سؤالٌ قد تتغير الإجابة عليه عند كل ارتفاع لسعر صرف الدولار الامريكي في السوق اللبناني. حيث تتأهب كل المراكز التجارية والمؤسسات والمحلات لحالة الارتفاع وتبدأ بفوترة كل شي من جديد من سلع ومياه وطاقة وبنزين وثياب وصولاً الى ايجارات المنازل وهكذا… سؤال أجابت عليه دراسة أعدتها “الدولية للمعلومات” حول الكلفة الأدنى لمعيشة أسرة لبنانية مؤلفة من 4 أفراد، وخلصت إلى أن كلفة المعيشة تتراوح بين 20 و26 مليون ليرة شهريًا بالحدّ الأدنى، وبمتوسط 23 مليون ليرة شهريًا!
الأكلاف التي شملها الرقم
تم أخذ عدة معايير للوصول الى نتائج الدراسة وهي الفروقات بين السكن في القرية أو المدينة وبين التملّك والاستئجار، وشمل الرقم الاكلاف التالية:
– السكن: الحد الأدنى لإيجار المنزل في القرية هو نحو 2 مليون ليرة ويصل في المدينة الى ما بين 5 ملايين- 10 ملايين ليرة وقد يزداد بحسب حالة المبنى والمنطقة الجغرافية.
– الكهرباء: تغيب الكهرباء بشكل شبه تام عن التغذية في المناطق اللبنانية، لذلك تم اعتماد المولد والذي تتراوح فاتورته شهرياً ما بين 2 مليون ليرة وقد تصل الى 8 ملايين ليرة.
– السلة الغذائية: الحد الأدنى من الطعام افترضت الدراسة أن الاسرة لو تناولت طيلة الشهر البيض بمعدل 6 بيضات للفرد يومياً تصل الكلفة الى 4 مليون ليرة شهرياً إضافة الى الخبز بكلفة 600 ألف ليرة وقارورة الغاز بكلفة 450 ألف ليرة.
– المواصلات: حالياً تبلغ كلفة الـ كم الواحد لسيارة تستهلك 20 ليتر/ 170 كلم، نحو 5.000 ليرة أي ان السيارة تقطع شهرياً مسافة 400 كلم وهي الحد الأدنى وتزيد تكلفة كل كلم واحد كلما ارتفعت تسعيرة تنكة البنزين وهي التي تصدر خلال الاسبوع 3 مرات تقريباً ً.
– الصحة: اعتمدت الكلفة الأدنى لان المواطن في حال تعرض لأزمة صحية فإن الفارق بين تعرفة الضمان وتعرفة المستشفى قد يصل الى أكثر من 100 مليون ليرة.
– الثياب: اعتمدت أيضاً على الحد الأدنى وشراء الملابس والاحذية من المحلات الشعبية الرخيصة أو من محلات بيع الألبسة المستعملة.
بين القرية والمدينة
وفرقت الدراسة بين تكلفة المعيشة بين الريف والمدينة قد يكون هناك فارق ما يقارب الـ 6 مليون ليرة لبنانية حيث أن فواتير سكان المدن أعلى من هؤلاء الذين يقطنون الريف . علماً أن تكلفة المواصلات والمولدات تزيد وترتفع كلما ابتعد السكن عن مراكز العمل والمؤسسات وحتى سعر المواد الغذائية تكون أغلى مما هو متوفر في المدن خصوصاً أن فاتورتها تأخذ بعين الاعتبار تكلفة التاجر في النقل والتوزيع.
70 بالمئة من العائلات بحاجة الى دعم
يعلق محمد شمس الدين وهو باحث في المجلة الدولية للمعلومات بأن 70 بالمئة من العائلات اللبنانية تتقاضى رواتب أدنى من المبلغ الذي خلصت اليه الدراسة (23 مليون ليرة لبنانية)، وهي بحاجة الى دعم للاستمرار. ويشير شمس الدين الى أن إنهيار سعر صرف الليرة حيث تجاوزت 40 الف مقابل الدولار الواحد ومع ارتفاع أسعار السلع الغذائية ترتفع كلفة المعيشة في لبنان بوتيرة كبيرة جداً.
أمام هول هذه الارقام يقول ربيع الهبر المدير العام لشركة ستاتستكس ليبانون بأن الكلفة المعيشية للأسرة اللبنانية ليست ثابتة طالما أنّ الدولار يتحرك صعوداً . فهناك سلم تصاعدي للكلفة ومما يزيد الامر صعوبة ارتفاع أسعار المحروقات التي تخضع لتسعير يومي بسبب ارتباطه بسعر صرف الدولار والاسعار العالمية.
ويؤكد الاستاذ هبر أنه طالما ليس هناك أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وفي ظل غياب الاصلاحات والمداخيل الثابتة للبلد لن يكون هناك أي تحسن في سعر الليرة. حتى الاجواء الايجابية التي سادت بفعل ملف الترسيم لم تساهم بخفض سعر الصرف وهذا مؤشر بأن البلد بحاجة الى ادخال دولارات الى السوق وعلى الدولة ربط الاجور بسلم متحرك كي يستطيع المواطن اللبناني تغطية تكاليفه المعيشية.
المصدر: موقع المنار