الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: المقاومة هي أكبر عائق في وجه المشروع الصهيوني والتطبيع معه – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: المقاومة هي أكبر عائق في وجه المشروع الصهيوني والتطبيع معه

الشيخ دعموش
الشيخ دعموش

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أن مجتمعاتنا وبلدننا بحاجة الى حصانة تمنعها من ركوب موجة التطبيع مع العدو التي بدأتها السعودية وشجعت الآخرين على ركوبها.
وقال: السعودية ترتكب أعظم خيانة بحق الأمة والقدس وفلسطين عندما تبدي استعدادها للتطبيع مع العدو الصهيوني، وتصفية القضية الفلسطينية، وإنشاء تحالف مشترك معه لمواجهة إيران، مقابل أن تحصل على الدعم الأمريكي لوصول ولي العهد إلى سدة الملك.
وأكد أن الشعب اللبناني لا يمكن أن ينجر وراء هذه الموجة وسيقاوم التطبيع مع العدو الصهيوني في جميع المجالات وعلى كل الصعد، والتحركات السياسية والاعلامية والشعبية الرافضة للتطبيع التي شهدناها خلال الأيام الماضية في لبنان من خلال الإعتصامات والاحتجاجات التي قامت بها المنظمات الشبابية والجمعيات والاحزاب تؤكد على رفض الشعب اللبناني لكل مفردات التطبيع مع العدو الصهيوني.
وأشار الى أن سعي بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو قد يؤثر على ضعاف النفوس ومن يتاجرون بالقضية الفلسطينية وعلى دول وحكومات ضعيفة، ولكنه لن يستطيع أن يؤثر في القوى الشريفة والمقاومة، ولن يستطيع جرَّ الشعوب الى هذه الخطيئة وركوب هذه الموجة التي تعتبر أعظم خيانة للأمة.
واعتبر الشيخ دعموش أن القرارات والاجراءات الأمريكية والصهيونية بحق القدس وفلسطين وتواطؤ بعض الأنظمة العربية وفي مقدمهم السعودية لتصفية القضية الفلسطينية، يمكن ان توجد وقائع سياسية وقانونية جديدة حول القدس، ولكنّها بالتأكيد لن تستطيع أن تقضي على هذه القضية طالما الشعب الفلسطيني يقف بقوة وصلابة في مواجهة هذه القرارات والاجراءات ويتصدى لسياسات الإحتلال.
ورأى أن الشعب الفلسطيني أمام منعطف كبير وخطير، والمطلوب صلابة الموقف الفلسطيني الرافض لتصفية القضية، والحفاظ على الهبة الشعبية في الداخل وتوسيعها لتصبح انتفاضة شاملة بوجه الاحتلال وسياساته وسياسات أميركا.
وأضاف: لقد حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل منذ عشرات السنين وإلى الآن إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية وفشلت بسبب وجود الانتفاضة والمقاومة وانتصاراتها وانجازاتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني في لبنان وفلسطين.
وشدد على أن المقاومة بكل فصائلها اللبنانية والفلسطينية هي أكبر عائق في وجه المشروع الصهيوني في فلسطين، وهي التي تمنع حتى الآن من الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه، وتصفية القضية الفلسطينية التي هي بالنسبة للمقاومة القضية المركزية التي لن تتخلى عنها حتى لو تخلى العالم كله عنها.
نص الخطبة
قبل أيام مرت علينا ذكرى ولادة عقيلة بني هاشم السيدة زينب الكبرى(ع), التي كانت ولادتها (ع) في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة هجرية في بيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبيت فاطمة (ع)، في بيت الرسالة والإمامة والولاية، وعندما ولدت جاءت بها الزهراء فاطمة (ع) الى علي (ع) وسألته أن يختار لها إسماً، فأبى علي(ع) أن يسبق رسول الله (ص) في تسميتها، وكان النبي (ص) غائباً, فلما عاد إلى المدينة، حمل علي وفاطمة(ع) المولودة المباركة إلى رسول الله (ص) وسألاه أن يسميها فقال (ص): ما كنت لأسبق ربي في اسمها، فهبط جبرائيل وقال له: سمِّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم.
والزينب في اللغة العربية كما في لسان العرب: شجر حسن المنظر، طيب الرائحة ويقال: إن الزينب نبات أزهاره جميلة, بيضاء اللون فواحة الرائحة.
ولا شك في وجود تطابق بين الاسم والمسمى, فزينب (ع) كانت قمة في الجمال وآية في الجمال.
وشخصية السيدة زينب (ع) حملت الكثير من الألقاب والأوصاف التي تكشف عن صفاتها وخصالها ومناقبها ومزاياها وعظيم قدرها وعلو مقامها, فمن أشهر ألقابها: لقب العقيلة، عقيلة بني هاشم: والعقيلة هي المرأة الكريمة والوجيهة في قومها والعزيزة في بيتها.
والسيدة زينب (ع) هي أفضل امرأة وأشرف سيدة في العرب بعد أمها الزهراء (ع).
وقد تكون كلمة العقيلة صفة مبالغة, مشتقة من العقل بمعنى كثرة العقل والوعي والنضج, وقد ظهر بوضوح أن السيدة زينب (ع) كانت على درجة عالية من الوعي والنضج والعقل والحكمة والحنكة، فبعقلها ووعيها استطاعت أن تقود قافلة السبايا, وأن تظهر قوتها وقوة أهل البيت (ع) بالرغم من عظيم المصاب وهول الفاجعة، وأن تفضح الضليل الإعلامي الأموي الذي صنعته السلطة في جريمة قتل الحسين (ع).. وأن تكشف حجم الجريمة التي ارتكبها الحكم الأموي بحق آل الرسول (ص)..
ويقال أيضاً: العقيلة: سيدة قومها، والسيدة المخدرة أي الشريفة العفيفة التي تلتزم بيتها ولا تختلط بالرجال، المرأة التي تلتزم بحجابها بشكل كامل كما يريد الله، والمرأة التي تحترم
حجابها وتصونه وتحفظه فلا تقوم بأي عمل أو سلوك يتنافى مع حجابها, أو يمكن أن يسيء إلى حجابها وإلى هذا الزي الشرعي والمقدس.
فزينب (ع) كانت في حجابها وسترها وعفافها وحشمتها نموذجاً وقدوة لكل النساء اللاتي يردن حجاباً صحيحاً, وستراً كاملاً, وعفة وحشمة تصون العرض وتصون الشرف.
فالسيدة زينب (ع) لم تختلط بالرجال, ولم تجلس معهم لا في السهرات ولا في غيرها, ولم يرَ شخصها أحد من الرجال لا في زمن أبيها ولا في زمن أخويها إلى يوم كربلاء، وكان أبوها علي (ع) كما أخواها الحسن والحسين (ع) حريصين على حجابها وسترها وإبعادها عن نظرات الرجال المريبة.
فقد روى يحيى المازني قال: كنت في جوار أمير المؤمنين (ع) في المدينة المنورة مدة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فوالله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله (ص) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (ع) فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن مرة عن ذلك فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب.
هذا الحرص على شرف وعفة وحجاب وستر وحشمة البنت يجب أن يكون لدى كل أب تجاه ابنته, ولدى كل أم تجاه ابنتها, ولدى كل أخ تجاه أخته وشقيقته، خصوصاً في هذا الزمن الذي تحول فيه الحجاب عند بعض الفتيات إلى مجرد موضة أو زي لا تنطبق عليه المواصفات والشروط الشرعية التي أرادها الله للحجاب.
فقد ظهرت في هذا الزمن أزياء متنوعة باسم الأزياء الإسلامية قد لا تشكل لباساً شرعياً أو زياً شرعياً، مثل ارتداء الفتاة لبنطلون وقميص أو بنطلون وكنزة أو بنطلون وتنورة ضيقة .. كما هو الدارج الآن، فهذا غير شرعي.
البعض يتخيل أن المطلوب في الحجاب هو ستر الشعر والبدن كيفما كان، فتستر المرأة أو الفتاة شعرها وبدنها وتغفل عن الضوابط الأخرى أو تتجاهلها، فترتدي لباساً ضيقاً، أو لباساً ذي ألوان مثيرة, أو لباساً وحجاباً يكون بحد ذاته زينة أو مثيراً وفاقعاً من حيث الموديل أوالشكل او اللون كما هو الحجاب العصري السائد الآن.
كما أن بعض النساء أو الفتيات قد تكون محجبة الرأس والبدن ولكنها تضع المساحيق والزينة والعطور الكثيفة التي تثير الفتنة والريبة.. وكل ذلك حرام, لأنه لا ينسجم مع الأهداف التي أوجب الله لأجلها الستر والحجاب..
كما أن هناك بعض النساء لا يتورعن عن الاختلاط بالرجال والخلوة بهم، والمزاح معهم, أو الكلام معهم بغنج أو دلع أوبطريقة مثيرة، فإن هذا النوع من الاختلاط والخلوة بين الرجل والمرأة سواء في المجالس أو في الجامعات او في المدارس أو في أماكن العمل أو في السهرات هو محرم أيضاً, لأن الاختلاط المسموح به هو الاختلاط الذي يكون في الأماكن العامة ويتم الإقتصار فيه عالى التواصل الضروري وبمقدار الحاجة,لا الخلوة التامة التي قد تؤدي الى الوقوع بالحرام.
الحجاب الشرعي الذي أراده الله هو اللباس الواسع الفضفاض غير الضيق, الذي لا يصف شيئاً من جسم المرأة, ولا يفصل شيئاً من جسدها, ولا يُظهر أماكن الفتنة من بدنها.
الحجاب الشرعي هو اللباس الذي يستر جميع البدن باستثناء الوجه والكفين، والعباءة هي أفضل لباس وحجاب يستر البدن ويرمز الى الحجاب الشرعي الكامل.
ولذلك الآباء والأمهات والأهل يجب أن يشجعوا بناتهم على ارتداء العباء لصون شرفهن وكرامتهن، والتجار تجار الألبسة وأصحاب المحلات يجب بدورهم أن يروجوا للعباءة وللألبسة الشرعية وللزي الإسلامي الحقيقي.. أما الألسبة التي تروج وتنشر الثقافة الغربية, أو ارتداؤها يساهم في نشر التقاليد والعادات والثقافات الغربية المعادية فلا يجوز لبسها, ولا يجوز للتجار وأصحاب المحلات استيرادها ولا بيعها وشراؤها والترويج لها، ولذلك على التجار وأصحاب المحلات أن يحسنوا اختيار الموديلات الشرعية المطابقة للمواصفات الشرعية عند استيراد أو تصنيع أو شراء الألبسة حتى يساهموا في نشر الفضيلة والعفة واللباس الشرعي والزي الشرعي الذي أراده الله للمرأة , لا الزي غير الشرعي.
اليوم عندما يتأسى نسائنا واخواتنا وبناتنا وفتياتنا بزينب (ع) في لباسها وحجابها وسترها وعفتها، فإنهن يحافظن على عفافهن وطهارتهن وأخلاقهن وشرفهن، ويحمين أنفسهن من النظرات المريبة لأصحاب القلوب المريضة، ويساهمن في تحصين المجتمع والأسرة في مواجهة كل عوامل الفساد والانحراف والانحلال والميوعة والابتذال، فمجتمعنا بحاجة إلى حصانة أخلاقية وحجاب المرأة الشرعي الكامل يساهم في إيجاد هذه الحصانة الأخلاقية في مجتمعنا ومناطقنا.
الآباء والأمهات والأهل يجب أن يلاحقوا أولادهم بالتربية الصحيحة من أجل تحصين امجتمع ضد التحديات الأخلاقية والسلوكية والثقافية وضد الحرب الناعمة التي يراد من خلالها سلخ هويتنا الإسلامية والتبعية للغرب في كل شيء.
نحن بجاجة الى هذه الحصانة الإيمانية الأخلاقية في مواجهة الحرب الناعمة، وبحاجة أيضا الى حصانة سياسية في مجتمعاتنا وبلدننا تمنع من ركوب موجة التطبيع مع العدو، هذه الموجة التي بدأتها السعودية وشجعت الآخرين على ركوبها.
السعودية ترتكب أعظم خيانة بحق الأمة والقدس وفلسطين عندما تبدي استعدادها للتطبيع مع العدو الصهيوني، وتصفية القضية الفلسطينية ، وإنشاء تحالف مشترك معه لمواجهة إيران مقابل أن تحصل على الدعم الأمريكي لوصول ولي العهد إلى سدة الملك.
الشعب اللبناني لا يمكن أن ينجر وراء هذه الموجة سيقاوم التطبيع مع العدو الصهيوني في جميع المجالات وعلى كل الصعد، والتحركات السياسية والاعلامية والشعبية الرافضة للتطبيع التي شهدناها خلال الأيام الماضية في لبنان من خلال الإعتصامات الاحتجاجات التي قامت بها المنظمات الشبابية والجمعيات والاحزاب تؤكد على رفض الشعب اللبناني لكل مفردات التطبيع مع العدو الصهيوني.
إن سعي بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو قد يؤثر على ضعاف النفوس ومن يتاجرون بالقضية الفلسطينية وعلى دول وحكومات ضعيفة ولكنه لن يستطيع أن يؤثر في القوى الشريفة
والمقاومة ولن يستطيع جر الشعوب الى هذه الخطيئة وركوب هذه الموجة التي تعتبر أعظم خيانة للأمة.
أما القرارات والاجراءات الأمريكية والصهيونية بحق القدس وفلسطين وتواطؤ بعض الأنظمة العربية وفي مقدمهم السعودية لتصفية القضية الفلسطينية، فيمكن ان توجد وقائع سياسية وقانونية جديدة حول القدس، ولكنّها بالتأكيد لن تستطيع أن تقضي على هذه القضية طالما الشعب الفلسطيني يقف بقوة وصلابة في مواجهة هذه القرارات والاجراءات ويتصدى لسياسات الإحتلال.
الشعب الفلسطيني أمام منعطف كبير وخطير، والمطلوب صلابة الموقف الفلسطيني الرافض لتصفية القضية، والحفاظ على الهبة الشعبية في الداخل وتوسيعها لتصبح انتفاضة شاملة بوجه الاحتلال وسياساته وسياسات أميركا.
لقد حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل منذ عشرات السنين وإلى الآن إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية وفشلت بسبب وجود الانتفاضة والمقاومة وانتصاراتها وانجازاتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني في لبنان وفلسطين.
المقاومة بكل فصائلها اللبنانية والفلسطينية هي أكبر عائق في وجه المشروع الصهيوني في فلسطين، وهي تمنع حتى الآن من الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه، وتصفية القضية الفلسطينية التي هي بالنسبة للمقاومة القضية المركزية التي لن تتخلى عنها حتى لو تخلى العالم كله عنها.
والحمد لله رب العالمين

المصدر: موقع قناة المنار

البث المباشر