هو ليس فقط استهدافاً لجسرٍ بينَ شبه جزيرة القرمِ والاراضي الروسية، بل تدميرٌ لكلِّ جسورِ الحلِّ بينَ محورينِ وليس فقط بينَ دولتين – كما يراها الروسُ الواقفونَ على مفترقِ خياراتٍ في الحربِ الاميركيةِ عليهم فوقَ الاراضي الاوكرانية..
هو تخطٍّ للخطوطِ الحمرِ قال قادةٌ عسكريون وسياسيون في موسكو، ولا يمكنُ السكوتُ امامَ هذه العمليةِ الامنيةِ التي لا يَقدِرُ عليها الاوكرانيون لوحدِهم – كما قال هؤلاء، حتى اختصرَ وزيرُ خارجيتِهِم سيرغي لافروف الموقفَ بأنَ للصبرِ حدوداً..
وحتى تتضحَ حدودُ الردِّ الروسي على عمليةِ تفجيرِ الاوكرانيينَ للجسرِ الذي يربطُ بينَ القرمِ والاراضي الروسية، فانَ الاميركيين عالقونَ عندَ جسرِ اوبيك بلاس الواصلِ بينَ ضخ النفطِ وحاجةِ السوقِ واسعارِه العالمية، معَ اعتبارِ سياسيِّيهم انَ موقفَ المنظمةِ بتخفيضِ انتاجِها، لعبةٌ روسيةٌ سعودية، وضربةٌ سياسيةٌ مدويةٌ لادارةِ الديمقراطيين في اميركا على ابوابِ الانتخاباتِ النصفية..
ادارةٌ عالقةٌ ايضاً عندَ بابِ اتفاقٍ حولَ الحدودِ البحريةِ بينَ لبنانَ وفلسطينَ المحتلة، واذا كانَ الاعلامُ العبريُ لم يُخفِ غضبَ واشنطن من رفعِ السقفِ الاسرائيلي خلالَ التعاملِ مع مقترحاتِ هوكشتاين والتعديلاتِ اللبنانيةِ عليها، فانَ امكانيةَ الحلِّ على هذا المسارِ لا تزالُ ممكنةً بحسَبِ الاميركيين، ولا بدَّ منها – بحسَبِ الاسرائيليين المقتنعين بأنَ اللبنانيينَ ومقاومتَهم لن يَتراجعوا عن ملاحظاتِهم ومعادلاتِهم، وانَ الاميركيينَ لا يريدون التصعيدَ، وكذلك الجمهورُ الصهيونيُ وقيادتُه الامنية، وبالتالي فانَ خلاصةَ المعادلةِ انَ الحكومةَ العبريةَ ستتراجعُ وتُوقّعُ على الاتفاقِ كما قالَ الخبيرُ الصهيونيُ “يوني بن مناحيم”..
اما قولُ الخارجيةِ الفرنسيةِ في بيانٍ لها حولَ مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ فكانَ واضحاً لجهةِ تقاطعِها معَ المصلحةِ الاميركيةِ بمنعِ التصعيدِ، وسعيِها لابرامِ الاتفاق، معتبرةً انه سيعودُ بالنفعِ على الجميع..
وللجميعِ كانت رسالةُ جموعِ اليمنيينَ المَهيبةِ والصدّاحةِ في ساحاتِ كبرياتِ المدنِ والمحافظاتِ خلالَ احياءِ المولدِ النبويِّ الشريفِ واُسبوعِ الوَحدةِ الاسلاميةِ، من انَ اهلَ الحكمةِ والايمانِ – ورغمَ الجراحِ والحصار -ِ هم الاكثرُ حضوراً وتمسكاً بنبيِّ الامةِ وقِيَمِهِ الوحدوية، فيما ارضُ مهدِ الرسولِ ومثواهُ غائبةٌ عن المناسبةِ، غارقةٌ في غيرِ احتفالاتٍ واهتمامات..
المصدر: المنار