رئيس الوفد الصهيوني المفاوض بقضية الترسيم استقال.. اتهامات متبادلة بين المسؤولين الصهاينة.. تهويل مما جرى.. تقييم مأساوي لميزان الارباح والخسائر بين لبنان وكيان العدو بشهادة ساسته…

الثالث من تشرين الاول تاريخ مفصلي بمسار المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وتل ابيب.. ليس عابرا مشهد اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا للتباحث قبل اعطاء جواب موحد على مقترح المبعوث الامريكي عاموس هوكشتاين.. ثلاثة اوراق وربع.. مع ستة اوراق هي ملحقات تفسيرية للمقترح.. خضغت لتمحيص لبناني مشترك سقفه الاتي: وحدة الموقف، مصلحة لبنان، والحذر الحذر من الصهاينة وعرابهم الاكبر واشنطن من مكر متلازم مع اداء من اعتاد ان تكون يده هي العليا بأي تفاوض بخلاف ما جرى ويجري حالياً.. وحدة الموقف التي استندت الى قوة المقاومة انتجت انتصاراً ستتضح ملامحه اكثر قريباً.. ولو قدر لجدران قصر بعبدا ان تستذكر المطولات عن اهمية الاستراتيجية الدفاعية عندما كان بعض الداخل يتفنن باستهداف سلاح المقاومة.. لما كان من تجل.. اوضح مما حصل اليوم بقضية الترسيم وحقوق لبنان.. فهل يشك للحظة ان ما حصل كان ليتم لولا معادلة القوة التي حددها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على وقع مناورة محدودة لمسيرات اربكت كيان العدو وجيشه.. نعم، وحدهم من اعتادوا المزايدة على الصهانية بمواقفهم.. ممن تنكر لانتصار تموز وما سبقه من تحرير وما لحقهم من معادلات ردعية.. يجددون دورهم المشبوه بمحاولة التشكيك والتقليل من اهمية الانجاز!!

اجتماع رئاسي في بعبدا

عُقد اجتماع رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا لإعداد الرد على مقترحات الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود الجنوبية، وسبق الاجتماع الرئاسي اجتماع تقني إستشاري للبحث في العرض الخطي لهوكشتاين.

وافضى الاجتماع الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى تبني الملاحظات التي وضعتها اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية والتي تؤكد على الثوابت اللبنانية التي اعتمدت منذ بدء المفاوضات وتحفظ للبنان حقوقه وتؤمّن مصلحته. وكان تأكيد على وحدة الموقف اللبناني حيال عرض هوكشتاين والذي سيبلّغ الى الوسيط الأميركي خلال الساعات القليلة المقبلة. وبموجب هذه الملاحظات، تم ادخال تعديلات على العرض الأميركي سيتسلمها هوكشتاين وينقلها الى الجانب الإسرائيلي.

وكان قصر بعبدا شهد عند الأولى من بعد ظهر اليوم اجتماعاً برئاسة الرئيس عون ضم أعضاء اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية المؤلفة من: نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الوزير السابق سليم جريصاتي، مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان، عضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط، رئيس مصلحة الهيدروغرافيا في القوات البحرية المقدم عفيف غيث.
مراسلة المنار من قصر بعبدا:

بو صعب

نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب صرح بعد الإجتماع  ان”ملاحظات فريق العمل جمعت في تقرير سيرسل الى المندوب الاميركي وفيه طلب التعديلات والملاحظات على عرضه وعلى ابعد حد غداً يرسل اليه، والموقف النهائي سيكون بعد جوابه على الملاحظات”.

ولفت بو صعب الى ان” الموقف والملاحظات الموحدة والقوية من لبنان اوصلتنا الى النتيجة الحالية اليوم”. واضاف ان” لبنان حصل على كامل حقوقه من حقل قانا ولن أقول أكثر”.

واكد ان” العدو الاسرائيلي يعرف مكمن القوة لدى لبنان وهو معروف بفضل معادلة الشعب الجيش والمقاومة”.

ميقاتي

رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي قال بعد اللقاء إن “الأمور متجهة على الطريق الصحيح بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل”، مشددا على أن “موقف الجميع في لبنان موحد بشأن هذا الاتفاق وذلك من أجل مصلحة البلد”.

وأضاف: “لقد كانت لي وللرئيس بري بعض الملاحظات، واللجنة التقنية أخذت بها كاملة، وسيكون لنا رد سيرسل إلى الوسيط الأميركي ضمن هذا السياق كاملا”.

وتابع:”أود التأكيد أن كافة المسلمات والامور الأساسية تامة ضمن الاتفاق، والأمور متجهة على الطريق الصحيح، وأؤكد أيضا أن موقفنا موحد لمصلحة لبنان”.

وكان الرئيس عون خلال استقباله مديرة افريقيا والشرق الأوسط في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية في حضور السفيرة الفرنسية في بيروت  أوضح ان لبنان سيحدد موقفه من مضمون العرض الخطي الذي قدمه هوكشتاين والذي تضمن نصوصا قيد الدرس اليوم بالتشاور مع رئيسي مجلس النواب والحكومة وفي ضوء ملاحظات اللجنة الفنية المشكلة لهذه الغاية، لافتا الى انه حرص طوال الاشهر الماضية على ضمان حقوق لبنان في مياهه وتوفير الظروف الملائمة لبدء عمليات التنقيب في الحقول النفطية والغازية المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي يفترض ان تبدا بها شركة توتال الفرنسية، مؤكدا انه لن تكون هناك اي شراكة مع الجانب الصهيوني. واعرب الرئيس عون عن امله في ان يشكل بدء التنقيب عن النفط في الحقول المائية الجنوبية بداية إيجابية تساعد الاقتصاد اللبناني على النهوض من جديد بعد التراجع الذي حصل خلال الاعوام الماضية.

كيان العدو

وفي كيان الاحتلال، تواصلت الحملات الصاخبة بين الحكومة والمعارضة الصهيونية حول اتفاقية الترسيم البحري بين لبنان وكيان الاحتلال، وسط اقرار صهيوني واضح بأن الاحتلال خضع للمطالب الرسيمة اللبنانية تحت ضغط المقاومة وأن هذا الأمر مثّل انتصارا للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

المؤسسة العسكرية الاسرائيلية هي التي ترغب باتفاق الترسيم هرباً من تبعات المواجهة مع المقاومة :

ماذا طلب الوسيط الاميركي خلال زيارته الاخيرة إلى بيروت وما علاقة قطر؟

المصدر: موقع المنار