20-04-2024 12:09 PM بتوقيت القدس المحتلة

أيار ... صدى الانتصار

أيار ... صدى الانتصار

"صور حسن نصرالله ترفع في اقصى المغرب العربي ، في مكان لطالما سعى عبد الناصر وحافظ الاسد الى تبوئه".عبارة اوردتها صحيفة يديعوت احرونوت في معرض شرحها للاثار التي تركها إندحار جيش الاحتلال عن جنوب لبنان في شهر آيار / مايو من ال



"صور حسن نصرالله ترفع في اقصى المغرب العربي، في مكان لطالما سعى عبد الناصر وحافظ الاسد الى تبوئه". عبارة اوردتها صحيفة يديعوت احرونوت في معرض شرحها للاثار التي تركها إندحار جيش الاحتلال عن جنوب لبنان في شهر أيار/ مايو من العام الفين 2000.


آثار تردد صداها ايجاباً في مختلف بقاع الارض وتحديداً في العالمين الاسلامي والعربي.ففي ذاك العام وما بعده ُرفعت أعلام حزب الله وامينه العام سماحة السيد نصرالله من اندونيسيا الى سواحل الاطلسي في مشهد نادر ، وذلك احتفالاً بالنصر على الكيان الصهيوني.مشهد أغاظ الصهاينة وانظمة في الاقليم والعالم الذين بدأوا حرباً اعلامية وفتنوية غير مسبوقة لتشويه انتصارات المقاومة ولتحويلها الى هزائم وهو ما لم يتحقق.

ابعاد الانتصار....

يؤكد رئيس الصفحة الدولية في صحيفة الاهرام المصرية اسامة الدليل لموقع المنار ان "انتصار أيارله قيمة عظيمة ، وقيمته الحقيقية هي ما يمثله من معانٍ ، وهو انه باستطاعتك النصر على الصهيونية وعلى كل من يريد تقسيم المنطقة".

إنتصار أيار أعاد الى الامة امجاد سابقة بعد عقود من الخيبات والنكسات ما سمح للكيان الصهيوني بهزيمة العقول العربية قبل القلوب في ما يوصف بمرحلة كي الوعي ، وأُوهم المواطن العربي انه لم ولن يستطيع الصمود امام "اسرائيل" واعتداءاتها المتكررة، فأُجبر العرب على الرضوخ للمعادلة التالية "اسرائيل لا تُقهر"، فيما لم يجد معظم حكام  منطقتنا الا الاذعان لهذه المعادلة.

إذا كان جميع العرب والمسلمين معنيون بالنصر الذي تحقق ، لكن وقعه على الفلسطينيين جاء مختلفاً. فصائل المقاومة ومواطنو الاراضي المحتلة وفي الشتات ، وجدوا في اندحار الاحتلال فرصة تاريخية لإعادة خلط الاوراق مع العدو وكسر معادلته وتعويم مبدأ المقاومة من جديد بعد خيبات التسوية التي لم تحقق شيئاً للفلسطينيين حتى يومنا الحاضر..
أولى ثمرات تلك كانت المعادلة ، إنتفاضة الاقصى التي إندلعت بوجه أرييل شارون (رئيس حكومة العدو السابق) عقب تدنيسه باحة الاقصى في ايلول عام الفين.  ودامت الانتفاضة اكثر من خمس سنوات تخللها مواجهات بطولية وعمليات نوعية للمقاومين ، تكبد خلالها الاحتلال خسائر فادحة في قواته (معركة مخيم جنين ) اضافة الى إلحاق اذى كبير بالاقتصاد الاسرائيلي عبر العمليات الاستشهادية وضرب "الامن" في مدن العدو..الخ.

المعادلة نفسها أسست فيما بعد للإندحار الصهيوني عن قطاع غزة في سبتمبر / ايلول عام 2005 وهو ما سمح للمقاومة الفلسطينية ببناء بنية عسكرية مهدت لتكبيد العدو سلسلة هزائم فضلاً عن افشال اعتداءاته المتعاقبة على غزة واخرها في صيف عام الفي وأربعة عشر...

وتؤكد فصائل مقاومة تأثرها بأسلوب عمل المقاومة في لبنان ، إن من ناحية التكتيكات ، او من ناحية المنظومات الصاروخية  والتدريبات وان اختلفت فيما بينها بالاساليب، وهو ما فاقم خشية العدو من تكرار النموذج المقاوم في الضفة الغربية واراض عام 48...

تجليات نصر ايار عام 2000 لم تقتصر على الساحة الفلسطينية بل انسحبت الى الساحة العراقية ابان الغزو الاميركي لبلاد الرافدين عام الفين 2003 وسجلت عمليات نوعية للعراقيين ، في تكرار للتجربتين اللبنانية والفلسطينية، ما دفع واشنطن الى الاسراع في سحب قواتها من بلاد الرافدين ، لكنها تسعى للعودة الى العراق من نافذة الفتنة التي تعمل عليها مع انظمة في المنطقة.

كيف رد العدو...

منذ إنطلاق عمل المقاومة دأب الصهاينة على محاولات النيل منها واضعافها واغتيال قادتها وبعد عجز عن الهدف ، لم يجدوا أمامهم سوى الهروب من المستنقع اللبناني عام (2000) لتُحقق المقاومة في لبنان نصراً غير مسبوق ، أُتبع بعد سنوات ست بنصر تموز (2006) الذي كان مدوياً عربياً واسلامياً ، واطاحت بكبار القادة العسكريين الصهاينة.

لم يترك الاميركيون والصهاينة المقاومة وشأنها بعد هزيمة ايار وحاولوا التعويض عنها بضرب السلم الاهلي اللبناني عقب الاحداث التي اندلعت بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري شباط 2005 كما عملوا على شرذمة الصف الفلسطيني والعراقي.

أساليبٌ لاقت نجاحاً في العديد من المحطات ، وخاصة مع رعاية بعض الاطراف العربية لمحاولات نشر الفتنة. فتُرجمت في الساحة اللبنانية بعد نصر تموز حين عُمل في الليل والنهار وبدعم خارجي غير مسبوق على إبعاد المقاومة عن المشاركة في الحكومة مترافقة مع حملات داخلية وعربية وغربية لتشويه صورة المقاومة حتى قالت مصادر اميركية ان واشنطن سخرت مئات الملايين لضرب صورة حزب الله.

ومع تزايد العجز الصهيوني أمام المقاومة، كان تسعير الفتنة الاسلوب الانجع لحكومة العدو. فتنة نجد نارها مشتعلة في العديد من بلدان العالمين العربي والاسلامي في وقتنا الراهن ، كما يحصل في سوريا والعراق وباكستان ونيجريا ومصر.... اضافة الى المحاولات الجارية الان لبث التفرقة بين اليمنيين برعاية سعودية – اميركية بعد العجز على استرداد الهيمنة على القرار اليمني.

وفي هذا الاطار يشير اسامة الدليل رئيس الصفحة الدولية في صحيفة الاهرام المصرية الى استمرار المحاولات الصهيونية "لإطفاء وهج هذا الانتصار والانتصارات اللاحقة حتى لا يبقى معنى لأي انجاز عربي او اي انتصار عربي" مضيفاً انه "ليس مستغرباً ان يتم مسح الذاكراة وتاريخ المقاومة" ، ويؤكد الدليل ان "الهدف تحويل البوصلة من العدو الرئيسي اي اسرائيل الى عدو يُصنع على يديك اي ان يكون حزب الله هو العدو داخل لبنان ، والجيش السوري عدو للسورييين والجيش المصري عدو للمصريين.."

واذ يشدد الدليل على ان "الصهاينة يخلقون عدواً جديداً لكي تقاتل الامة بعضها البعض بدلاً من ان تجتمع طاقاتها" ، ويحمل وسائل الاعلام العربية مسؤولية كبيرة في "ضرب الوعي المفاهيم وتزييف الواقع وهذا منهج صهيوني".

ورغم ابواق الفتن وضجيج المتضررين يظل نصر أيار شاهد برسم الامة لتحقيق انتصارات على عدوها الاول والاخير دون اية شروط مزلة او تسويات تحول النصر الى هزيمة ، كما يشكل عيد المقاومة والتحرير مناسبة تتجدد كل عام لتحيي ذاكرة يريد البعض محوها ولكن "زمن الهزائم ولى" والانتصارات تتوالى من أيار 2000 الى تموز 2006 الى معركة القمم في القلمون..