اجواء ايجابية تطغى حول اقتراب انجاز ملف الترسيم البحري ليسلك اجراءاته التنفيذية. وتواصلت الاتصالات بين المعنيين في لبنان قبيل صدور الموقف الرسمي اللبناني ، واجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما يتوقع ان يصدر اليوم موقف الحكومة الصهيونية من الورقة الاميركية النهائية.
من جهتها وافقت بعد ظهر اليوم حكومة العدو في جلسة خاصة بأغلبية كبيرة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان،وكان رئيس حكومة العدو اعلن موافقته على الورقة واعتبر أنّها “إنجاز تاريخي” مضيفا ان “الحكومة الإسرائيلية ستصوّت على الاتفاق وبعد ذلك سيُنقل إلى الكنيست ليدخل حيّز التنفيذ بعد أسبوعين”.
في هذا الوقت رفضت “المحكمة العليا” في الكيان الصهيوني الالتماسات التي طالبت بوقف إجراءات مصادقة الحكومة الصهيونية على اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
وامس اتصل الرئيس الاميركي جو بايدن بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء الصهيوني “مهنئاً بالاتفاق”.
رئيس الجمهورية اكد في موقف له اليوم ان الاتفاقية في ملف ترسيم الحدود البحرية ستمكّن لبنان من استخراج النفط والغاز مما سينتشل لبنان من الهاوية.
وسائل اعلام العدو قالت اليوم ان الخوف من تهديدات الامين العام لحزب الله مبرر، مشيرة ان الصهاينة يعرفون ما هو ثمن الحرب ضد حزب الله. واضافت ان المؤسسة الأمنية دعمت اتفاق الترسيم بكل قوتها لأنّه لا مصلحة لها في حرب ثالثة أو حتى حرب قصيرة. وقالت صحيفة هآرتس: هناك حقيقة واضحة وهي أنّ “إسرائيل” مردوعة من قبل حزب الله.
محلل الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي اعتبر ان”مصادقة حكومة الاحتلال بالغالبية على الورقة الاميركية للترسيم هو بسبب عدم الذهاب لمواجهة حزب الله”.
وبحسب صحيفة الاخبار فقد أبلغ الوسيط الأميركي المسؤولين اللبنانيين أن رئيس حكومة العدو يضمن موافقة المجلس الوزاري المصغر وكذلك الحكومة الموسعة على الاتفاق، وأن الإعلان عن الموافقة يبقى مجمد التنفيذ إلى حين الانتهاء من إجراء سيتم التفاهم عليه مع الكنيست. وقد قرر رئيس الكنيست السماح بطرح اتفاق الحدود البحرية اليوم في جلسة الكنيست.
وتشير الصحيفة ان المشاورات التي جرت بين الأميركيين والإسرائيليين تقضي بأن تعلن حكومة لابيد اليوم موافقتها على المسودة، ما يسمح للبنان بالإعلان عن الموافقة من خلال بيان أو رسالة يوجهها الرئيس عون إلى اللبنانيين اليوم أو غداً على أبعد تقدير. وبعدها يصار إلى انتظار الإجراءات الخاصة بمرحلة الإعلان الرسمي. وتشير التفاهمات الأولية إلى أن لبنان والكيان سيوقعان على نسختين منفصلتين عن الاتفاق، ويقومان بإرسالهما إلى الولايات المتحدة ومن ثم يتم إيداع نسخة من هاتين الرسالتين لدى الأمم المتحدة.
وامس اعلن سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اننا “سننتظر المواقف الرسمية وبعد ان يحصل التوقيع نستطيع ان نقول هناك تفاهم حصل” اضاف “عندما يقول المسؤولون اللبنانيون ويعلن فخامة الرئيس الموقف الرسمي المؤيد للتفاهم، بالنسبة للمقاومة تكون الامور قد انجزت والى ذلك الحين يجب ان نبقى يقظين”.
وبحسب صحيفة الجمهورية إنصَبّت كل الاتصالات والاهتمامات امس على ملف ترسيم الحدود البحرية، وتلاحقت اللقاءات والاتصالات بين المقار الرئاسية وقالت الصحيفة ان البحث بدأ جدياً في سبل تطبيق الآلية المقترحة للمرحلة المقبلة، خصوصا لجهة الترتيبات التي يمكن ان تتخذ لترجمة الإتفاق الذي تم التوصّل اليه .
المصدر: موقع المنار+صحف