائيلي.
ج. حاجة الغرب الى النفط والغاز وهو يريد من كل البحر المتوسط وليس فقط من كاريش، من كاريش ومن لبنان ومن كل المنطقة وهذا الموضوع ليس موضوع سنة واثنين وثلاثة وأربعة، لانه الاميركيين والغرب يمشون بإستراتيجية التخلي المطلق عن النفط والغاز الروسي وبالتالي هم يريدون بديلا، فالحكاية ليست حكاية أنه بحاجة الى كم سنة لنستطيع الاستخراج، هم لا يتطلعون الى كم سنة، بل توجد هناك استراتيجية معتمدة والاوروبي ستكون اولويته الاعتماد على نفط وغاز البحر الابيض المتوسط، هذه ايضا ظرف.
د. لكن الاهم جدا وهذا يجب أن نبني عليه بالتحليل والفهم، هو عدم جهوزية العدو للدخول في حرب، يعني ايضا عدونا الذي هو الاسرائيلي ليس جاهز للذهاب الى حرب. اولا نتيجة انقساماتهم الداخلية الحادة التي يتكلمون عنها كل يوم ويوقولون أنها التهديد الاكبر، والتي يتابع الاسرائلييين بالحكومة وبالمعارضة كلهم يتكلمون ان نزاعاتهم وانقساماتهم وصراعاتهم الداخلية هي التهديد الاول لهذا الكيان البشع، ثانيا، وضعية الجيش والجبهة الداخلية، ثالثا، ايضا طموحاتهم الاقتصادية لانه في النهاية لديهم فرصة ان يبيعوا الغاز والنفط، لماذا يذهبون الى حرب؟ خرج من يقول أنه اذا تفاهمنا وقلنا ان لبنان يريد ان يأخذ قانا فليأخذها، كم نخسر نحن؟ مليار دولار او اثنان او ثلاثة، ولكن اذا ذهبنا الى حرب كم سنخسر، هذا حُكي في الاعلام الاسرائيلي، بكل الاحوال وضع الكيان وخوفه وضعفه، وانشغاله ايضا في الداخل، يجب ان يعرف اللبنانيين انه من جملة الظروف التي ساعدت على هذا الانجاز هي المقاومة البطولية في الضفة الغربية، هذا ايضا ساعد، عندما نجد ان نصف الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، اذا نصفه هناك ولديه تهديد عال في الضفة هل سيفتح حربا مع لبنان؟ اين يصبح هذا الكيان؟ في اي جيش سيقاتل؟ هذه ايضا ظروف ساعدت، من جملة الظروف ايضا التي ساعدت وهنا ستستغربون، من نتائج الحصار الاميركي على لبنان، الاميركي فرض الحصار لكي يستسلم لبنان ويخضع، والموضوع الاساسي، ترسيم الحدود والثروة النفطية والتخلي عن المقاومة والخ…، عندما وصل لبنان الى هذه المرحلة والشعب اللبناني الى هذه المرحلة الصعبة، اصبح هناك استعداد عالي عند الشعب اللبناني لتقبل خيارات عالية من الدولة ومن المقاومة، يمكن لو الوضع الاقتصادي في لبنان احسن والوضع المالي ايضا أحسن ويوجد رفاه ومال وتجارة ويوجد مشاريع اقتصادية وسياحة حقيقة، كان اذا خرج انا وامثالي نهدد بالحرب، كان سيخرج الشعب اللبناني ليقول يا سيد الى اين تريد اخذنا؟ لكن الحصار الاميركي اوصل الشعب اللبناني الى مكان انه نحن لم يعد لدينا خيار، وخيارنا الوحيد الثروة النفطية الغازية، ولنستعيدها علينا ان نستخدم القوة ولو وصلنا الى الحرب. هذه من الظروف، يجب ان نأخذها بعين الاعتبار، هذه ظروف بالتأكيد ساعدت وكانت مهمة، ولكننا نأتي الى الاسباب الواقعية التي هي من عندنا من لبنان، انا ارتبهم على الشكل التالي:
1. الصمود الرسمي، وهنا لا يوجد شك أن الرؤساء كلهم لهم فضل، يعني أنا أتمنى أن لا يلغي أحد أحدا في هذا الموضوع، وهذا الموضوع كان القرار يؤخذ بالتضامن والتكافل ولا يوجد شك بأن صلابة الرئيس عون اساسية وصلابة الرئيس بري اساسية، تضامن الرئيس نجيب ميقاتي اساسية، تضامن الرؤساء بين بعضهم وشجاعة وصلابة الفريق المفاوض، وفي النهاية يوجد مجموعة عملت، نعم يُسجل هذا أنه في عهد فخامة الرئيس ميشال عون، لكن أن يُسجل هذا الإنجاز في عهد فخامة الرئيس ميشال عون، لا يجب أن يُلغي جهود الكل الذين تحملوا مسؤولية هذا الملف منذ البداية إلى النهاية.
إذاً، الصمود الرسمي، تضامن وتكافل الرؤساء وإصرارهم وعدم تنازلهم، ومراعاتهم الدقيقة لكل الملاحظات التي تخص التطبيع والتي تخص الأمن والتي تخص الإعتراف وما شاكل…
2. تهديد المقاومة، أنا لا أعمل نسب مئوية، تهديد المقاومة وجهوزيتها للذهاب بعيداً ولو وصل إلى الحرب وإرسال المسيرات، لأنه أيضاً يوجد أناس في الداخل اللبناني كانوا يقولون..، الآن ماذا قال الأميركيون أنتم تعرفون على كل حال.
3. الدعم الشعبي للموقف الرسمي ولموقف المقاومة، الناس، أنا أعتقد أنه كان يوجد دعم شعبي كبير جداً، هنا نحن لا نتكلم عن طائفة معينة أو منطقة معينة، بل كل الطوائف في كل المناطق، وهذا كان واضحاً، واضح إما بالتأييد العلني، أو من خلال أنه يوجد شرائح كبيرة صحيح لم تُؤيد لكنها لم تعترض، مثلما كان يحصل عادةً في لبنان، يطلعوا ويعترضوا أبداً، الآن يوجد بعض الأصوات القليلة التي طلعت ولم يكن عندها منطق، لأن المنطق الذي كان يتكلم به الموقف الرسمي اللبناني كانت المقاومة تتكلم به، ضمن الظروف التي يعيشها الشعب اللبناني والخيارات المتاحة أمامه منطق قوي ومتين وصلب.
هذا الدعم من أين أتى؟ من الدعم الشعبي، عبرّت عنه أحزاب وقوى وشخصيات وعلماء ومرجعيات دينية من مختلف الطوائف، لأنه الآن “خابصة شوي” سوف أذكر اثنين وسوف أقوم بالتركيز عليهما، عندما قيادة حركة أمل، هنا عندما يخطب الرئيس بري ليس كرئيس مجلس النواب بل كرئيس حركة أمل، التي هي فصيل أساسي في المقاومة في لبنان، ويقول أنه بعد تهديد المقاومة، يقول أنه: نحن سندافع عن ثروتنا المائية وعن بحرنا ومياهنا كما دافعنا عن أرضنا بل أكثر، عملياً هو غطى تهديد المقاومة، وقال أنا شريك فيه، هذه هي نقطة قوة، الإسرائيلي ينظر خصوصاً، لا تؤاخذونني، يريد أن ينظر إلى بيئتنا الشيعية بشكل مباشر، التي هي سوف تتحمل بالدرجة الأولى المواجهة مع العدو إذا ذهبنا إلى المواجهة، هذه هي كانت نقطة قوة كبيرة، وكذلك التيار الوطني الحر، عندما أعلن رئيس التيار معادلة كاريش وقانا، أيضاً التيار الوطني الحر وأيضاً ربما بشكل استثنائي وغير مألوف في الوسط اللبناني، حتى في الوسط المسيحي، أن يطلع تيار مسيحي بهذا الحجم ويتبنى خيار من هذا النوع، إذاً هذه كانت نقطة قوة، الإسرائيلي كان ينظر إلى ذلك، وهنا عندما أتي إلى المفاجأة، صمود البيئة الخاضنة التي هي كانت سوف تتلقى فيما بعد لو ذهبنا إلى حرب، هي سوف تتلقى الضربات، وهنا لا أقصد فقط البيئة الشيعية، البيئة الشيعية والبيئة المؤيدة، والمتضامنة مع المقاومة في بقية الطوائف والمناطق، هذا كله أوصل إلى هذه النتيجة، ولا نستطيع أن نُفككهم عن بعضهم، وفيما بعد لدي تفصيل نهائي، يعني استفادة لبنان من كل عناصر القوة فيه، الموقف الرسمي والمقاومة والموقف الشعبي وتضامن ووحدة هي التي أوصلت إلى هذا الإنتصار.
طبعاً لا نحتاج إلى الإستدلال كثيراً حول هذا الموضوع، الذي أُسمه أن التهديد بالحرب كان عاملاً حاسماً، لكن فقط لنكون دقيقين، نحن جماعة المقاومة عندما نتكلم عن هذا الموضوع، التهديد بالحرب أيضاً لولاً الموقف الرسمي ولولا الصلابة الرسمية، هم ذهبوا إلى المفاوضات واشتغلوا بدقة وتحملوا المسؤولية، والتضامن الشعبي أيضاً لوحده لا يستطيع أن يعمل نتيجة، هنا يأتي واحد ويريد أن يُقسم نسب مئوية هذا شأنه، المهم أنه توجد مجموعة أسباب وعوامل متكاملة ومتضامنة أدت إلى هذه النتيجة، نعم المقاومة عامل حاسم، أيضاً لا نُريد أن نُجامل بل يجب أن نكون مُنصفين، الأميركي يقول: الخشية من الحرب أوصلت إلى التفاهمات، بالنسبة للإسرائيلي، يوجد إجماع في “إسرائيل” على هذا الموضوع في الكيان، المعارضة من نتنياهو ونزولاً يُعبرون عنه ولكن بطريقة الإتهام والتخوين والشتائم، ويقولون لحكومة لابيد: أنتم خضتم وأنتم استسلمتم وأنتم المسدس برأسكم وأنتم جبنتم وأنتم ضعفتم وأنتم.. وأنتم.. وأنتم..، لا يتكلم شيئاً آخر، وأيضاً حكومة لابيد عندما أتت كي تستدل، أهم دليل قدمته إلى ناسها هو أن هذا التفاهم أو هذا الإتفاق يُجنبنا الحرب، يعني بطريقة مؤدبة، ذلك يُخون، وهذا يتكلم بطريقة مؤدبة.
من الملفت جداً إجماع الجيش والمؤسسات الأمنية في كيان العدو على تأييد هذا التفاهم تجنباً للحرب وللمواجهة.
إذاً، هذا التهديد كان هو عاملاً حاسماً، والإسرائيلي كان يعلم أن هذا التهديد حقيقي، وكان يعلم أن هذا التهديد جدي، وأيها اللبنانيون، اليوم ليس فقط نُريد أن نَفرح بالإنجاز، بل يجب أن تعلموا أن لبنان من أجل تحقيق هذا الإنجاز، وصل إلى فم الحرب ولكن لم يدخل في الحرب، وذلك اليوم الذي تُكلم فيه عن إستخراج تجربة، كُدنا أن نَصل إلى الحرب، ولكن في نهاية المطاف في آخر لحظة الإسرائيلي تراجع وغَيّر الإستخراج التجريبي الذي له، وحوله من إستخراج من داخل كاريش إلى تجربة من الشط إلى المنصة.
إذاً، هذا كان عاملاً حاسماً مهم جداً.
أيضاً يوجد شيء كُنت أريد أن أؤجل الكلام فيه لكن لنقوله ونكون مُنصفين، أنه أيضاً في ذهن العدو، وأشرت إليه قبل قليل، أنه يمكن الحرب مع لبنان ومع المقاومة في لبنان أن لا تبقى فقط في لبنان وإنما تنجر إلى حرب إقليمية، إلى حرب كبرى، يُشارك فيها الفلسطيني في الداخل وهو أساساً داخل الحرب، وتُشارك فيها دول في المنطقة، وتُشارك فيها اليمن وتُشارك فيها.. بقية دول ومحور المقاومة، يعني الإسرائيلي إلى أين ذاهب؟ وهذا كان من عناصر القوة التي أفادت لبنان، يعني هذا أيضاً لنعترف بحقيقته وحقه وجميله علينا في لبنان، يعني من إيران إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى فلسطين، إلى كل من ينتمي إلى هذا المحور الشجاع والصلب.
بالنتيجة، أنا أقول قبل أن أختم الكلمة، أطلنا عليكم لكن المناسبة تستحق ذلك، يوجد شيء أنا كُنت أريد أن أتكلمه لكنني سوف أؤجله لفيما بعد، يعني له علاقة بنهاية ولاية عهد قخامة الرئيس ميشال عون، والحديث عن هذه المرحلة وعن العلاقة وعن الرئاسة وعن المرحلة المقبلة، لكننا الآن تأخرنا كثيراً، الأيام آتية إن شاء الله، لنرجع نتكلم في هذا الموضوع.
لبنان في هذا الأمر تصرف، كان لبنان قوياً وشجاعاً وحكيماً، قوياً لأنه استخدم كل القوة التي لديه، المنطق الرسمي والصمود الرسمي وقوة المقاومة ومؤسسات الدولة والجيش والأجهزة الأمنية، لأن الكل كان في الميدان.
ثانياً: كان شجاعاً لأنه لم يَخف لا من الضغوط الأميركية ولا من التهديدات الأميركية، وأنا أعرف ماذا حصل في المفاوضات، ولم يخف من التهديدات الإسرائيلية، فكان شجاعاً بأن يذهب إلى التهديد بالحرب، لأنه ليست المقاومة فقط هددت، أيضاً الموقف الرسمي عملياً بشكل أو بآخر هو تبنى تهديد المقاومة، ولو عندما سكت عنها، أو بعضه سكت عنها.
وكان حكيماً من خلال كل عملية التفاوض والإدارة الإعلامية والسياسية والميدانية، لا ذهبنا إلى الإستفزاز ولا ذهبنا إلى المزايدات، كلنا مع بعضنا كلبنانيين، ولم نذهب إلى المزايدات ولم نذهب إلى الممارسات الخاطئة، وكل التصرف كان بالسياسة وبالتفاوض وبالميدان على قدر ما كان مطلوباً كي نُحقق النتيجة كلبنانيين النتيجة المطلوبة.
طبعاً الشيء الذي اُُريد أن أَختم به أنه بالنسبة للإسرائيلي، كان موقف المقاومة مفاجئاً، هذا الشيء يجب أن يعرفه اللبنانيين، لأنه نحن عادةً نُتابع دراساتهم ومؤتمراتهم وتعليقاتهم، وتقدير الموقف عندهم والتقدير الإستراتيجي منذ سنوات طويلة، خصوصاً بعد حرب تموز، القناعة الموجودة لدى قيادة العدو، القيادة السياسية والقيادة العسكرية والقيادة الأمنية، أن المقاومة في لبنان أن حزب الله مردوع، أن حزب الله لا يجرؤ ولا يقدر، لن يجرؤ، يتكلم ولكنه لا يعمل، وأيضاً كانوا أيضاً يبنون أن الوضع الإجتماعي في لبنان وأن الوضع المعيشي والوضع الإقتصادي والإنقسامات السياسية الحادة التي يستفيد منها العدو، سوف تمنع المقاومة في لبنان من الذهاب إلى أي خيار قوة، هذا كان تقديرهم، ولذلك عندما سمعوا المقاومة تقول وبوضوح: ممنوع أن تستخرج من كاريش قبل أن يحصل لبنان على الإعتراف بكامل حقوقه، ويحصل اتفاق، هو صُدم، ومنذ البداية هو لم يُصدق، لكن عندما ذهبت المسيرات هو صدق، وعندما رأى التحضير الميداني هو صدق، طبعاً توجد دلالات ونتائج لكن خلص الوقت وقُمت بتجاوزه أصلاً، أهم نقطة أُريد أن أبني عليها وأُوجه خطابي إلى العدو، أن أقول له: أنت مشتبه إذا تتصور أن المقاومة في لبنان مَردوعة، بل المقاومة في لبنان تُريد أمن لبنان وسلامة لبنان وسلامة المدنيين في لبنان وكل اللبنانيين وكل المقيمين والمنشآت في لبنان، وتتصرف بحكمة ودراية ومسؤولية ووضوح وحزم، ولكن عندما تقتضي المصالح الوطنية الكبرى أن تتجاوز قواعد الإشتباك، فهي لن تتردد في ذلك ولو بلغ ما بلغ، ولو كان الذهاب إلى الحرب، ليحفظ العدو هذه القاعدة وهذه المعادلة، لأنه هذا الذي عاشه بالتجربة الحقيقية خلال الأشهر القليلة الماضية، آخر شيء سوف يأتي ليقال أنه توجد مسؤولية، توجد مسؤولية الدولة سوف تُكملها رغم أنه توجد لدينا الآن مشكلة في البلد في الرئاسة وفي الحكومة، لكن المسؤولين الموجودين والوزراء الذين يجلسون على رأس وزاراتهم، ومتابعة تنفيذ الإتفاق، حيث يجب أن تظل الوزارات المعنية تُلاحق الوسيط الأميركي، والفرنسي الذي أيضاً كان له دور وساعد في هذا الموضوع، أنه تفضلوا يا توتال وبقية الشركات، حفر وتنقيب واستخراج، لأنه ضاع من لبنان وقتٌ كثير فلا يجوز أن يضيع منه وقتٌ أكثر، فإذاً تحتاج إلى متابعة جدية، وأيضاً في الموضوع القانوني، كل الذي تكلمنا به عن قوانين لضمانة هذا المال، يعني صندوق سيادي، وكل النقاشات الأخرى، هذا كله يجب أن يُتابع ويتواصل.
يبقى السؤال الأخير: ما هي الضمانة فيما بعد؟ الذي فَرض على العدو وفرض على الولايات المتحدة الأميركية، على العدو الإسرائيلي مباشرةً وعلى الولايات المتحدة وعلى الغرب، على كل من تدخل في هذا الملف، أن يُوصل الأمور إلى هنا، هو الذي يَقدر أن يُشكل الضمانة الحقيقية، إذا لا نُريد أن نَثق بضمانات الدول، فإنه يجب أن نَثق بربنا أولاً وبقوتنا وبضمانتنا، لبنان القوي والموقف القوي الرسمي والشعبي والمقاوم هو الذي يُشكل ضمانة، وإلا القاعدة هي ذاتها سوف تبقى، لن يستطيع أحد أن يستخرج نفطاً وغازاً، وحتى لو استخرجه، لن يستطيع أن يستمر في استخراج النفط والغاز وبيع النفط والغاز إذا مُنع لبنان من استخراج نفطه وغازه، هذه هي عنوان المرحلة القادمة، وهذا يجب أن يكون إلتزاماً أخلاقياً وإنسانياً وجهادياً ووطنياً وحقيقياً، كي نقدر أن نضع بلدنا على الطريق الصحيح.
على كل حال، الشكر لكل من ساهم في هذه المعركة وفي هذا الإنجاز وفي هذا الإنتصار، أنا شخصياً عندما قيل أنه تم الإتفاق وفيما بعد سوف يتم التوقيع في الناقورة، تمنيت على كل اللبنانيين أن يكونوا مع بعضهم مُنصفين، وأن يكون هذا الإنتصار سبباً لكي يتحول عن جد إلى عرس وطني، وأن لا نُضيعه بالنزاعات، وأن لا نُقارب الموضوع بحسابات ضيقة، يعني أنا أطلع لأقول مثلاً هذا الموضوع كله عند المقاومة ولا أحد له شأنٌ فيه، حينذاك أنا أكون غير مُنصف، وليس فقط أكون مُخطئاً، يجب أن يُقارب هذا الأمر بإنصاف وتوجيه الشكر لكل من كان مُساهماً وجاداً وعاملاً ومُضحياً ومُتحملاً لتبعات هذه المعركة السياسية والإعلامية والتفاوضية والميدانية.
إن شاء الله إلى مزيد من الإنتصارات، في زمن الإنتصارات نستطيع أيضاً على هذا الطريق أن نُوفر لِبلدنا إضافةً إلى الحماية الأمنية، إضافةً إلى العزة والكرامة والسيادة، الثروة التي تُمكنه من الخروج من أزماته، وآخر شيء تبين أنه فعلاً: الصواريخ تُطعم خبزاً.
كل عام وأنتم بخير، وكل إنتصار وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لمشاهدة كلمة السيد نصرالله كاملة، إضغط هنا
للاطلاع على أبرز المواقف التي أطلقها السيد نصرالله، إضغط هنا
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله