الصحافة اليوم 16-11-2018: لا جديد في الملف الحكومي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 16-11-2018: لا جديد في الملف الحكومي

صحف محلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 16-11-2018 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الحراك السياسي المستمر الذي يقوده رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل لمحاولة فتح الطريق لحوار حول العقدة تمثيل النواب السنة المستقلين في الحكومة، من دون تقديم مخارج عملية قابلة للتسويق لدى الطرفين المتقابلين، الحريري واللقاء التشاوري، ودون النجاح في وقف الحملات التي يقودها تيار المستقبل على نواب اللقاء التشاوري..

الأخبار
باسيل أعدّ «أفكاراً عملية» والحكومة إلى السنة الجديدة؟

الاخبارتناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “لا جديد في الملف الحكومي. وفي ظل السقوف العالية المرفوعة من كل الأطراف، فإن كل الترجيحات تشير إلى أن مسار الحل سيأخذ وقتاً، وربما إلى ما بعد رأس السنة. علماً أن عوامل جديدة ــــ قديمة عادت لتدخل على خط الدفع باتجاه تسريع تشكيل الحكومة، أبرزها القلق على نتائج «سيدر» من مزيد من التأخير. وهو عامل يمكن أن يشكل مدخلاً لحل لا أحد يملك مفتاحه سوى رئيس الجمهورية، من موقعه الجامع. فربطاً بكل السقوف التي رفعت، يبدو الحل محكوماً بخطوة «إنقاذية» يُقدم عليها رئيس الجمهورية، توائم بين مطلب حزب الله تمثيل سنة 8 آذار ورفض الرئيس سعد الحريري تمثيل أي منهم، فيقوم بتوزير ممثل عن سنة 8 آذار من حصته، ليس بالضرورة أن يكون من بين النواب المستقلين.

في غضون ذلك، وزير الخارجية جبران باسيل مستمر في مبادرته لحل العقدة الحكومية على قاعدة «نصالح ولكن لا نأكل ثلثي القتلة». وعلمت «الأخبار» أن باسيل تواصل أمس مع النائب فيصل كرامي لترتيب اجتماع مع أعضاء اللقاء التشاوري الذين طلبوا موعداً من البطريرك الماروني بشارة الراعي. وبحسب المصادر، فإن رئيس التيار الوطني الحرّ أعدّ «أفكاراً عملية» لطرحها على كلّ من الرئيس المكلف سعد الحريري والنواب السنّة المستقلين «بهدف تسهيل التواصل بين الطرفين ما قد يساعد على إيجاد الحل».

وخلافاً لما يتردد، ثمة من يجزم أن حزب الله والتيار الوطني الحر متفقان أن الموضوع عالق عند الحريري ولا شوائب بين رئيس الجمهورية وحزب الله، وهي قاعدة تم تثبيتها في اللقاء الأخير الذي جمع السيد حسن نصر الله بباسيل.

وكان باسيل زار بكركي يرافقه النائب إبراهيم كنعان، وقال بعد لقائه الراعي، إنه «في الأيام التي مرت تساعدنا جميعاً مع أطراف الخلاف الحكومي وقمنا بتهدئة الأجواء، والآن يجب الدخول في مرحلة ثانية وهي تحويل الأفكار العامة إلى أفكار عملية، لأن الوقت لا يساعدنا بالبقاء في الجمود، ونتمنى على الجميع أن نتساعد لنجد الحلول المنطلقة من عدالة التمثيل ومن مبادئ عامة تحفظ هذه الحكومة وتؤدي إلى الإسراع في تشكيلها ولفعالية بعملها».

عون وبري يرحبان بالمصالحة
وفي سياق منفصل، هنّأ باسيل الراعي بالمصالحة التي رعتها بكركي. كما قدم التهنئة لطرفي المصالحة، تيار المردة والقوات اللبنانية، «وكل المسيحيين واللبنانيين»، مؤكداً أن «بكركي هي المكان الطبيعي للمصالحات الوطنية الكبرى والتفاهمات، ودورها تاريخي في مد الجسور وحل الخلافات».

والمصالحة ظلت، بعد يوم على إتمامها، مسار ترحيب سياسي واسع. وكان الرئيس ميشال عون في مقدم المرحبين، فنقل عنه زواره «ارتياحه لمصالحة بكركي»، معتبراً أن «أي توافق بين الأطراف اللبنانيين، لا سيما الذين تواجهوا خلال الأحداث الدامية التي عصفت بلبنان، يعزز الوحدة الوطنية ويحقق المنعة للساحة اللبنانية ويغلب لغة الحوار السياسي على ما عداها ويقوي سلطة الدولة الجامعة».

كذلك اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالراعي وبرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مهنئاً بالمصالحة.

اللواء
الخلاف الإيراني – الروسي يعطِّل مراسيم الحكومة!
توتُّر على جبهة باسيل – كرامي.. واتصالات تتناول مرحلة ما بعد الأزمة الطويلة

اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “تهدئة الخطاب، وتبريد المشهد سمة المواقف، في الوقت الذي يواصل فيه الوزير جبران باسيل تحركه، حيث حط أمس في بكركي، وعقد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تناولت المصالحة التي تمت أمس الأوّل برعاية الراعي بين تيّار المردة برئاسة النائب السابق سليمان فرنجية وحزب «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع، بالإضافة إلى التحرّك الهادف إلى معالجة إحدى اصعب العقد، المتعلقة بتمثيل سنة 8 آذار في الحكومة العتيدة، من حصة الرئيس المكلف سعد الحريري..

وبرز على جبهة العلاقة بين الوزيرالمفوض باسيل ونائبي الشمال فيصل كرامي وجهاد الصمد من سنة 8 آذار، إذ لاحظت مصادر عونية ان النائبين يصعدان مع التيار الوطني الحر ويدعمان خطوة حليفهما فرنجية، تحول ملفت بين سقف عالٍ مناوئ لجعجع والتعامل معه، بطريقة وجدانية بعد مصالحة بكركي. وكشفت المصادر ان باسيل سعى من خلال لقائه النائب محمّد الصفدي، إلى سحب زوجته فيوليت المرشحة من حصة الرئيس الحريري، فضلاً عن إقناع الرئيس ميقاتي سحب مرشحه السني الثاني من حصة الرئيس المكلف.

ومهما قيل عن استبعاد العقد الخارجية، وتأثيراتها على مساعي معالجة العقد، التي استجدت قبل ساعات من إصدار مراسيم الحكومة عشية انتهاء السنة الثانية لانتخاب الرئيس عون، وبعضها يتعلق باعتراض على دور روسي في معالجة الأزمة، على خلفية ما حدث من ثنائيات ورباعيات في سوريا، باستبعاد الدور الإيراني. ووفقاً لمصدر دبلوماسي غربي، فإن الحل الذي يقضي بتسمية مرشّح سني بالإجماع، يكون مقبولاً من الرئيس المكلف، ويصبح المقعد خارج حصة الرئيس عون مقابل تسمية الحريري وزيراً مسيحياً.

واستبعد المصدر ان يستجيب الرئيس المكلف لرغبة حزب الله، أو ارادته، مشيراً إلى ان الحزب، يعتقد ان الحكومة المقبلة، سيكون لها انعكاسات إقليمية، بالتزامن مع إجراءات وعقوبات أميركية ضد إيران.. واعتبر المصدر ان إثارة الرئيس الحريري في مؤتمره الصحفي الأخير إلى ان حزب الله يعطل الحكومة مسألة أكبر من الإصرار على توزير نائب سني من اللقاء التشاوري.

لا جديد حكومياً
في هذا الوقت، بقيت الاتصالات الهادفة إلى تذليل عقدة تأليف الحكومة، خجولة نسبياً، لم تخرقها سوى حركة الوزير باسيل، من دون ان تكون لها نتائج ملموسة حتى الساعة. وكشفت مصادر نيابية في عين التينة، أن الرئيس نبيه برّي أعطى الوزير باسيل، عندما التقاه في ساحة النجمة قبل أيام، طرحاً صالحاً لأن يكون مخرجاً لعقدة تأليف الحكومة، من دون ان يكشف عن مضمونه. وقال الرئيس برّي امام زواره انه ينتظر ان يعمل باسيل على هذا المخرج، علماً انه لم يسجل أي جديد، على صعيد عين التينة، بالنسبة لتأليف الحكومة.

ولم يلمس زوّار «بيت الوسط» أي شيء ملموس بما يتصل بمعالجة قضية نواب سنة 8 آذار، لكنهم لاحظوا ان حالة من «القرف» تحوط بالرئيس المكلف، ونقلوا عنه قوله امامهم بأنه «لم يعد لوحده أم الصبي، في إشارة إلى ضرورة تضافر كل الجهود معه لإزالة الألغام من امام تشكيل الحكومة»، مضيفاً بأنه عمل ما لديه من أجل تأليف الحكومة وانجز التشكيلة على الشكل الذي كان يفترض ان تعلن مراسيمها قبل أسبوعين، بعد ان قدم كل التنازلات المطلوبة منه، لكنه تساءل: «هل أنا لوحدي من يجب ان يضحي من أجل لبنان، فيما غيري لا يقوم بأي خطوات جدية؟».

وبطبيعة الحال، خرج زوّار «بيت الوسط» بانطباع مفاده ان أبواب الحلول مقفلة، وان الخرق الوحيد الذي يسجل على صعيد الاتصالات بين أطراف النزاع الحالي، أي الرئيس المكلف من جهة و«حزب الله» ونواب سنة 8 آذار من جهة ثانية، هو المسعى الذي يقوم به الوزير باسيل، على الرغم من ان معالمه لم تتوضح بشكل كامل بعد، بسبب عدم الكشف عن تفاصيله أو التكتم عليه، مع التأكيد على ان هناك طروحات عدّة قيد التداول للوصول إلى قواسم مشتركة تسهل عملية التأليف.

وفي هذا السياق، رأت مصادر سياسية مطلعة على الملف الحكومة لـ«اللواء» انه لا يجوز الاستمرار في المراوحة الحالية بانتظار المزيد من المجهول، وان تحرك باسيل يصب في العمل على تدوير الزوايا، لأن الوضع كما أصبح معلوماً يزداد صعوبة ودقة، في ظل الانزعاج الكبير وعدم الارتياح الذي يبديه ويعبر عنه الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري، خصوصاً بعد ان أصبحت الأمور مغلقة، بعد المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي اراد من خلالها مشاركة الرئيس المكلف في تأليف الحكومة خلافاً للدستور الذي اعطاه الصلاحيات الكاملة للتشكيل بالتشاور مع رئيس الجمهورية، خصوصاً وأنه يستحوذ على دعم طائفته روحياً وسياسياً وشعبياً.

ودعت هذه المصادر الجميع إلى التنازل والترفع والتفكير في المصلحة الوطنية أولاً وأخيراً لأنها هي الأساس، معربة عن اسفها لموقف النواب السنة الستة، الذين يحاربون، كما أصبح واضحاً بسلاح غيرهم، وتحديداً بسلاح «حزب الله»، رغم اعتراف الجميع بأنهم يمثلون شريحة من اللبنانيين انتخبتهم.

وإذ شددت على ان الأولوية يجب ان تكون لتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وانه لا يجوز إضاعة الوقت أكثر من ذلك، أعلنت رفضها الاستمرار في اعتماد سياسة «عض الاصابع»، لمعرفة أي فريق سيتألم قبل الآخر، لأنه في الانتظار سيكون الوطن أصبح كلّه أكثر تألماً، ومعه المواطنين دون استثناء، والذين تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم، في ضوء الواقع الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي يزداد صعوبة».

تحرك باسيل
في غضون ذلك، واصل الوزير باسيل مسعاه لحل عقدة تمثيل سنة 8 آذار، على الرغم من انه لم يحرز حتى الساعة تقدماً ملموساً، وهو زار عصراً البطريرك الماروني بشارة الراعي برفقة أمين سر تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان، غداة زيارته دار الفتوى أمس الأوّل.

وأوضح باسيل، بعد اللقاء بأن الموعد مع البطريرك الراعي كان متفقاً عليه سابقاً، إنما شاءت الظروف ان يتم اللقاء بعد المصالحة التي حصلت في بكركي، وهنأته على هذه المصالحة، مجدداً التهنئة لطرفي المصالحة تيّار «المردة» و«القوات اللبنانية»، وكل المسيحيين واللبنانيين، مشدداً على ان بكركي هي المكان الصالح للمصالحات الوطنية بين اللبنانيين، ودورها التاريخي في مد الجسور وحل الخلافات.

وتمنى باسيل على الجميع ان «نتساعد لنجد الحلول المنطلقة من عدالة التمثيل ومن مبادئ عامة تحفظ هذه الحكومة وتؤدي إلى الإسراع في تشكيلها ولفعالية عملها، وان لا يكون في هذه الحكومة الا التفاهم»، مشدداً على اننا «لا نستطيع الدخول إليها بمنطق الغالب والمغلوب». وعن إمكانية إعلان تشكيل الحكومة قريباً، اكتفى باسيل بالقول: «صلوا معنا».

وفيما كشفت معلومات ان باسيل يناقش من خلال مشاوراته بندين هما: كيفية الوصول إلى حل لعقدة تمثيل سنة 8 آذار، وخلق جو من التضامن السياسي بجعل الحكومة المقبلة منتجة، وانه قد يلتقي النواب السنة الستة المستقلين لمناقشتهم بالحلول من أجل إيجاد حل لعقدة تمثيلهم في الحكومة، قالت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» ان باسيل لا يملك مقترحات محددة لمعالجة العقدة الحكومية، وانه يستمع إلى الرأي والرأي الآخر، تمهيداً لجوجلة الأفكار، مؤكدة المعلومات عن انه سيلتقي لاحقاً النواب السنة الستة، خاصة بعد لقائه النائب عدنان طرابلسي في مركز التيار في ميرنا الشالوحي. وأوضحت ان جو باسيل تفاؤلي، خاصة وان لا مصلحة لأي طرف في ان تتأخر عملية تأليف الحكومة.

كرامي
أما عضو «اللقاء التشاوري» للنواب السنة، النائب فيصل كرامي، فلم يمانع من لقاء الوزير باسيل، لكنه خالف الرئيس الحريري في قوله بأنه «أب السنة» في لبنان، واصفاً أيضاً قوله بأنهم «أحصنة طروادة» بأنه خطأ، ودعا إلى ان ينظر إلى احصنة طروادة داخل فريقه الخاص الذي لم يسانده يوم وقعت الأزمة معه قبل عام.

واوضح كرامي، في مقابلة مع برنامج «صار الوقت» الذي يقدمه الزميل مارسيل غانم على شاشة M.T.V ان كل ما نطلبه هو توزير أحد النواب السنة الستة، مؤكداً «أننا مع رئيس الحكومة القوي ومع رئيس الجمهورية القوي ولم نقم بما قام به الآخرون أي مشاركة الحريري في تشكيل الحكومة كرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذين اشترطوا الحقائب وأسماء الوزراء وتعدوا على صلاحيات الحريري».

واكد «انني لم استقو بأحد ولكن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وقف معنا في مطلبنا وهذا فخر لنا وليس هو فقط من وقف جانبنا بل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار «المردة سليمان فرنجية». واعتبرأن «تأليف الحكومة على أساس مذهبي أوّل ضرب لاتفاق الطائف وما يُطبّق اليوم هو اتفاق الدوحة وليس اتفاق الطائف»، مشيراً إلى أن «3 من اصل النواب الستة ، خاضوا الانتخابات النيابية سوياً وعلاقتنا مع النائب عبد الرحيم مراد تعود لسنوات الى الماضي».

وسأل: «لماذا تيار «المستقبل» يريد احتكار التمثيل السني في الحكومة؟»، معتبراً أن «كل ما يجري البحث فيه اليوم هو موضوع الشكل وليس المضمون»، مؤكداً «اننا لا نريد كسر الحريري بل نريده ان يخرج رابحاً ولا تدخلات خارجية في الحكومة»، لافتاً إلى «اننا نريد ان ناكل عنب ولا نريد قتل الناطور، فليأت الحل من عند الحريري».

وكشف كرامي عن جانب من المداولات التي جرت بين النواب الستة والرئيس عون، ونقل عن رئيس الجمهورية قوله للنواب: «ان موقف الحريري من موضوع تمثيلهم في الحكومة غير حكيم»، لكنه استدرك قائلاً: «المجالس بالأمانات»، لافتاً إلى انه قال للرئيس عون ان الطعن امام المجلس الدستوري قد يعطينا الحاج طه ناجي في الانتخابات وقد يسقط النائب ديما جمالي إذا أتت نتيجة الطعن لصالحنا، مضيفاً بأن الرئيس عون ردّ بأنه «لن يسمح بأي تدخلات في اعمال المجلس الدستوري».

مصالحة فرنجية – جعجع
وعلى صعيد المصالحة التي رعتها بكركي أمس الأوّل بين فرنجية وجعجع، فقد تواصلت أصداء الترحيب والتهنئة بشجاعة اللذين قاما بها، ونقل زوّار قصر بعبدا عن الرئيس عون ارتياحه للمصالحة، معتبراً ان «أي توافق بين الأطراف اللبنانيين لا سيما الذين تواجهوا خلال الأحداث الدامية التي عصفت بلبنان، يُعزّز الوحدة الوطنية ويحقق المنعة للساحة اللبنانية، ويغلب لغة الحوار السياسي على ما عداها ويقوي سلطة الدولة الجامعة».

وأجرى الرئيس برّي اتصالات بكل من الراعي وفرنجية وجعجع مهنئاً بالمصالحة، فيما تلقى الراعي سلسلة اتصالات تهنئة من الرئيسين: نجيب ميقاتي، تمام سلام، نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والسفير المصري نزيه النجاري.

ورحبت الرابطة المارونية بالمصالحة،  واعتبرت «ان هذه الخطوة الكبيرة وضعت نهاية لمرحلة مؤسفة، نأمل أن تمحى من الذاكرة الجماعية المارونية وأن تكون منطلقا لصوغ رؤية جديدة وواعدة تكون اللبنة الاساس لمرجعية مسيحية شاملة تحت سقف مشترك من الثوابت الوطنية التي تعزز الدور المسيحي في لبنان».

البناء
الرياض تعلن عزمها إعدام خمسة متهمين بقضية الخاشقجي… وأنقرة تتّهمها بالتخلص من شهود
وقفُ حرب الحُدَيْدة يلاقي… هزيمة «إسرائيل» في غزة بفشل يمني للسعودية
حراك حكومي بلا مقترحات عملية… والحملة الحريرية مستمرّة

البناءصحيفة البناء كتبت تقول “خلال ثمان وأربعين ساعة، تلاحَقَ تدحْرُج حجارة المخططات السعودية والإسرائيلية بالتتابع، وتدحرجت رؤوس مسؤولين في النظامين، وبدا التزامن أكثر من مجرد صدفة كما بدا أن حجم الانهيار يعبر عن وصول الخيارات الحاكمة في الكيانين إلى طريق مسدود، فنهاية حرب غزة قبل أن تبدأ بسبب قوة توازن الرعب الذي فرضته فصائل المقاومة، بدا نقطة ضعف قاتلة لمكانة السعودية التي لم يعُد لها حليف تستند إليه بقوة في حسابات المنطقة وتوازناتها سوى «إسرائيل»، بينما بدا فشل السعودية في حرب اليمن وتهوّرها بصورة أصابت مكانتها الدولية بضربة قاضية، بمثابة إصابة قاتلة للرهان الإسرائيلي على حلف مع السعودية يواجه إيران.

في تطورات قضية قتل الخاشقجي قدّمت الرياض قراءة للعملية نسبتها لنتائج تحقيقاتها، سرعان ما تحوّلت إلى مصدر لتساؤلات وصلت حد السخرية من الرواية والسيناريو الخيالي الذي قدّمته، والأهم النتيجة التي خلص إليها التحقيق بالتمهيد للتخلص من خمسة من المشاركين الرئيسيين في العملية تحت شعار معاقبتهم على الجريمة بالإعدام، وهو ما وصفته تركيا وقوى حقوقية أوروبية بالتخلص من شهود الإثبات على تفاصيل العملية ومسؤولية ولي العهد السعودي عن اتخاذ القرار بتنفيذها.

بالتوازي مع محاولة تفادي مخاطر قضية الخاشقجي وجد الحكم السعودي نفسه مضطراً، للسير بمحاولة تخفيف الأثقال في حرب اليمن، بعدما سُدَّت الطرق على تحقيق إنجاز عسكري، وباتت الحرب عبئاً عسكرياً وهي بالأصل عبء معنوي وسياسي، لم يعُد المجتمع الدولي قادراً على تقبّلها، رغم وجود حلفاء وشركاء للسعودية في الحرب وتغطيتها، لكنهم بلغوا جميعاً ساعة اليقين بأن أكلاف هذه الحرب صارت أعلى من عائداتها المتوقعة والمرتجاة.

لبنانياً، ورغم تكسر السيوف والرماح الإسرائيلية والسعودية المتلاقية على إضعاف المقاومة وحلفائها، والعبث في ساحتها، لا يزال الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري مصراً على تجاهل تمثيل نواب اللقاء التشاوري من حصة طائفتهم التي تقاسموا تمثيلها مع تيار الحريري بثلث مقابل ثلثين، فتواصلت حملته عليهم وتصاعد إشراك شخصيات جديدة في الحملة كان أبرزها كلام رئيسين سابقين للحكومة هما فؤاد السنيورة وتمام سلام، وأعقبتها ردود من نواب اللقاء كان أبرزها كلام النائب فيصل كرامي برفض وصف النواب المستندين إلى إرادة شعبية بأحصنة طروادة، أما الحراك السياسي المستمر والذي يقوده رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل فبقي محاولة لفتح الطريق لحوار حول العقدة، من دون تقديم مخارج عملية قابلة للتسويق لدى الطرفين المتقابلين، الحريري واللقاء التشاوري، ودون النجاح في وقف الحملات التي يقودها تيار المستقبل على نواب اللقاء التشاوري.

جبهة مسيحية لحصار باسيل؟
رغم الترحيب الذي لاقته المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية من القيادات اللبنانية والارتياح الذي ساد الساحة المسيحية، إلا أن الأهداف السياسية لاتفاق «طي صفحة الحرب» كامنة بقوة في حسابات الطرفين السياسية وليست بعيدة عن تطلعات «أعداء الأمس» الى بعبدا. ليس الأمر تشكيكاً في نيات أطراف المصافحة والمصارحة، بل الأكيد أن التوقيت السياسي ليس بريئاً… فلماذا فُعلِت لجنة المصالحة «القواتية» «المردية» «الكنسية» عملها منذ عامين ونيّف أي بعد وصول الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية على «زعل» بين فرنجية والتيار الوطني الحر؟ ولماذا أتت مصالحة بكركي بعدما ثبُتَ بالعيون العونية – القواتية المجردة انهيار اتفاق معراب من بوابة الحكومة الحالية ووقائع ومجريات مفاوضات الحكومة المرتقبة؟ فهل نحن بطور تشكيل جبهة مسيحية جديدة عنوانها حصار التيار الوطني الحر ورئيسه المرشح الرئاسي جبران باسيل؟ وهل تقاطعت مصالح فرنجية – جعجع حول هذا الهدف؟ وهل باتت القوات اللبنانية أقرب الى تيار المردة من التيار الحر؟ فماذا يجمع «المرديين» و»القواتيين» غير الجغرافيا والطائفة؟ على ماذا يلتقون في السياسة المحلية والاستراتيجيا والفكر السياسي؟ ما هي مصلحة جعجع بهذا الاتفاق غير «تلميع صورته المسيحية والوطنية» وتعزيز جبهته المسيحية والرئاسية في وجه التيار الحر وما هي حاجته الى اتفاق كهذا إن كان لا يزال يؤمن ويقتنع بـ «الجدوى السياسية» لاتفاق معراب مع العونيين؟ واستطراداً ألم يبدأ الحوار بين الرابية ومعراب بالمصالحة المسيحية وطي صفحة الحرب وانتهى باتفاق معراب السياسي على كرسي بعبدا وتقاسم المناصب والمواقع في الدولة؟..

مصادر سياسية مسيحية مطلعة ترى أن المصالحة رغم أهميتها للمسيحيين، لكنها ليست بعيدة عن نيات الطرفين بعثرة الأوراق السياسية وخربطت التحالفات على الساحة المسيحية لإعادة تجميعها قبيل نهاية ولاية الرئيس عون بعامٍ أو أكثر في إطار تحضير وإعداد التحالفات للانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة، وتوضح لـ«البناء» بأن «جمع حاصل القوة النيابية لكل من المردة والقوات ربما يصل في الانتخابات النيابية المقبلة الى 20 نائباً فماذا لو شكلوا كتلة واحدة في وجه تكتل لبنان القوي الذي ربما يتراجع مدّه الشعبي والسياسي طبيعياً في نهاية العهد العوني؟». بكل بساطة تضيف المصادر «ذلك إن حصل فسيشكل سداً منيعاً أمام وصول باسيل الى بعبدا»، وتلفت المصادر الى أن «التيار الحر لن ينظر بخوف تجاه المصالحة الآن، لكنه بالتأكيد سيجد نفسه أمام كتلة سياسية شرسة إن تُرجِمت المصالحة بتحالف أو اتفاق سياسي انتخابي».

وفي أول موقف من المصالحة المسيحية المسيحية، نقل زوار قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية عون، ارتياحه للمصالحة معتبراً أن «اي توافق بين الاطراف اللبنانيين لا سيما الذين تواجهوا خلال الاحداث الدامية التي عصفت بلبنان، يعزز الوحدة الوطنية ويحقق المنعة للساحة اللبنانية ويغلب لغة الحوار السياسي على ما عداها ويقوّي سلطة الدولة الجامعة».

من جهته، هنأ باسيل المردة والقوات اللبنانية قائلاً: «بكركي هي المكان الطبيعي للمصالحات السياسية التاريخية فهي مرجعية وطنية كبيرة وقد أخذنا بركة البطريرك اليوم بعد أخذ بركة سماحة المفتي أمس». وأكمل: «العقدة مهما كان توصيفها هي في النهاية وطنية».

وبعد زيارته البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بحضور أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان. أضاف: «كنا نخشى صداماً كبيراً سيضرّ اللبنانيين وبعد أن هدأنا الأجواء سنحول الأفكار العامة الى أفكار عملية فلا أحد يستفيد من الصدام». وعن توقيت الزيارة قال باسيل: «الموعد كان محدداً سابقاً، لكن شاءت الصدف ان يكون غداة مصالحة القوات والمردة»، وتمنى «على الجميع أن نتساعد لتشكيل الحكومة ونعدكم بالخير». اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فأجرى اتصالات بالبطريرك الماروني وبفرنجية وجعجع، مهنئاً بالمصالحة.

«اللقاء»: الحريري بات عاجزاً عن الحكم بالسيف السعودي
على صعيد الحراك الباسيلي لحل العقدة السنية، لم يُسجل أي جديد، رغم بعض اللقاءات الخجولة التي عقدها مع كل من الوزير السابق محمد الصفدي وعضو اللقاء التشاوري النائب عدنان طرابلسي. وأكدت مصادر قناة الـ»أن بي أن» أن «حراك باسيل لم يحرز تقدّماً ملموساً يؤدي إلى تأليف الحكومة »، مشيرة إلى أن «المخارج موجودة ولا تحتاج إلا إلى تنازل الأفرقاء كل من جهته».

وفيما أكدت مصادر حزب الله لـ«البناء» الى أن «العقدة السنية على طريق الحلحلة، لكنها تحتاج الى وقت لإيجاد الحل الذي يقبل به سنة اللقاء التشاوري». قالت مصادر اللقاء التشاوري لـ«البناء» إن «اللقاء لا يزال مصراً على موقفه في تمثيل أحد نوابه ولن يتنازل عن حقه مهما كلّف الأمر»، مشيرة الى أننا «نقدر محاولات الوزير باسيل معالجة الأزمة، لكن لن نقبل بتسوية تضيع حقنا»، وعن اقتراح تمثيلهم بأحد المقرّبين من اللقاء، نفت المصادر أن «يكون أحد «عرض علينا هذا الاقتراح»، موضحة بأننا «مصرّون بأن نتمثل بأحد نواب اللقاء وثانياً من حصة الطائفة السنية وليس من حصة رئيس الجمهورية، لأن الرئيس سعد الحريري يريد تمثيلنا من الحصة التي يقايض رئيس الجمهورية عليها، ما يعني اعتبارنا من حصة عون، وبالتالي خارج الطائفة السنية ما يطيح نتائج الانتخابات النيابية»، ومتهمة السعودية بالوقوف خلف موقف الحريري الرافض لتمثيلنا، مشيرة الى أن «السعودية لا تريد سُنة في لبنان مع المقاومة بل تريدهم جميعهم ضد المقاومة كورقة تفاوض تستعمل السنّة ضد حزب الله وإيران وابتزاز بالفتنة المذهبية»، وعن طلب اللقاء موعداً من الرئيس المكلف لفتت الى «أننا لن نطلب موعداً من الحريري بعد موقفه الأخير في بيت الوسط، فما هي فائدة اللقاء إن كان كل منا على موقفه؟ فضلاً أن هو مَن عليه دعوتنا والحوار معنا كما فعل مع الآخرين، فلماذا يتعامل بدونية وفوقية وإقصاء مع شركائه في الطائفة السنية الواحدة؟ فعليه أن يعي بأن زمن الإقصاء قد ولى الى غير رجعة ولا يستطيع حكم لبنان بالسيف السعودي».

وأكد النائب فيصل كرامي «أنني لم أستقو بأحد ولكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقف معنا في مطلبنا. وهذا فخر لنا وليس هو فقط من وقف جانبنا بل الرئيس بري والوزير فرنجية »، معتبراً أن «ما قاله الحريري عن أننا «أحصنة طروادة» وأنا أقول: نحن أحصنة الوطن ولسنا أحصنة طروادة ولينظر الى أحصنة طروادة داخل فريقه الخاص الذي لم يسانده يوم وقعت الأزمة معه ومع السعودية ».

المصدر: صحف

البث المباشر