ماذا لو اعتمدنا توقيتاً عالمياً واحداً؟! – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ماذا لو اعتمدنا توقيتاً عالمياً واحداً؟!

“لماذا نتحول إلى التوقيت الصيفي؟” رغم أن العلماء وجدوا مزيداً من الأدلة تشير إلى أن صحتنا تعاني بسبب ذلك التغيير.

ببساطة أجسادنا لا تعرف ما هي الساعة الآن، ولا في أي يوم نكون، ولكن يتم التحكم في أجسادنا عن طريق ساعة داخلية بيولوجية، يتحكم فيها وجود وغياب ضوء النهار.

واضطراب نظام الساعة البيولوجية هو السبب والمساهم في حدوث مشكلات النوم، إذ يفرز نظام الساعة البيولوجية في كل ليلة هرمون الميلاتونين، وهو مادة كيميائية تطلق إشارات للمخ والجسم من أجل النوم.

وهناك روابط مقلقة بين استخدام الهواتف الذكية أثناء الليل والنوم، وفقاً لتقرير على النسخة الأميركية لهاف بوست، نظراً لأن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية مثل التلفزيون والهواتف وشاشات الكمبيوتر قد يتسبب في اضطراب نظام الساعة البيولوجية.

ووجد الباحثون أنه عندما يسطع ضوء النهار تفرز أجسامنا جرعة من الهرمونات لإيقاظنا، وعندما يحل الظلام، أجسادنا تنتج هرمونات لتهدئتها، والتي تجعلنا نشعر بالنعاس، بحسب صحيفة Sciencealert، وعندما نتجاهل تلك الآلية الأساسية للغاية، ونجبر أجسادنا على العمل وفقاً لأوقات تعسفية، فإننا نخاطر بصحتنا.

قال غاري كليفورد، خبير في اضطرابات النوم في جامعة إيموري في الولايات، إن هناك أدلة على أن الطلاب الذين يجب عليهم الذهاب إلى المدرسة في الساعة 7:30 صباحاً مستواهم الدراسي أسوأ من نظرائهم المتطابقين الذين يبدؤون في الساعة 8:30 صباحاً، لأنه من المعتقد أنهم في صراع مع إيقاع الساعة البيولوجية.

ووجدت دراسة في عام 2015، أن الناس غير الأصحاء يعانون أكثر خلال الانتقال إلى التوقيت الصيفي من نظرائهم الأصحاء. والمؤسف في الحقيقة هو أنه أمر تعسفي على أي حال.

هل حان الوقت للتفكير في الحد من عدد المناطق الزمنية؟ وماذا عن إذا كنا نعيش جميعاً وفقاً لمنطقة زمنية عالمية واحدة، كما يفعل الطيارون؟

سوف نظل جميعاً نستيقظ في الصباح، ونذهب إلى العمل، وفي الليل نخلد إلى النوم، ولكن سوف نعيش جميعاً في نفس التوقيت الزمني.

قال خوسيه لويس كاسيرو، رئيس اللجنة الوطنية لضبط الجداول الزمنية الإسبانية، وهي منظمة تنظم حملات للضغط على إسبانيا لإعادة العمل بالتوقيت الصحيح منذ عام 2006، لـ”بي بي سي”، إن حقيقة عدم تزامن الوقت في إسبانيا مع حركة الشمس تؤثر على الصحة، خاصة النوم، وأوضح “إذا غيَّرنا التوقيت الزمني، فإن الشمس ستشرق مبكراً بساعةٍ، وسنستيقظ من نومنا بشكل طبيعي أكثر، وستصبح أوقات تناول الوجبات الغذائية مبكرة بساعةٍ وسنحظى بساعةٍ إضافية للنوم”.

قال خبير الاقتصاد التطبيقي ستيف هانك، من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة بالنسبة للحياة اليومية، لن يتغير الكثير، باستثناء شيء واحد كبير، فكل فرد في العالم سيرى نفس التوقيت على ساعته في نفس اللحظة.

وإذا كان شروق الشمس الساعة 06:00 صباحاً في أتلانتا بتوقيت الساحل الشرقي، فإنه سيغير إلى 11 صباحاً بتوقيت غرينتش.

في ظل هذا الافتراض فإن الناس في أتلانتا الذين يستيقظون عادةً عند الساعة السادسة صباحاً سيستيقظون عند الساعة الحادية عشرة صباحاً.

المصدر: هافينغتون بوست

البث المباشر