29-03-2024 09:12 AM بتوقيت القدس المحتلة

لماذا يملك قاتل الشهيد ربيع كحيل كميات كبيرة من الاسلحة؟

لماذا يملك قاتل الشهيد ربيع كحيل كميات كبيرة من الاسلحة؟

أعاد اغتيال الشهيد المقدم ربيع كحيل على يد المتهم هشام ضو، الى التداول الحديث عن فكرة انتشار السلاح وفلتانه بيد الكثير من الناس بدون اية ضوابط قانونية او سياسية او اخلاقية،

ذوالفقار ضاهر

أعاد اغتيال الشهيد المقدم ربيع كحيل على يد المتهم هشام ضو، الى التداول الحديث عن فكرة انتشار السلاح وفلتانه بيد الكثير من الناس بدون اية ضوابط قانونية او سياسية او اخلاقية، في حين لم نسمع الكثير من المواقف السياسية خاصة من فريق "14 آذار" تتناول الموضوع على خطورته رغم ان هذا الفريق يحاول استغلال اية حادثة فردية لتضخيمها وإلصاق التهم بخصومه السياسيين.

بالتوازي داهم الجيش اللبناني منزل المتهم ضو في محلة بدادون في قضاء عاليه وضبطت 18 بندقية حربية و17 مسدسا وكمية من الذخائر الخفيفة واعتدة عسكرية متنوعة، خبر تستغربه العقول الراجحة انطلاقا من ان "قاتل" الشهيد كحيل يمتلك هذه "الترسانة" من الاسلحة الفردية التي لا يمكن القبول مطلقا انها للحماية او للحيازة الفردية، فحيازة عشرات قطع السلاح المتنوعة والذخائر والاعتدة المتنوعة، تثير التساؤلات الكثيرة.

فلماذا مواطن عادي يحوز كل هذه الاسلحة في منزله؟ وما هي الغايات الحقيقية وراء هذه الحيازة؟ لا سيما ان المتهم ضو معروف بانتمائه السياسي لحزب في فريق "14 آذار"، فهل هناك رابط بين هذا الانتماء والتأييد وبين عملية الحيازة هذه؟ ام ان الامر يتعلق بنشاط خاص فردي للمتهم ضو الذي ستكثر اتجاهه التحليلات بعد جريمة اغتيال الشهيد المقدم ربيع كحيل؟ فهل للمتهم ضو ارتباطات ما مع جهات معينة للنيل من الجيش اللبناني وابطاله من امثال الشهيد كحيل؟ وهل هناك اطراف اخرى تشبه حالة ضو ستعمل على اصطياد ضباط وعناصر الجيش في تصفية جسدية دون اي رادع؟

حول كل ذلك سأل رئيس "المجلس الماروني العام" في لبنان وديع الخازن "لماذا يملك هذا القاتل كل هذه الكمية من السلاح"، واضاف "صحيح ان الناس في لبنان تقتني السلاح للحماية الفردية لاسيما في هذه الظروف الصعبة والحساسة على الصعيد الامني إلا ان هذه الكمية لدى شخص ارتكب جريمة اغتيال لبطل من ابطال الجيش واحد قياداته التي تتواجد في الصفوف الاولى على خطوط التماس مع العدو الاسرائيلي والعدو الارهابي هو محل تساؤل ويجب على الاجهزة المعنية إعطاء الجواب الشافي على ذلك".

ودعا الخازن "لترك التحقيقات تأخذ مجراها في هذا المجال لان جريمة اغتيال ضابط كبير في الجيش تفرض التعاطي مع الموضوع من جوانب أكثر دقة لا سيما ان المنطقة التي ارتكبت فيها الجريمة ووجدت فيها الاسلحة هي منطقة مختلطة ومتنوعة "، وشدد على "ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة والحاسمة لسوق المجرمين إلى العدالة وتعليق المشانق لردع كل من تسول له نفسه بالاعتداء على حياة الناس لاسيما على حياة أبطال المؤسسة العسكرية"، مستنكرا "هول الجريمة وفظاعتها التي طاولت بطلا من أبطال معركة نهر البارد هو المقدم الشهيد ربيع كحيل"، ودعا "الانتربول الدولي بإلقاء القبض الفوري على الجاني الرئيسي الفار من جه العدالة".

وفيما رأى الخازن ان "الشهيد ضحية الوحشية الفالتة على كل منعطف"، أسف ان "الإجرام المتمادي بالقتل المجاني على الطرقات وصل الى حد التطاول على أبطال المؤسسة العسكرية حتى يسقط المقدم كحيل المشهود له في عمليات نهر البارد من دون إعتبار لهيبة القانون والسلطات العسكرية وترف التعاطي السياسي الذي لا يعنيه ما يجري من إنتهاكات وتشويه لصورة لبنان الحضارية"، وطالب "جميع المسؤولين المعنيين في وزارتي الداخلية والعدل ومعهما قائد الجيش جان قهوجي سوق كل المجرمين مهما علت تغطيتهم السياسية".

وبالنسبة لامتناع بعض الاطراف السياسية عن المبادرة لدعم المؤسسة العسكرية واستنكار الجريمة، قال الخازن "المفروض ان كل اللبنانيين بجميع اطيافهم يستنكرون الاعتداء على المؤسسة العسكرية وضباطها وعناصرها لان الجيش صمام الامان وعامود الوطن الفقري"، واعتبر ان "كل من لا يأخذ هذا الموقف هو عديم الوطنية ايا كان هذا الفريق السياسي"، ودعا "للبحث عن الاستقرار والامن في لبنان والالتفاف حول المؤسسة العسكرية"، واوضح "كما ان هذه الحادثة فردية ويجب عدم تحميلها الابعاد السياسية ايضا يجب على كل الاطراف السياسية".

خاصة ان فريق "14 آذار" طالما يستغل كل حادث فردي في اي منطقة لبنانية باتجاه التصويب على خصومه السياسيين واعطاء الامور الابعاد المذهبية والطائفية، وهذا ما لا ولن يفعله خصومه لا في جريمة اغتيال الشهيد كحيل ولا في غيرها.

بالتأكيد ان جريمة اغتيال الشهيد كحيل كبطل من أبطال الجيش اللبناني الذي لم يقدر عليه العدو الاسرائلي ولا خفافيش الارهاب في نهر البارد وعرسال يجب ان تحوز الاهتمام الكافي من الدولة والجهزة المعنية في لبنان، لانها لا ترتبط فقط باغتيال او استهداف شخص بعينه بقدر ما لها علاقة بالمساس بمؤسسة الجيش اللبناني التي طالما اعتبرت حامي الوطن وصمام امانه.